الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخبارى: ازدهار تجارة تهريب الأسلحة من لبنان إلى سوريا والبغال هي الوسيلة الفضلى

arabic.china.org.cn / 08:46:58 2012-05-04

شتورة، البقاع الأوسط، شرق لبنان 3 مايو 2012 (شينخوا) ازدهرت تجارة السلاح وتهريبه من لبنان إلى سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، وتؤكد ذلك التقارير الأمنية الرسمية ومعلومات الجهات الحزبية اللبنانية المؤيدة أو المعارضة للنظام السوري.

كذلك ازداد بشكل ملحوظ عدد العاملين بمهنة تجارة السلاح وتهريبه لما تؤمنه من ارباح ومردود مادي لفئة المغامرين العاملين في هذه المهنة المعقدة.

ويتعرض التجار والمهربون لملاحقة اجهزة الأمن في لبنان وسوريا لكنهم يزاولون مهنتهم متحدين صعاب خرق الحدود غير آبهين بمخاطر دوريات حرس الحدود والهجانة السورية ناهيك عن حقول الألغام التي زرعها الجيش السوري على طول الحدود البرية الشرقية والشمالية مع لبنان.

ويقول المهرب مظفر الغضبان (اسم مستعار) "لقد باتت البغال الوسيلة الفضلى في تهريبنا للأسلحة، فقد لجأنا الى هذه الحيوانات القوية في عملنا كبديل عن سيارات الدفع الرباعي التي لم تعد تنفع، بعدما اقفل الجيشين اللبناني والسوري كافة المعابر والطرقات البرية الغير الشرعية بسواتر ترابية وعوائق أخرى مما عقد عملية التهريب وحد من عملنا".

ويضيف الغضبان إن "عمليات التهريب باتت معقدة وخطرة، يشارك في كل منها أكثر من مجموعة في لبنان وسوريا، ولهذه المجموعات رأس مدبر واحد، كذلك فان أفراد المجموعات لايعرفون بعضهم بعضا ويتم التخاطب بينهم بأسماء مستعارة".

وتابع "السلاح يتم شراؤه من السوق اللبنانية ومعظمه من النوع الخفيف يتوزع بين بندقية (الكلاشينكوف) الروسية التي ارتفع سعرها في ضوء الطلب الكثيف إلى ما بين 2500 و 3000 دولار أمريكي، اضافة إلى بندقية (أم 16) الأمريكية التي يتراوح سعرها بين 4 و 5 الاف دولار في حين ان سعر الطلقة الواحدة هو دولارين".

وذكر الغضبان "هذه الاسعار مغرية جدا وتشجع من لديه أكثر من قطعة سلاح على البيع حتى ولو كان سلاحا حزبيا".

وعن مهربي الأسلحة إلى سوريا، يقول رئيس احدى مجموعاتهم في البقاع بشرق لبنان زاهر درويش إن "همهم الأرباح وهم من كافة الفئات الموالية والمعارضة للنظام السوري وهو ما يسهل المهمة".

ويضيف "بيننا الموالي للمعارضة وضدها، وما يجمعنا فقط هو لقمة العيش والسرية في التحرك".

ويوضح أن "المجموعة توزع مهامها على ثلاث فئات، فئة تقوم بشراء قطع السلاح على أنواعها وذخائرها، والثانية تقوم بالتوضيب وتوفير المخابيء في أكثر من مكان خوفا من مداهمة القوى الأمنية اللبنانية ومصادرتها، أما الفئة الثالثة فتتولى نقلها تباعا بواسطة عدة بغال (بين 6 و8 بغال) عبر المعابر الترابية الوعرة منها مثلا في خراج بلدتي الصويرة والمنارة في البقاع الغربي، واحيانا من وادي عنجر".

ويقول إن "كل بغل يحمل 10 قطع سلاح خفيف يتم تمويهها بمواد تموينية مطلوبة في السوق السوري، وان الرحلة إلى الجهة السورية تستغرق بين 4 و 10 ساعات وفي نهايتها يتم تسليم السلاح في مناطق سورية بينها على سبيل المثال منطقتي الزبداني ومضايا".

ويؤكد درويش " لا نعرف من يتسلمون البضاعة، بل نتعرف عليهم عبر كلمة سر متفق عليها من قبل الوسيط ومن بين كلمات السر التي استخدمناها: السماء تحت القمر، الجيران دخلوا إلى الحديقة، الحجل وصل إلى الجبل".

ويتابع "نقبض نصف ثمن البضاعة في لبنان، وعند التسليم في سوريا نقبض النصف الآخر، وفي طريق العودة الى لبنان نقوم بتحميل البغال ببضاعة سورية مطلوبة في لبنان ومنها مثلا مادة المازوت أو الملابس القطنية".

وحول مشاكل "المهنة" يقول مهرب يعرف نفسه بإسم فيصل الجلاب "هناك خيانة تحصل في أوساط المهربين على بعضهم البعض، مثل تسريب معلومات حول عملية تهريب لكسب ثقة أجهزة المخابرات أو حرس الحدود".

ويشير إلى أن عبور الحدود قد يتطلب أحيانا "تأمين الطريق"، ودفع الأموال لعناصر الأمن، ولكن هذه العملية غير مضمونة اذ قد تحصل مفاجأة غير متوقعة، فتطيح بنا وبمن يرتشي في المقلب السوري من الحدود وعندها تكون ضربة قاضية من الصعب تجاوزها بسهولة".

ويضيف أنه "في حالات اخرى يحصل اشتباك مسلح بيننا وبين الجمارك اللبنانية أو الجيش السوري، ويكون الثمن حياتنا".

ويقول الجلاب "وهناك مشكلة الالغام ، لكننا بتنا نستعين باشخاص لبنانيين خبراء في ازالة الألغام التي زرعها الجيش السوري وقد تمكنا من ازالة بعضها لتسهيل عملية اجتيازنا الحدود، وهذا ما يرفع المصاريف حيث إن بدل ازالة كل لغم هو 100 دولار أمريكي".

ويعترف ان اجهزة الأمن اللبنانية تمكنت خلال الأشهر الماضية من ضبط الوضع على الحدود، عبر رفع سواتر ترابية في الكثير من الممرات الوعرة وتركيز مواقع مراقبة مجهزة بمناظير ليلية فوق التلال المشرفة على معظم الممرات.

ويقر الجلاب بأن زرع الأمن اللبناني لعناصر بين المهربين قد أدى إلى الحد من عملهم من دون ان يوقفه، في حين تم اعتقال أفراد العديد من الشبكات.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :