الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير إخباري : قمة بغداد تشهد غياب عدد من القادة العرب السابقين بفعل ثورات الربيع العربي
بقلم/ عماد الأزرق
بغداد 29 مارس 2012 (شينخوا) تعقد الدورة الـ 23 للقمة العربية بالعاصمة العراقية بغداد اليوم (الخميس) وسط غياب عدد من القادة العرب الذين شاركوا بالقمم العربية لعقود بفعل ثورات الربيع العربي، بينما يشارك أخرون لأول مرة بالقمة العربية.
ويغيب عن قمة بغداد خمسة من القادة العرب البارزين، أحدهم قُتل، والثاني سُجن، والثالث بمنفى اختياري، والرابع أجبر على التنازل عن الحكم لنائبه، والخامس جمد نشاط بلاده بالكامل على خلفية تعامله العنيف مع ثورة شعبه.
كانت البداية من تونس الخضراء التي أشعلت نار الغضب في العالم العربي، ووضعت كلمة البداية لربيع الثورات العربية، ونجحت ثورة "الياسمين" التونسية، في أن يكون له السبق في الاطاحة بالحكام العرب، وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس لمدة 14 عاما، أول الحكام العرب المخلوعين.
وانتخب الشعب التونسي المجلس الوطني التأسيسي، والذي اختار بدوره، المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ليكون رئيسا للبلاد، وسيقوم المجلس الوطني التأسيسي ايضا بوضع دستور للبلاد.
الرئيس المصري السابق حسني مبارك حكم مصر لنحو 29 عاما، وثار عليه شعبه قبل اشهر قليلة من انتهاء فترة حكمه الخامسة مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فيما عرف بثورة 25 يناير، وقرر على إثرها التخلي عن السلطة في 11 فبراير 2011 .
وقضت الثورة على مشروع التوريث، حيث كان يخطط لأن يخلف جمال مبارك ابيه في حكم مصر، وهو ماكان مثار رفض من فئات واسعة بالمجتمع، وبدلا من يتولى مبارك الإبن حكم مصر، زج به مع أبيه وشقيقه الأخر علاء ورموز النظام المصري إلى السجن بتهم فساد مالي ، وبيع الغاز لإسرائيل، وقتل المتظاهرين.
وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمصر برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي مسئولية إدارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس مدني في شهر مايو المقبل، بعد أن تم انتخاب مجلسى الشعب والشورى بطريقة ديموقراطية، وتشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور دائم للبلاد.
ومثلما كان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي مثيرا للجدل طوال فترة حكمه و التي استمرت لنحو 41 عاما، كان ايضا مختلفا في سيناريو نهايته باعتباره ثالث القادة الذين اسقطتهم شعوبهم، اعتقد بمناي عن الثورة، وبأمن من شعبه، فلقي حتفه على يد ثوار بلاده.
وكان مصيره أكثر مصير الرؤساء العرب المخلوعين دراماتيكية، بينما مازال مصير بعض ابنائه غامضا ، بين هارب ومعتقل وقتيل ، ومازال ابنه سيف الاسلام مطلوبا لمحكمة العدل الدولية.
وعلى عكس مصير العقيد القذافي كان مصير الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لمدة 33 عاما أقل الرؤساء العرب تأثرا بالثورات، رغم تعرضه لمحاولة اغتيال اصيب على إثرها باصابات بالغة، غير أنه خرج من الحكم حاصلا على حصانة سياسية وقانونية حسب المبادرة الخليجية.
ومازال صالح رئيسا للحزب الحاكم، وما زال ابنائه واقاربه يسيطرون على الجيش والمخابرات والحرس الجمهوري وكثير من مؤسسات واركان الدولة اليمنية، ومازال رموز نظامه كما هم في أماكنهم، وهو مايرفضه الشعب اليمني حاليا ويطالبون بتطهير هذه الأجهزة والمؤسسات من ابناء واقارب صالح.
وحسب المبادرة الخليجية تولى عبدربه منصور هادي نائب صالح رئاسة اليمن بعد انتخابات لم يرشح فيها سواه، كمرحلة انتقالية لحين وضع دستور جديد للبلاد، واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وعلى الرغم من كون الرئيس السوري بشار الاسد مازال يتولى مقاليد الحكم في بلاده، خلفا لوالده حافظ الأسد، غير أنه يغيب هو الأخر عن قمة بغداد بسبب ربيع الثورات العربية الذي لم يكتمل في سوريا.
ولم تتسبب الاحتجاجات السورية في تغييب بشار الأسد عن قمة بغداد فحسب، وانما غيبت سوريا بالكامل عن القمة والاجتماعات التحضيرية تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية بتجميد نشاط سوريا بالجامعة العربية.
وجاء قرار التجميد، احتجاجا على أعمال العنف والقتل التي تشهدها سوريا، من شهر مارس من عام 2011، والتي راح ضحيتها حسب تقديرات الأمم المتحدة نحو 9 ألاف شخص، في حين يتهم النظام السوري عصابات مسلحة بالوقوف وراء أعمال العنف في بلاده ويحملها المسئولية عما يحدث.
وفي هذا الصدد، يتوقع مراقبون أن تنعكس هذه التغييرات في الأنظمة العربية بشكل كبير على أداء الجامعة العربية وآلياتها، ويجعل الجامعة العربية أكثر تعبيرا عن الشعوب العربية التي اختارت حكامها بشكل حقيقي، وألا تعد مجرد منتدى للحكام والحكومات العربية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |