الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير إخباري: الخرطوم وجوبا على بعد خطوة واحدة من الحرب الكاملة
الخرطوم 19 ابريل 2012 (شينخوا) إن رد حكومة جنوب السودان على إعلان الحرب الصادر عن الرئيس السوداني عمر البشير سيكون حاسما في تقرير أفق الحرب الكاملة بين البلدين، حسبما قال محللون محليون يوم الخميس.
مرت 24 ساعة بعد إعلان الرئيس السوداني عن هدفه المتمثل في "تحرير جنوب السودان من حكم الحركة الشعبية لتحرير السودان" يوم الأربعاء، ولم يصدر أي تعليق أو رد أو تصريحات عن أي مسئول من جنوب السودان.
وفي هذا السياق، قال فايز حسن زكي، الصحفي السوداني المعروف جيدا في الدوائر الإعلامية بالخرطوم، قال إن "هذا صمت غير معتاد من جانب جوبا"، وعزا هذا الصمت إلى سببين؛ الأول يتمثل في أن إعلان الحرب الصادر عن البشير كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لجوبا التي تحتاج إلى بعض الوقت لدراسة رد مناسب. والسبب الثاني ربما يعود إلى التدخل الدولي لاسيما من قبل حلفاء جوبا الغربيين لضمان ألا يؤدي رد فعل جنوب السودان إلى تصعيد التوتر الذي تزايد بالفعل.
بيد أن "رد جوبا على الأرجح سيكون الخطوة الأخيرة تجاه الحرب الكاملة بين السودان وجنوب السودان"، على حد قول زكي.
كان البشير قد أعلن الحرب على جنوب السودان يوم الأربعاء، وتعهد بإسقاط الحركة الشعبية لتحرير السودان، في حين تتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية على الحدود بين البلدين.
وأعلن الرئيس السوداني أمام حشد من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم أن " من اليوم شعارنا هو تحرير مواطني جنوب السودان من حكم الحركة الشعبية لتحرير السودان، من اليوم سنطبق مبدأ العين بالعين والسن بالسن والضربة بالضربة والبادئ أظلم".
وأضاف البشير قائلا "وقعنا في خطأ تاريخي عندما مكنا الحركة الشعبية لتحرير السودان من حكم الجنوب، ولكننا سنصحح هذا الخطأ، لدينا التزام أخلاقي أمام شعبنا في جنوب السودان وهو حمايتهم من الحركة الشعبية لتحرير السودان".
كما اتهم البشير حكومة جنوب السودان بعدم الوفاء بالتزامها بتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين قائلا "هؤلاء لا يلتزمون بعهد ولا يحافظون على ميثاق، إنهم خونة".
وتابع قائلا "الآن هناك سجال بيننا، ولن تسعنا أرض السودان شمالا أو جنوبا، فإما أن يأتوا هم ويسيطروا على الخرطوم أو أن نذهب نحن ونسيطر على جوبا".
وفور صدور الإعلان ، كثفت السلطات السودانية استعداداتها للحرب المحتملة.
وأوردت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن ما يزيد على 2300 مجاهد أقسوا الخميس يمين الولاء للرئيس البشير وتعهدوا بالدفاع على البلاد بأرواحهم.
وأضاف التقرير أن هذا التطور جاء في اجتماع بين الرئيس السوداني وحشد من المجاهدين في مدينة العبيد عاصمة ولاية شمال كردفان.
وشدد الرئيس السوداني في كلمته بالاجتماع على أن "هجليج ستكون شيكان جديدة بالنسبة للغزاة" في إشارة إلى المعركة الدامية التي وقعت قبل أكثر من 60 عاما بين مقاتلي السودان والقوات البريطانية في ولاية شمال كردفان.
وتابع البشير قائلا "أي شخص يمد يده على السودان، سوف تقطع". وشدد في اجتماعه يوم الخميس بمدينة العبيد على أن القتال هو الطريقة الوحيدة لحل الخلافات بين بلده وجنوب السودان، مجددا التأكيد على وعده بإسقاط حكم الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب.
وذكر البشير في كلمة أمام تجمع من السكان في ولاية شمال كردفان أن "هجليج لن تكون النهاية، ونحن عازمون على تسوية أمورنا بالكامل في ميدان المعركة، ولتسوية جميع الحسابات بين البلدين".
وأردف الرئيس السوداني قائلا "إن حكومة جنوب السودان لم تفهم ولم تع الدرس، إنها أشبه بشخص يحمل سكينا لقطع رقبته. لقد حاولنا مرارا وتكرارا جعلهم يفهمون أين تكمن مصالحهم، ولكنهم أغبياء لا يفهمون. لا ينفع معهم إلا التأديب بالعصا".
واستخدم البشير، الذي كان يرتدي زيا عسكريا، كلمة "الحشرة" أكثر من مرة في كلمته لوصف الحركة الشعبية لتحرير السودان.
كان مجلس الوزراء السوداني قد عقد اجتماعا طارئا في 11 ابريل الجاري وافق فيه على قرار مرره البرلمان في اليوم نفسه بشأن وقف جميع المفاوضات مع جنوب السودان وبدء التعبئة العامة بالبلاد.
ومرر البرلمان السوداني يوم الاثنين أيضا قرارا يعلن أن حكومة جنوب السودان "عدو".
كان جيش جنوب السودان قد شن هجوما في 10 ابريل الجاري وسيطر على منطقة هجليج الغنية بالنفط والتي كانت تنتج في السابق نحو نصف الإنتاج اليومي من النفط السوداني.
وقالت حكومة جنوب السودان إن جيشها كان في حالة هجوم مضاد في مواجهة جيش السودان الذي سعى لدخول هجليج، وهو زعم لقي رفض المجتمع الدولي.
وعلى الرغم من أن جنوب السودان تزعم أن السودان بدأ بإطلاق النار، يرى المجتمع الدولي بشكل عام أنه لا يوجد دليل واضح يدعم هذا الزعم.
وأعلن رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت في 26 مارس أن منطقة هجليج تنتمي إلى بلده، على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أصدرت في عام 2009 حكما يقضي بأن هجليج تقع في الجانب الشمالي من الحدود بين السودان وجنوب السودان.
وبعد احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج، سارع الاتحاد الأفريقي بإعلان أن سلوك جوبا "غير قانوني، وطالبها بسحب قواتها من المنطقة "فورا وبدون شروط".
كما اعتبر مجلس الأمن الدولي أن سيطرة جنوب السودان على هجليج "تطور في غاية الخطورة"، وقال إن جيش جنوب السودان لابد أن ينسحب فورا من المنطقة.
وأعلنت جوبا، تحت وطأة ضغوط دولية، أعلنت عزمها سحب قواتها من المنطقة بشرط نشر قوات دولية محايدة وأن تلتزم حكومة الخرطوم بعدم استخدام المنطقة كقاعدة لمهاجمة جنوب السودان.
ولكن حكومة الخرطوم رفضت هذا الاقتراح على الفور.
الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |