الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخباري: خطة أنان دخلت مرحلة "عسيرة" مع بدء تنفيذها في سوريا
دمشق 12 ابريل 2012 (شينخوا) مع دخول خطة المبعوث الأممي الى سوريا كوفي أنان اليوم (الخميس) حيز التنفيذ، يصعب التكهن بمدى فرص نجاحها وآفاقها المستقبلية، لكن يمكن التأكيد على ان الخطة دخلت مرحلة "عسيرة"، في ظل شكوك حول جدية الاطراف بسوريا، حسب محللين.
واعلنت دمشق الاربعاء "وقف مهام القوات المسلحة اعتبارا من صباح الخميس" تنفيذا لخطة أنان.
لكنها شددت على ان "القوات المسلحة تحتفظ بحق الرد بما يتناسب مع أي هجمات تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وقوات الحكومة أو الممتلكات العامة والخاصة".
كما اعلن "الجيش الحر" المعارض انه "أبلغ ممثلين عن أنان بأنه إذا التزم النظام السوري بالخطة وسحب قواته من المدن، فسوف يلتزم الجيش الحر بالخطة"، مؤكدا انه "سيرد على أي هجوم" من جانب الجيش السوري.
ورغم اعلان الجانبين التزامهما بوقف اطلاق النار، وفقا لخطة أنان، الا ان هذا الإعلان لايستطيع أن يزيل الكثير من العقبات والتحديات التي ستظهر خلال مراحل التطبيق.
ويقول المحلل السياسي السوري أحمد الحاج علي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن خطة أنان "دخلت الآن مرحلة الامتحان الصعب والعسير، وهي بحاجة الى جهود جميع الأطراف كي تحظى بفرص النجاح".
لكنه شكك في جدية المعارضة في الالتزام بالخطة.
ولفت كذلك الى ان "مواقف بعض الدول مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج لا تبشر بان ثمة نوايا صادقة إزاء خطة أنان".
وتتهم دمشق هذه الدول بدعم المعارضة.
وطالبت سوريا الاحد الماضي أنان بالحصول على "ضمانات مكتوبة" بشأن قبول "المجموعات الارهابية المسلحة" وقف العنف بكل اشكاله، وكذلك "ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الارهابية".
وكانت مدينة اسطنبول التركية قد استضافت اعمال مؤتمر "اصدقاء سوريا" الثاني مطلع ابريل الجاري، بحضور ممثلي أكثر من 70 دولة، بينها واشنطن لبحث سبل زيادة الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف المستمر منذ عام والاتفاق على عملية انتقال سياسي سلمي.
فيما تدعم الدولتان الخليجيتان السعودية وقطر فكرة تسليح المعارضين السوريين.
وتكمن المعضلة الرئيسية في خطة أنان، وفقا للمعارضة، في أنها لا تتحدث عن تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن المرجح في ظل هذا الانقسام في المواقف بين السلطة والمعارضة، ألا تقود خطة أنان إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد، خصوصا وأن الدعوة الى الحوار بين الفرقاء السوريين، وفقا للخطة، تفسره المعارضة وفق غاياتها، فهي ترفض اي حوار مع السلطة سوى الحوار أو التفاوض على نقل السلطة.
بينما ترغب السلطات السورية في حوار وطني يقود الى حل الازمة.
ويقول الحاج علي ان ثمة "رغبة حقيقية لدى الحكومة السورية لتجاوز الأزمة، والخوض في حوار مع الجميع للاتفاق على صيغة سياسية مناسبة ترضي جميع السوريين".
وحذر من ان سوريا "لم تعد مهيأة للدخول في تعقيدات جديدة، وبالتالي فإن الحريص على هذا البلد عليه أن يترك المسائل الثانوية جانبا، وأن ينخرط في الحل السياسي وفي الحوار الذي لا بد منه لتحقيق النتائج الايجابية في أية قضية".
وكانت الاشهر الماضية منذ اندلاع الازمة في سوريا منتصف مارس الماضي قد شهدت اشتباكات مسلحة دامية بين الطرفين اسفرت عن اعداد هائلة من القتلى، بجانب الدمار الذي لحق بالمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة ولاسيما في المناطق التي شهدت اضطرابات أمنية أكثر من غيرها مثل مناطق درعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شمال شرق).
لذلك تعد خطة أنان، "الفرصة الأخيرة"، وفقا للكثير من التحليلات، في انهاء الازمة بسوريا، وبالتالي فهي تحتاج الى التعاطي معها بحرص وحذر من جميع الأطراف، والسعي الى تطبيق بنودها على الأرض خصوصا وانها حظيت بترحيب المجتمع الدولي.
لكن الصحفي السوري جانبلات شكاي، يرى ان "فرص نجاح الخطة محدودة".
وعزا ذلك الى "ان ثمة اطرافا كثر لا تريد لهذه الخطة النجاح".
وأوضح شكاي لـ((شينخوا)) ان "أطرافا في المعارضة، وكذلك بعض الدول الغربية والخليجية لا تريد لهذه الخطة ان تنجح، ذلك انها لا تريد لسوريا ان تتجاوز ازمتها وتستعيد عافيتها ودورها المعروف على الصعيدين الاقليمي والدولي، بل تريد لهذا البلد أن يبقى ساحة صراع وتناحر، وفقا لاجندات خاصة بها".
ولم يستبعد شكاي "وجود اطراف حتى في السلطة ترفض، من جانبها، خطة أنان وترفض الاصلاحات"، معللا الأمر بان "هذه الإصلاحات المنتظرة ستضر بمصالحها وامتيازاتها".
وقال ان المشكلة المستعصية تكمن في ان "الحكومة تعتقد انها تستطيع القضاء على الاحتجاجات بالحل الأمني وهو ما اثبت فشله خلال الأشهر الفائتة، كما ان المعارضة تعتقد بانها ستنتصر اعتمادا على الحراك في الشارع وعلى ما يقوم به الجيش السوري الحر، وهذا أيضا ثبت بانه عصي المنال".
واقر شكاي أن ثمة "تحديا كبيرا يواجه الخطة"، مشددا على ان "التغلب على هذا التحدي يتمثل في جلوس الجميع الى طاولة الحوار من دون اية شروط مسبقة والبحث في جميع القضايا العالقة بهدف انقاذ سوريا".
ودعا تيار "بناء الدولة السورية" المعارض اليوم جميع الأطراف على الساحة السورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة.
وقال التيار في بيان "على القوات المسلحة أن تتحمل مسؤولية الالتزام (..) بوقف المهام القتالية، وتفرض على جميع عناصرها ومجموعاتها الالتزام الدقيق بحق الرد على أي اعتداء ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة(..) وألا تتخذه ذريعة لتبقي على عملياتها الأمنية ضد المدنيين والسكان والممتلكات الخاصة".
وطالب "قيادات الجيش السوري الحر، بل وحتى المجموعات المسلحة المستقلة، بالالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة، وعدم القيام بأية ممارسات استفزازية تجاه عناصر الجيش والأمن".
واعتبر ان "المهم أن نحقن هذا الدم السوري الذي يهدر من دون أي ثمن، بل يزيد من حدة الانقسام المجتمعي ويهدد بتفاقم الأوضاع إلى مراحل يصعب علينا جميعا العودة عنها".
ولوحظ ان الهدوء قد ساد العديد من المناطق في سوريا في الساعات التي اعقبت دخول اتفاقية وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، ولعل هذا يعد مؤشرا على حسن النوايا، لكنه لا يلغي أن ثمة هواجس ومخاوف قد تقود الخطة الى الفشل.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |