الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: لا تجعلوا سوريا تعاني تجربة مريرة على غرار النموذج العراقي" وشكرا

arabic.china.org.cn / 13:05:53 2012-03-30

بكين 30 مارس 2012 (شينخوا) ربما شاهد قادة عرب ومسئولون دوليون، لدى وصولهم إلى العاصمة العراقية بغداد للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية يوم الخميس، شاهدوا مدينة تتعافى من نحو عقد من الاضطرابات وطريقا مزخرفا بأشجار النخيل والأعشاب الخضراء من المطار إلى مقر انعقاد القمة.

لقد أنفقت الحكومة العراقية ملايين الدولارات لإعداد بغداد للحشد العربي الكبير الذي ناقش قضايا عديدة من بينها القضية السورية، رغم معاناة هذه الحكومة من العنف والتمرد منذ وقت طويل.

وقد سعى العراق لاستضافة القمة العربية آملا أن يظهر كدولة تخرج من اضطراب وإراقة دماء استمرا لسنوات. غير أن وراء هذا الطريق الذي يبدو هادئا حواجز خرسانية تحيط بالمنشآت الحكومية والأحياء وعمليات تفتيش تقوم بها قوات الأمن من باب إلى باب، بهدف ضمان أمن القمة.

فالمشاهد الواقعية في بغداد، التي تعرضت لغزو بقيادة أمريكية عام 2003، توضح أن المدينة تحتاج إلى وقت طويل لتصبح جنة آمنة.

ووفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ، فإن أكثر من 1.3 مليون عراقي ما زالوا في عداد النازحين محليا، وغير قادرين على العودة إلى مسقط رأسهم بسبب التوتر الطائفي.

أثبتت التجربة المريرة التي شهدها العراق أن التدخل العسكري الخارجي تسبب في سنوات من العنف وسفك الدماء بدلا من جلب السلام والرخاء للدولة العربية. واللجوء إلى تدخل مشابه لا يعد بأي حال من الأحوال العلاج الصحيح للأزمة السورية المزمنة.

صحيح أن أي غزو خارجي مفاجئ قد يؤدي إلى تغيير النظام في سوريا، ولكنه لن يقود أبدا إلى حل سلمي للنزاعات الطائفية والأشكال الأخرى من الصراعات.

وفضلا عن هذا، يعتبر التدخل العسكري الخارجي انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والأعراف المنظمة للعلاقات الدولية.

لا يجب أن تنزلق سوريا إلى وضع مرير على غرار ما شهده العراق. ويتعين على الحكومة والمعارضة في سوريا الانصياع للدعوات الرامية إلى إنهاء الصراعات عبر الحوار والتسوية السلمية في أقرب وقت ممكن.

في الواقع، ظهرت إشارات إيجابية حول حل سلمي للأزمة بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن قبول بلاده خطة السلام التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص كوفي أنان، والتي تدعو إلى حوار وطني في سوريا بدلا من تغيير النظام بالقوة.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم الأربعاء إن قمة الجامعة العربية لن تحث الرئيس بشار الأسد على التنحي. وأضاف أن اختيار وانتخاب الزعماء في سوريا أمر يعود للشعب السوري وحده.

بناء على الحقائق سالفة الذكر، يعد حل الأزمة السورية المستمرة منذ عام عبر المحادثات السلمية والتنسيق السياسي في أقرب وقت ممكن أمرا مصيريا وملحا.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :