الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
(أهم الموضوعات الدولية) مقابلة خاصة: مسئول سوداني بارز: يمكن للصين لعب دور كبير في تهدئة الأوضاع بين الخرطوم وجوبا وبناء شراكة ثلاثية
بقلم ثريا لوو
بكين 25 ابريل 2012 (شينخوا) قال عضو بارز بحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم إنه يمكن للصين أن تلعب دورا كبيرا في تهدئة الأوضاع بين السودان وجنوب السودان وبناء علاقات شراكة ثلاثية ناجحة مع الخرطوم وجوبا.
وقال إبراهيم غندور، رئيس اتحاد عمال السودان ورئيس قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني السوداني، في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مساء يوم الثلاثاء قال "إن الصين صديق قديم للسودان وجنوب السودان، ولها مصالح مشتركة في البلدين. وهى دولة كبرى لها تأثيراتها الكبيرة على السياسة الدولية وبالتالي السياسة الإقليمية خاصة في منطقتنا الأفريقية ، ولها مصالح في أفريقيا يمكن أن تتأثر. كما أن السودان دولة مهمة، وإذا اختل الميزان الأمني في المنطقة بين السودان وجنوب السودان يمكن أن يؤثر على كل المنطقة الأفريقية ".
وأضاف البروفيسور غندور الذي يزور الصين حاليا على رأس وفد من حزب المؤتمر الوطني السوداني أن "الصين يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تهدئة الأوضاع ، ونحن واثقون في أن القيادة الصينية ستوضح لقيادة الحركة الشعبية وحكومة الجنوب أخطائها الفادحة لاستعداء السودان وشن الحرب عليه واحتلال أراضيه، كما يمكن لها أن تلعب دورا في بناء علاقات بيننا من أجل شراكة ثلاثية ناجحة، إذ كانت الشراكة في السابق ثنائية عندما كنا وجنوب السودان بلدا واحدا، والآن يمكن إقامة شراكة ثلاثية لمصلحة السودان وجنوب السودان والصين أيضا".
كان الصراع المسلح حول منطقة هجليج الغنية بالنفط بين السودان وجنوب السودان قد توقف مؤقتا بعد أن أعلن السودان يوم الجمعة الماضي استعادة السيطرة على المنطقة الواقعة في الجانب الشمالي للحدود بين السودان وجنوب السودان.
وقالت حكومة جنوب السودان إنها أمرت جيشها بالانسحاب من هجليج بعد يومين من إعلان الخرطوم الحرب على جوبا.
وفيما يتعلق بآخر التطورات الميدانية والسياسية في هذا الصدد، قال البروفيسور غندور "إنهم (الجنوبيون) ما زالوا يهاجمون السودان حتى اليوم في مناطق مثل جنوب كردفان، إنها حرب بالوكالة وجزء منها حرب عصابات. ونحن نتطلع إلى السلام لكننا ندافع أيضا عن بلادنا ، وإذا أرادت حكومة الجنوب السلام فعليها سحب كل قواتها من أراضينا ووقف دعم حركات التمرد وتطبيق الاتفاقيات الأمنية التي تمت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. ونحن لا نطلب الحرب ولا نتمناها"، مشيرا إلى أن "الحركة الشعبية اسمها ما زال بالكامل وبعد انفصال الجنوب، الحركة الشعبية لتحرير السودان، والسودان بلد آخر مستقل عاصمته الخرطوم، ويوضح هذا النوايا العدوانية لحكومة الجنوب إذ كنا نتوقع تغيير اسمها بعد الانفصال".
وحول التقارير بشأن غارات جوية سودانية على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، قال البروفيسور غندور" إن ولاية الوحدة هي ولاية مجاورة للمنطقة التي احتلتها الحركة الشعبية والتي تحرك قواتها ضدنا من هذه المنطقة، وهى منطقة حدودية، وطبيعي أن جزءا مما يحدث على حدود البلدين يؤثر على البلد الآخر ، خاصة فيما يتعلق باستخدامنا المدفعية وحتى الطيران. لكن ليس لدينا نية لمهاجمة الجنوب ولا الدخول في حرب معه، نحن فقط نريد إبعادهم عن حدودنا".
وأرجع البروفيسور إبراهيم غندور أسباب التوتر بين السودان وجنوب السودان إلى ثلاثة أمور، أوله أن لدى الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب منذ الحرب الأهلية فواتير لدى جهات تتمتع بمصالح في المنطقة - وعلى رأسها النفط والمعادن - ليس في السودان وحده وإنما في مجمل القارة الأفريقية ، وهذه الجهات تدفع الجنوب لمحاربة السودان بالوكالة... ثانيا، إن الحركة الحاكمة في الجنوب ما زالت تتعامل بعقلية الحركة المتمردة التي تمارس حرب العصابات ولا تتعامل بعقلية الدولة التي يجب أن تستخدم الموارد لخدمة مواطنيها ... ثالثا، إن هناك انقسامات داخل المجموعة الحاكمة في الجنوب تدفعها للبحث عن عدو خارجي، كما أن النزاعات الداخلية في الجنوب تجعلهم (الجنوبيون) أيضا يبحثون عن عدو مشترك وهذا العدو لن يكون إلا السودان".
جدير بالذكر إن زيارة البروفيسور غندور للصين تأتي تلبية لدعوة من الحزب الشيوعي الصيني في إطار التعاون مع حزب المؤتمر الوطني في السودان.
وحول التعاون بين السودان والصين، قال البروفيسور إنه ناقش مع الجانب الصيني "التعاون الحزبي المشترك، وزيادة التعاون في المجالات التي تعاونا فيها في السابق خاصة مجالات الزراعة والنفط والتعدين. وناقشنا بالتفصيل التعاون في مجال تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة والذي تتمتع فيه الصين بخبرة كبيرة، وكان أحد أسباب النمو الكبير الذي شهد
اقتصادها".
وأشار غندور إلى أن السودان يواجه الآن مشكلة تشغيل الشباب، وتابع قائلا "لدينا عدد كبير من الخريجين والجامعيين الذين يبحثون عن عمل. فلا بد من البحث عن وسائل التشغيل وعلى رأسها المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقد اتفقنا مع الجانب الصيني على التعاون في هذا المجال، ثم التقينا بالسيد نائب وزير الزراعة الصيني وناقشنا التعاون المشترك باعتبار أن السودان بلد زراعي له إمكانات كبيرة والصين لها استثمارات ناجحة في قطاع الزراعة بالسودان ولها خبرة طويلة في مجال الزراعة . واتفقنا كذلك على تطوير هذا التعاون في المستقبل من خلال تحفيز الشركات الصينية على الاستثمار الزراعي في السودان".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |