تقرير إخباري: سوريا تعتبر قرارات القمة العربية "متحيزة"

دمشق 29 مارس 2012 (شينخوا) انتقدت وكالة الأنباء الرسمية السورية ((سانا)) البيان الذي صدر يوم الخميس في ختام قمة جامعة الدول العربية التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، وقالت إن القمة أصدرت "قرارات متحيزة مستوحاة من أجندات حكام الخليج".

وقالت ((سانا)) في تعليق نشرته في وقت متأخر من يوم الخميس إن بيان القمة العربية تجاهل الإرهاب الذي تمارسه مجموعات مسلحة تتلقى دعما ماليا وتسهيلات من قطر والسعودية ضد المواطنين السوريين.

وأضافت أن "القمة تجاهلت الهجمات الإرهابية والاغتيالات وأعمال التخريب التي ترتكبها مجموعات مسلحة ضد المدنيين والبنى التحتية للقطاعين الخاص والعام ... وشددت القمة في بيانها على قلقها وحرصها على استقرار ووحدة سوريا وتجنب التدخل العسكري الأجنبي، إلا أنها أكدت ودعت أيضا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسئولياته تجاه سوريا، وهذا يعني دعوة صريحة إلى تدخل أجنبي في شئون سوريا".

كان القادة العرب قد اختتموا قمة جامعة الدول العربية في بغداد في وقت سابق من يوم الخميس بعد الموافقة على البيان الختامي ووثيقة أطلق عليها "إعلان بغداد".

وتضمن البيان الختامي دعوة من القادة العرب إلى "الحكومة السورية تقضي بوقف العنف والقتل فورا وحماية المدنيين وضمان حرية وسلامة التظاهرات".

كما دعوا "القوات السورية إلى الانسحاب من المدن والقرى، وحماية استقرار سوريا، ورفض أي تدخل عسكري".

وطالب القادة العرب بتوفير الدعم الكامل لمهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص كوفي أنان.

وجاء في البيان أن "القادة العرب يدينون انتهاكات حقوق الإنسان ويعتبرون مجزرة بابا عمرو (في حمص بوسط سوريا) والتي نفذتها قوات الأمن والجيش السورية، جريمة ضد الإنسانية تستدعي إحالة مسئولين سوريين إلى العدالة".

كما ورد في البيان أن القادة العرب دعوا المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها والاستعداد لبدء حوار جاد يقود إلى الديمقراطية، وشددوا على دعمهم الكامل للطموحات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وضمان حق هذا الشعب في تحديد مستقبله، وذلك عبر الانتقال السلمي للسلطة.

وأدان القادة العرب أعمال العنف، ودعوا إلى الالتزام بالحل السياسي والحوار الوطني بعيدا عن التدخل الخارجي في الأزمة السورية من أجل المحافظة على وحدة سوريا.

ووجه القادة دعوة إلى محادثات بين الحكومة والمعارضة في سوريا بناء على خطة السلام سداسية النقاط التي طرحها كوفي أنان، والتي يجب تطبيقها بشكل تام وفوري.

وفي غضون ذلك، شدد الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس على أن حكومته لن توفر جهدا في جعل مهمة أنان ناجحة لاستعادة الأمن والاستقرار في سوريا.

وجاءت تصريحات الرئيس بشار الأسد في رسالة بعثها إلى قادة مجموعة ((بريكس))، والتي أعرب فيها عن أمله في أن يتعامل أنان بشكل شمولي مع جميع أطراف الأزمة السورية على الصعيدين الاقليمي والدولي، حسبما نقلت ((سانا)).

وقال بشار الأسد إنه من أجل إنجاح مهمة أنان يتعين التركيز على وقف جميع أشكال الدعم لأعمال الإرهاب الجارية في سوريا، وبخاصة من قبل "دول أعلنت على لسان مسئوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا"، مشيرا إلى كل من قطر والسعودية اللتين أعلنتا صراحة عن رغبتهما في تسليح ودعم المتمردين في سوريا.

تتهم الحكومة السورية من تصفهم بـ "الإرهابيين التكفيريين المدعومين من قطر والسعودية" بالوقوف وراء الاضطرابات الجارية في سوريا. وقالت إن ما يزيد على 2500 من عناصر الأمن والجيش لقوا مصرعهم أثناء الأزمة الجارية من أكثر من عام. بيد أن الأمم المتحدة قالت الثلاثاء إن عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات تجاوز 9 آلاف.