الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير اخباري: القادة العرب يتمسكون بالحل السياسي للأزمة السورية ورفض التدخل الأجنبي

arabic.china.org.cn / 09:35:13 2012-03-30

بقلم / عماد الأزرق

بغداد 29 مارس 2012 (شينخوا) أكدت القمة العربية في ختام أعمالها ببغداد، مساء اليوم (الخميس)، التمسك بالحل السياسي ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة بسوريا التي غابت عن القمة بعد أن جمدت جامعة الدول العربية عضويتها على خلفية الاضطرابات التي تعيشها منذ أكثر من عام.

وأصدر القادة العرب في ختام أعمال قمتهم الـ23 بالعاصمة العراقية "اعلان بغداد" الذي أشاد بالتطورات والتغييرات السياسية التي جرت في المنطقة العربية وما وصفها بالخطوات والتوجهات الديمقراطية الكبرى التي رفعت مكانة الشعوب العربية وعززت من فرص بناء الدولة على أسس احترام القانون وتحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية وحيت القمة الشعوب التى قادت هذه الخطوات.

و"قمة بغداد" هي الأولى في حقبة "الربيع العربي" الذي بدأ من تونس قبل أكثر من عام ، وامتد ليشمل مصر وليبيا واليمن وأسقط معه الأنظمة الحاكمة بهذه الدول.

ورغم غياب سوريا عن القمة الا أن ملفها كان حاضرا بقوة على أعمال القمة التي أكد بيانها الختامي دعم القادة العرب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وحقه في رسم مستقبله ، وفي التداول السلمى للسلطة ، وادانة أعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم.

وأيد الاعلان التمسك الحل السياسي والحوار الوطني ، ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها.

كما أكد القادة العرب دعمهم والتزامهم بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية بهذا الشأن.

وتبنى القادة العرب قرارات تتعلق بالوضع في سوريا واليمن والصومال والصراع العربي الاسرائيلي وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والارهاب الدولي ومشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي.

وطالب القرار العربي بشأن سوريا الحكومة بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف ويدعوها الى بدء حوار وطني مع المعارضة يقود لحل الأزمة في البلاد.

ورحب القرار بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان ونائبه ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للازمة السورية.

ودعا "الحكومة السورية وكافه أطياف المعارضة إلى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك لبدء حوار وطني جاد".

كما دعا "المعارضة السورية بكافة أطيافها إلى توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري".

واستبقت دمشق انعقاد القمة باعلانها أنها " لن تتعامل مع أية مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان".

وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا في الجامعة لعدم التزامها بتنفيذ بنود خطة العمل العربية التي تم الاتفاق عليها في الدوحة العام الماضي، ومنها عدم الالتزام بسحب المظاهر العسكرية من المدن السورية ، ووقف العنف،وعدم اطلاق سراح المعتقلين من السجون.

ومازالت الاضطرابات تجتاح سوريا بالرغم من موافقتها على خطة سلام مؤلفة من ست نقاط تقدم بها كوفي أنان وتتضمن مقترحات بشأن وقف اطلاق النار بمبادرة من الحكومة السورية ، ووقف يومي للقتال من أجل توصيل المساعدة الانسانية وعلاج الجرحي، فضلا عن اجراء محادثات بين الحكومة والمعارضة.

واليوم أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده "لن توفر جهدا" في انجاح مهمة أنان ، لافتا الى أن بلاده تعتزم البدء بحوار وطني خلال "فترة قصيرة جدا".

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ختام القمة أن مقترحات أنان قد تكون الفرصة الأخيرة للنظام السوري خاصة وأنه اعطى من قبل فرص كثيرة، غير أن العربي لم يحدد ما الذي يمكن فعله في حال ضاعت تلك الفرصة.

وأعرب العربي عن أمله في ألا تضيع الحكومة السورية هذه الفرصة، مؤكدا أن العبرة هي بالإلتزام بالتنفيذ وليس مجرد الوعود.

ونفى العربي أن يكون هناك تعارض بين الاهتمام العربي بالأوضاع في سوريا باعتباره شأنا داخليا ومبدأ السيادة الوطنية التي أكد عليها اعلان بغداد،مشيرا إلى أنه طبقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية فإن انتهاكات حقوق الانسان لم تعد شأنا داخليا تحكمه السيادة الوطنية وانما صارت شأنا دوليا يهم الانسانية والمجتمع الدولي كله.

والى جانب الوضع في سوريا ، تناول "اعلان بغداد" المؤلف من 48 بندا ، قضايا التكامل الاقتصادي واصلاح منظومة العمل العربي والارهاب والقضية الفلسطينية.

ودعت القمة العربية وفق لاعلان بغداد الى تحقيق التكامل الاقتصادى العربى للنهوض باقتصادات الدول التى شهدت تغيرات وتطورات مما يتطلب دعما عربيا يؤمن مستقبلا آمنا وزاهرا لأجيالها.

وأكد القادة العرب في "اعلان بغداد" التزامهم بالتضامن العربي، والحفاظ علي سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وبناء قدراتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية.

كما شدد "اعلان بغداد" على مبدأ تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل علي تعزيز العلاقات العربية العربية وتمتين عراها ووشائجها والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.

وجدد ادانته للارهاب بكافة صوره وأشكاله وأيا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وازالة العوامل التى تغذيه ونبذ التطرف والغلو والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة واثارة النعرات الطائفية.

وحول القضية الفلسطينية ، شدد "اعلان بغداد" على دعم صمود الشعب الفلسطيني من أجل قيام دولته المستقلة والمتصلة وعاصمتها القدس الشرقية، مدينا بشدة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطينى وعلى الاراضى المحتلة، واستمرار اسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية بالرغم من الادانات الدولية لهذه الممارسات غير الشرعي.

وأعلن القادة العرب دعمهم للسودان فى مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره وثمنوا ايفاء السودان بمستحقات السلام فى اطار اتفاقية السلام الشامل .

وحث القادة العرب الدول الاعضاء ومؤسسات العمل العربى على تكثيف جهودها المادية والفنية لدعم الاقتصاد السوداني فى مواجهة تداعيات انفصال جنوب السودان ومعالجة ديون السودان الخارجية.

ووجه القادة العرب فى "اعلان بغداد" التهنئة للشعب اليمنى بنجاح الانتخابات الرئاسية التى فاز بها الرئيس عبدربه منصور هادى وأكدوا ضرورة تقديم الدعم اللازم لليمن فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياسية والتنموية .

وفي موضوع آخر ، شدد القادة العرب على أن وجود أسلحة نووية في المنطقة يمثل تهديدا خطيرا علي الأمن العربي والإقليمي الدولي، وأن اخفاق مؤتمر 2012 في تحقيق اهدافه سيدفع الدول العربية للبحث عن خطوات لضمان أمنها.

كما شددوا في الإعلان علي حق الدول غير القابل للتصرف في استخدام وامتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ورفض محاولات تضييق هذا الحق وفرض القيود عليه.

وقال وزير خارجية العراق هوشيار زيباري ، إن قمة بغداد بحثت موضوعات تثار لأول مرة في تاريخ القمم العربية منذ نشأة الجامعة العربية من قبيل التداول السلمي للسلطة، وحقوق الانسان، وكرامة المواطن العربي، وتمكين الشباب وحقوق المرأة وتمكينها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بما يتناسب مع التطورات التي يمر بها الوطن العربي.

وأوضح أن الاعلان عكس وجهة نظر العراق، بعد أخذ ملاحظات كافة وفود الدول العربية عليه وتضمينه لهذه الملاحظات ليكون "اعلان بغداد" وثيقة تاريخية معبرة عن قمة العراق والتوجهات العربية.

وعقدت الدورة الـ 23 للقمة العربية ببغداد وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة شارك فيها نحو 100 ألف عنصر امني و100 طائرة هيلوكوبتر.

ورغم تلك الاجراءات حدث اختراق أمني اليوم بالتزامن مع بدء القمة حيث سقطت قذيفتا هاون على العاصمة العراق، غير أنهما لم يسفرا عن ضحايا.

 





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :