تحليل اخباري: ما مدى فرص نجاح خطة انان بشأن الازمة السورية ؟

دمشق 4 ابريل 2012 (شينخوا) من المرجح أن يكون العاشر من شهر ابريل الجاري محطة مفصلية حاسمة في مسار الأزمة السورية، ذلك أن هذا اليوم هو الموعد الذي اتفق عليه المجتمع الدولي مع السلطات السورية للبدء في تنفيذ خطة كوفي أنان المبعوث الاممي والعربي المشترك الى سوريا.

وكانت السلطات السورية أبلغت منذ أيام انان موافقتها على خطته ذات النقاط الست لوقف العنف، والتي تنص على وقف العنف وإيصال مساعدات إنسانية وبدء حوار والإفراج عن المعتقلين، والسماح للإعلاميين بالإطلاع على الأوضاع فيها.

وما يميز هذه الخطة عن سابقاتها من المبادرات الكثيرة التي طرحت بشأن الازمة السورية، هو أنها تحظى بتأييد كل من روسيا والصين اللتين كانتا قد استخدمتا حق النقض (فيتو) مرتين ضد مشروعي قرار بشأن سوريا في مجلس الامن الدولي.

وما يزيد من ضرورة توفير كل الامكانيات لهذه الخطة لكي تجد السبيل الى التطبيق، هو ان الازمة السورية قد بلغت، وبعد مرور اكثر من سنة على نشوبها، مرحلة خطيرة لم يعد معها التجاهل ممكنا، لاسيما وان هذه الخطة هي الاولى التي لاقت ترحيبا ودعما من مختلف الاطراف الدولية لتطبيقها.

وإزاء هذا الجهد الدولي المكثف في إنجاح خطة أنان فأن السوريين بدورهم يرون ان هذه الخطة تكاد تكون " الاخيرة "، وهم يسعون الى توفير مناخ مناسب يمهد لها النجاح، وينقذ البلاد من اية مخاطر محتملة.

واعتبر رجاء الناصر عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ان هذه الخطة قابلة للتطبيق في حال تعاطى النظام السوري معها بـ "مصداقية"، مشيرا إلى انها تشكل "الفرصة الاخيرة" لإيجاد مخرج سياسي للازمة السورية.

وقال الناصر في تصريحات خاصة لوكالة انباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الاربعاء) إن هيئته تعمل باتجاه "تطبيق هذه الخطة"، معربا عن امله في ان تدعمها الاطراف الاخرى، وان تعمل بجدية لإنجاحها، محذرا من ان فشل هذه الخطة ستفتح الباب امام خيارات تضر بمصالح الشعب السوري.

بدوره، وصف المحلل السياسي جورج جبور، خطة انان بأنها "جيدة"، معتبرا ان هذه المبادرة هي من أهم المبادرات التي قدمت بشأن الازمة السورية، فهي تحظى باجماع سوري ودولي، مبينا ان بعض الخصوم قد يسعون لافشالها.

وابدى المعارض السوري لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية بدوره ارتياحه من هذه الخطة، لكنه قال إن " من الصعب التكهن بفرص نجاحها لانها تحتاج الى جدية من السلطة في تنفيذ تعهداتها بهذا الخصوص".

واضاف حسين لـ((شينخوا)) إن المعارضة بدورها مطالبة بأن تواكب هذه الخطة وتمهد الطريق امام نجاحها.

ورأى المعارض السوري ان هذه الخطة تختلف عن سابقاتها لكونها تأتي في مرحلة "الاستعصاء السياسي"، الذي تمر به البلاد، معربا عن اعتقاده ان الضغط الروسي والصيني سيكون له تأثير ايجابي في حمل السلطات السورية على التعاون مع مهمة انان واتاحة الفرصة لانجاح الخطة.

ورأى علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ان فرص نجاح الخطة مرتبطة بعاملين اساسيين الاول داخلي سوري، وهو الاهم، والثاني دولي يتعلق بالصراع على سوريا، وبالتالي فإن التوقيت المحدد لبدء العمل بخطة انان لا أهمية له بقدر اهمية إرادة المجتمع الدولي في الاتفاق على ايجاد مخرج سياسي للازمة من دون توظيف سياسي.

يشار الى ان المعارضة السورية في الخارج تشكك في نوايا السلطة السورية، وجديتها في تطبيق هذه الخطة، وهي تعتبر ان موافقة سوريا عليها هي مناورة جديدة لكسب الوقت وإطالة أمد الازمة.

وكان مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال يوم الاثنين الماضي، إن دمشق وافقت على مهلة تنتهي في 10 ابريل الجاري، لتنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي انان جزئيا، لكنها تريد التزاما مماثلا من المعارضة، لافتا إلى أن تنفيذ مقترحات انان يجب أن يتم تحت السيادة السورية.

ورغم أن خطة انان تحظى بدعم دولي واسع الا ان مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس شككت في التزام النظام السوري بالمهلة المحددة لوقف العنف والقتال وسحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية بحلول يوم 10 ابريل الجاري، مشيرة إلى أن مجلس الأمن سيوجه "رسالة قوية" إلى النظام السوري إذا لم يف بالتزاماته.