الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: حان الوقت لتنفيذ خطة أنان للسلام
بكين 9 أبريل 2012 (شينخوا) تواجه سوريا حاليا لحظة حاسمة. إذ يوشك الموعدان النهائيان، وهما انسحاب القوات بحلول يوم 10 أبريل وتحقيق وقف لإطلاق النار بحلول يوم 12 أبريل اللذين قدمهما الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص كوفى أنان، على الانتهاء.
ويتطلع المجتمع الدولي حاليا إلى نقطة تحول فى الأزمة السورية - وبعبارة أخرى، يأمل فى ان تنفذ الحكومة السورية والمعارضة إلتزاماتهما تجاه خطة أنان بوقف إطلاق النار باعتباره خطوة أولى نحو ايجاد تسوية سياسية محتملة.
وتعد خطة أنان للسلام حتى الآن الترتيب الوحيد الذى يحظى بقبول واسع من قبل المجتمع الدولى بما فى ذلك العالم الغربي والعالم العربي.
وقد بعثت خطة السلام هذه أملا جديدا فى ايجاد تسوية للأزمة السورية المستمرة منذ ما يزيد على عام. واصدر مجلس الأمن الدولى بيانا الأسبوع الماضى حث فيه جميع الاطراف السورية إلى تنفيذ إلتزاماتها تجاه خطة أنان.
وبالرغم من الحكومة السورية والمعارضة أعربتا عن موافقتها على خطة أنان، إلا انه لم يتضح بعد ما سيؤول إليه الوضع فى النهاية.
فمن ناحية، تم احراز تقدم. إذا كرر الجيش السورى الحر، الذى يتألف فى الأغلب من منشقين عن الجيش يعارضون الحكومة السورية، تعهده بتنفيذ خطة أنان وأعلن مؤخرا وقف إطلاق النار وذلك قبل يومين من حلول الموعد النهائى الذى اقترحه أنان.
ومن ناحية أخرى، شهد الوضع أيضا بعض النكسات. فعلى سبيل المثال، زادت وتيرة العنف فى الأيام الأخيرة وصدرت تقارير يومية عن مقتل العشرات فى جنوب وشمال البلاد وكذا ضواحى العاصمة دمشق.
ايضا، طلبت الحكومة ضمانات كتابية بان تستجيب المجموعات المسلحة تزامنا مع التزام الحكومة، بيد ان الجيش السورى الحر رفض هذا الطلب.
وربما كل هذه العوامل تزيد من صعوبة تنفيذ خطة انان للسلام وربما يحدث الاسوا ويتم التخلى عن الخطة برمتها وتصعيد الازمة.
ان المعروف للجميع هو ان الازمة السورية معقدة للغاية ويصعب حلها من مجرد زيارة واحدة. ومن باب اولى فى الوقت الراهن وقف الاعمال العدائية ووضع حد لأعمال القتل والعمف على الفور.
ولذلك، فان وقف اطلاق النار هو فى غاية الاهمية وهو شرط مسبق لتسوية ممكنة للازمة سياسيا فى المستقبل. وكما قال أنان نفسه، وقف اطلاق النار ليس مجرد قضية فنية، وانما يرسل اشارة سياسية قوية لتحقيق السلام .
لقد انقسم المجتمع الدولى لفترة طويلة حيال مسعى حل الازمة السورية، بيد ان جهود انان حظيت بترحيب على نطاق واسع.
لم يكن من السهل بالنسبة لغالبية المجتمع الدولى الاتفاق على خطة أنان. لذلك، ينبغى على الاطراف المختلفة فى سوريا اغتنام هذه الفرصة الثمينة لسوريا للتوصل الى سلام من خلال الاستجابة ايجابيا لخطة أنان.
ومواصلة الحوار السياسي هو الطريق الوحيد لحل الازمة فى سوريا.
حتى فى الغرب، اصبح المزيد والمزيد من الناس يفضلون الحوار السياسي و"الهبوط الناعم" بعد ان تعلموا من الدروس الصعبة فى العراق وليبيا، حيث ما زال صوت العنف قويا بعد التدخل الاجنبى.
على كل شىء، لقد حانت الاوان لجميع الاطراف السورية لوقف العنف واتخاذ خطوات ملموسة لتبنى خطة انان للسلام والدخول فى حوار سياسي لحل الازمة باسرع وقت ممكن.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |