الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل إخباري: الشكوك تخيم بظلالها على أفق مهمة أنان في سوريا
دمشق 31 مارس 2012 (شينخوا) تخيم حالة من الارتياب والشك على أفق مهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المشترك كوفي أنان الرامية لإنهاء الأزمة السورية على الرغم من البيانات الاسترضائية والتطمينات الصادرة عن دمشق والتي تفيد بأنها تنوي تقديم يد العون لمهمة أنان.
سوريا تؤكد التزامها بعون مهمة أنان:
أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي مجددا يوم الجمعة أن سوريا ملتزمة "بالتعاون الإيجابي" مع أنان، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن الحكومة السورية لن تسحب قواتها من المدن والبلدات المضطربة قبل عودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق.
وجاءت تصريحات مقدسي ردا على مطالبة المتحدث باسم أنان الحكومة السورية بالتخلي عن استخدام السلاح وتطبيق خطة السلام فورا. وقال المتحدث "لقد حل الموعد النهائي الآن ... إننا نطالب الطرف الأقوى بتوفير إشارة على الوفاء بالوعد".
وحث مقدسي، في لقاء مع القناة الفضائية السورية، حث أنان على زيارة الدول التي تمول وتأوي وتشجع المعارضة، وممارسة الضغط على هذه الدول لتوقف "تصرفاتها المناهضة لسوريا"، مشددا على أن وجود الجيش السوري في المدن ناتج عن أهداف دفاعية. وتابع قائلا "عندما يحل السلام والأمن ، سوف ينسحب الجيش".
وفي إعلان واضح عن الانتصار على المعارضة، أكد مقدسي أن معركة إسقاط الدولة في سوريا قد فشلت، وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والإصلاح .
وقال الرئيس السوري بشار الأسد ، في أول تعليق علنى على خطة السلام ، يوم الخميس إن بلاده "لن توفر جهدا" في جعل مهمة أنان ناجحة. غير أنه بدا وكأنه يضع شروطا مسبقة لتطبيق هذه الخطة عندما قال إنه يتعين على أنان الحصول على تعهدات من الأطراف الأخرى بوقف جميع الأعمال الإرهابية ونزع سلاح المسلحين وإنهاء الأعمال الإرهابية.
تلقي الحكومة السورية اللوم في الأزمة الجارية بالبلاد منذ عام على مجموعات مسلحة تعمل بدافع مؤامرة خارجية.
وكان أنان قد حشد الدعم لخطته من جميع قادة العالم تقريبا. وتدعو الخطة إلى إنهاء العنف في سوريا من قبل جميع الأطراف ، كما تشمل اقتراحا بوقف لإطلاق النار تبادر به الحكومة السورية ووقف يومي للقتال بما يسمح بتوفير المساعدات الإنسانية والعلاج للجرحى، وكذلك إجراء محادثات بين الحكومة والمعارضة.
ووافقت سوريا رسميا على الخطة، وحظي موقفها بترحيب عالمي دون إسقاط امكانية البحث في خيارات أخرى إذا ما تراجعت الحكومة السورية عن الوفاء بتعهداتها.
المجتمع الدولي يزعج دمشق ويدعو إلى مزيد من الاجراءات :
يبدو أن البيان الرسمي الصادر عن سوريا لم يثلج صدر الولايات المتحدة وبعض المسئولين العرب الذين صعّدوا من لهجتهم المناهضة لسوريا وحذروا من امكانية تسليح المعارضة السورية. كما أن العنف المتواصل في المدن السورية يعد أمرا يدفع هؤلاء إلى البحث عن خيارات أخرى.
وبالفعل أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، بعد محادثات مع مسئولين سعوديين يوم السبت، عن قلقها إزاء احتمال أن تبرم الحكومة السورية اتفاقا "ثم ترفض تطبيقه".
وحثت كلينتون، وكذلك وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج، أنان على وضع جدول زمني للخطوات المستقبلية بشأن سوريا.
وقالت كلينتون "نبحث جميع الخيارات، بما فيها مساعدة المعارضة السورية"، مضيفة أنها تنوي الضغط من أجل توحيد المعارضة السورية أثناء اجتماع "أصدقاء سوريا" المقرر في مدينة اسطنبول التركية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يوم السبت إن بلاده تؤيد تسليح المعارضة السورية "لأنها (المعارضة) لا يمكنها الدفاع عن نفسها إلا بالسلاح ".
المعارضة المنقسمة تشكك في نوايا الحكومة وتدعو إلى تسليح المتمردين:
قببيل ساعات من مؤتمر "أصدقاء سوريا"، أكد برهن غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، أن قبول حكومة الرئيس الأسد بمبادرة أنان تعد "كذبة ومناورة" أخرى لكسب الوقت. وأضاف قائلا "لا نتصور امكانية نجاح مهمة أنان لأن بشار الأسد والنظام السوري ككل ليس صادقا في المشاركة في عملية سياسية".
وقال هيثم المالح، المعارض الذي انشق عن المجلس الوطني السوري مؤخرا، إن "منطق القوة وحده هو الذي ينجح في التعامل مع النظام السوري"، موضحا أن مهمة أنان مصيرها الفشل.
وأفادت تقارير بأن المالح شدد على أن الجامعة العربية ومهمة أنان غير قادرتين على وقف سفك الدماء في سوريا، مؤكدا أن "السبيل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يتمثل في تسليح الجيش السوري الحر لكسر النظام بالقوة".
وفضلا عن هذا، حث غليون مؤتمر "أصدقاء سوريا" على دعم تسليح المتمردين، وقال "دعونا مرارا إلى تسليح الجيش السوري الحر. نريد من مؤتمر أصدقاء سوريا أن يلبي هذا الطلب".
يعتزم ما يزيد على 70 ممثلا لدول غربية وعربية الاجتماع في اسطنبول في أول ابريل الجاري لمواصلة البحث عن حل للأزمة السورية، وفقا لتقارير. ويتصدر أجندة المؤتمر الاقتراح التركي الخاص بإقامة منطقة عازلة لتمكين مقاتلي الجيش السوري الحر من شن هجماتهم على الجيش السوري النظامي دون قيود. ويرى محللون سوريون أن هذا الاقتراح يعرض مهمة أنان أيضا للخطر.
كانت تونس قد استضافت المؤتمر الأول لمجموعة "أصدقاء سوريا" في فبراير الماضي، لكنه فشل في طرح تسوية للأزمة.
ووفقا لمحللين، فإنه يجب على المعارضة السورية التعامل بصورة إيجابية مع خطة السلام التي طرحها أنان لتتجنب سوريا حربا أهلية وشيكة ولتتفادى المنطقة بأسرها دمارا شاملا .
ويعتقد المحللون أن الخطة تخلق مناخا مناسبا لانتقال سياسي منظم ومتناسق بدون تقويض استقرار سوريا.
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات في سوريا في مارس 2011 قد تجاوز 9 آلاف ، في حين تلقي الحكومة السورية اللوم في الاضطرابات على متطرفين مسلحين مدعومين من قوى دولية، وتقول إن ما يزيد على ألفين من عناصر الأمن والجيش لقوا حتفهم إثر الأزمة الجارية بالبلد العربي منذ عام.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |