الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تركيا تسعى الى دور قيادي فى الاقليم من خلال دعم المعارضة السورية

arabic.china.org.cn / 16:31:47 2012-03-27

بقلم فرحان تشاو

دمشق 27 مارس 2012 (شينخوا) تسعى تركيا، التى صادقت النظام السورى سابقا وتعاديه حاليا، الى دور قيادي في الأقليم من خلال توفير الدعم للمعارضة السورية التي تهدف الى الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد من سدة الحكم، على ما قال محللون فى سوريا.

وكانت تركيا فى طليعة الدول التى أعلنت بشكل واضح العداء لحكومة الأسد بعد وقت قصير من اندلاع الاضطرابات فى مارس العام الماضى. وحشدت المواقف المناهضة له وأدلت بتصريحات شديدة اللهجة أذهلت المراقبين ومعظم السوريين.

وعلى مدار عام على الازمة السورية ، تباينت التصريحات التركية المناهضة للحكومة السورية بين التخفيف تارة والتصعيد تارة اخرى دون سبب واضح. وعزا محللون الموقف التركى الى ضغوط إقليمية مفروضة عليها، ومعظمها من ايران، الحليف المقرب لسوريا، ودواعى اخرى.

وقال الدكتور حمدي العبد الله، المحلل السياسي، ان حزب العدالة والتنمية الذى يقود تركيا هو حزب لديه اجندة اسلامية ولن يتخلى عن الاخوان المسلمين فى سوريا، إضافة إلى رغبة البلاد فى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (الناتو).

وبدوره، اشار المحلل السياسي غياث سحلول الى ان الحكومة التركية تريد "دورا رائدا في المنطقة العربية ونشر منهجها الإسلامي فى العالم العربي". وقال "انها (تركيا) استخدمت كأداة في يد حلف شمال الاطلسي ".

وتقدم تركيا ملاذا آمنا لقادة المعارضة السورية، وميليشيات جيش التحرير السوري لاسقاط نظام الأسد ، وسوف تستضيف في اسطنبول فى الثاني من ابريل المقبل المؤتمر الثاني لتحالف ما يسمى ب "أصدقاء سوريا"، والذي يضم نحو 50 بلدا، بعد المؤتمر الأول الذى عقد في تونس الشهر الماضي.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مؤخرا ان المؤتمر سيناقش إمكانية توحيد قوى المعارضة السورية، دون استبعاد فكرة تسليحها.

وشدد على ان بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب المعارضة السورية، قائلا ان الحكومة السورية لم ترتق إلى التزامها بوقف العنف، وإدخال تغييرات ديمقراطية. كما حث المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير جذرية لوقف النزاعات الدموية في سوريا.

وقال المحللون ان مثل التصريحات تهدف إلى عرقلة مهمة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، الذي يقوم حاليا بجولة الى روسيا والصين لمناقشة الأزمة السورية.

وقدم مجلس الامن الدولي في بيان صدر الاربعاء ، دعما قويا لخطة أنان ذات النقاط الست لوضع حد للعنف في سوريا . وتتضمن الخطة مقترحات لوقف اطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية وعلاج الجرحى وتحريك المحادثات بين الحكومة والمعارضة. ولم تشير الخطة إلى تسليح المعارضة أو سقوط نظام الأسد.

ويرى مراقبون ان مواقف المسؤولين الاتراك ازاء المسألة السورية تتسم بالتباين. ويقول البعض ان الحكومة التركية تبحث عن مخرج آمن لتجنب العزلة الإقليمية في ضوء هرع الدول الأخرى الى طرح حل سياسي في سوريا . فى حين يقول اخرون ان تركيا قد تشن حربا وشيكة على سوريا لان النظام السوري يدعم حزب العمال الكردستانى لشن هجمات ضد تركيا.

وكشف دبلوماسيون عرب وغربيون أن بعض الوحدات التركية التابعة "لقوات الدرك الخاصة" تتحرك تدريجيا من أنقرة الى الحدود السورية التركية وذلك كخطوة أولى نحو إقامة منطقة عازلة في سوريا. واعتبر سحلول اقامة منطقة عازلة بمثابة "اعلان حرب".

وقبل مؤتمر اسطنبول، بعثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند العديد من الرسائل الضمنية لحلفائها، داعية اياهم الى التعامل مع التطورات الجديدة على أرض الواقع. وقالت نولاند ان أصدقاء سوريا الذين اجتمعوا فى تونس الشهر الماضي وضعوا جدول أعمال واضح جدا وذلك في إطار الوقف الفوري للعنف في سوريا، وايصال المساعدات وبدء العملية السياسية.

واضافت "اننا نتطلع الى جدول الأعمال الذى سيتم تحديده من قبل الحكومة التركية لتعميق وتوسيع المصالحة في المستقبل".

ويرى مراقبون ان البيان الامريكي كان لتجنب خيار الـ"حرب الاهلية " أو تسليح المعارضة، ودعت حلفائها الى التوافق مع هذا الموقف الجديد. ومع ذلك، فإنه يبقى من غير الواضح ما اذا كان دور تركيا سيزداد ام سيتضاءل نفوذه بعد قمة اسطنبول.

وكانت المعارضة السورية في الداخل قد اعلنت مقاطعتها لمؤتمر توحيد المعارضة السورية المقرر عقده يوم الاثنين القادم في اسطنبول، لعدم توجيه الدعوة اليها أولا، وللجهات التي دعت إلى عقده ثانيا، معتبرة أن انعقاده دون مشاركتها "يكرس الانقسام بين صفوف المعارضة ولا يوحدها".

 

الآراء الواردة في المقالة المنشورة ليس بالضرورة أن تعبر عن رأى الشبكة وإنما تعبر عن رأي كاتبها فقط





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :