الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: المغزى من وراء زيارة أنان إلى موسكو

arabic.china.org.cn / 13:17:32 2012-03-26

موسكو 25 مارس 2012 (شينخوا) وصل كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى سوريا، يوم الأحد إلى العاصمة الروسية موسكو فى زيارة تستغرق يومين لاجراء محادثات مع الرئيس دميترى ميدفيديف ووزير الخارجية سيرجي لافروف حول الأزمة الحالية فى سوريا.

وأشار المراقبون إلى ان زيارة أنان ترجع إلى هدفين : أولا فهم آخر المواقف والمقترحات الروسية تجاه سوريا، ثانيا دفع موسكو لاقناع الحكومة السورية بتنفيذ المبادرة السلمية التى طرحها كوفي أنان.

وقال المراقبون إن مطالبة موسكو بحث الحكومة السورية على تنفيذ المبادرة السلمية تبدو أمرا ليس صعبا، لكن تحقيق السلام فى سوريا بحاجة أيضا إلى قبول المعارضة السورية لهذه المبادرة وتخلي بعض الدول عن موقف دعم المعارضة بشكل أحادى الجانب .

-- هدف موحد لأنان وموسكو

أصدر مجلس الأمن الدولي فى 21 الشهر الجاري بالاجماع بيانا رئاسيا يؤيد فيه المقترحات الستة التى طرحها كوفي أنان حول سوريا، الامر الذي يبعث آمالا جديدة بشأن إمكانية تسوية الأزمة السورية بشكل سلمي.

وأعرب كل من أنان وموسكو عن أملهما في تطبيق البيان الرئاسي ، وانهاء اعمال العنف ، والحد من الخلافات فى أسرع وقت ممكن.

وتعد روسيا عضوا دائما فى مجلس الأمن الدولى الذي يضم خمس دولة ولديها مصالح هامة ونفوذ كبيرة فى سوريا، ومن ثم فان تطبيق مبادرة أنان تحتاج إلى دعم موسكو.

ومن جانبها، تعقد روسيا آمالا كبيرة على دور الوساطة الذى يطلع به أنان . وقال وزير الخارجية الروسى لافروف فور اصدار البيان الرئاسي الدولي حول الأزمة السورية إن المهمة الرئيسية فى الفترة الحالية هي تشكيل آلية فعالة لمراقبة وقف اطلاق النار بين الجانبين فى سوريا. وفى هذا الصدد، ترى موسكو ان كوفي أنان سوف يقوم بدوره الكبير فى هذا الصدد .

كما ذكر الرئيس ميدفيديف خلال لقائه مع أنان يوم الأحد ان وساطة أنان فى الأزمة السورية قد تكون الفرصة الأخيرة للحيلولة دون إندلاع حرب أهلية طويلة الامد ، مضيفا ان موسكو سوف تقدم كافة دعمها لمسعى أنان.

-- موقف روسيا ثابت

وقال المراقبون إن موسكو تتخذ موقفا ثابتا حول سوريا وهو أنه يتعين على الحكومة والمعارضة فى سوريا نبذ كافة اعمال العنف دون شروط مسبقة ويتعين على القوى الخارجية عدم تقديم الدعم لأى طرف فى النزاع .

وأضافوا ان بعض الوسائل الإعلام ذكرت ان موسكو قد تغير موقفها بعد اصدار البيان الرئاسي الأممي وقد تكون مستعدة للتخلى عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد ، لكن تصريحات المسؤولين الروس تدل على أن الحكومة الروسية لم تغير موقفها.

وقال سيرجي بريهودكو مساعد الرئيس الروسي إن الرئيس ميدفيديف صرح لأنان بأنه إذا لم توقف القوى الخارجية مساعدتها للمعارضة السورية، لن يتحقق وقف اطلاق النار بين الجانبين.

كما دعا وزير الخارجية الروسي لافروف خلال لقائه مع أنان إلى العمل مع المعارضة والحكومة فى آن واحد .

-- هل سيتحقق السلام أم لا : امر لا يزال غامضا

يكمن الهدف الرئيسى من زيارة أنان إلى روسيا فى حث روسيا على الاضطلاع بدور وساطة أكثر نشاطا من اجل تسوية الأزمة السورية ، وخاصة دفع الحكومة السورية إلى التنفيذ الفعال لمبادرات السلام. . وليس هناك أدنى شك فى أن الجانب الروسي قادر على فرض بعض الضغوط على الحكومة السورية بسبب تأثيره المهم فى سوريا، وأعربت الحكومة السورية مرارا عن رغبتها في اجراء مفاوضات مع المعارضة لحل الأزمة . ولكن الجانب الروسي يرى انه إذا قام بحمل الحكومة الروسية على اتخاذ اجراءات من جانب واحد فقط ، فسيكون من المستحيل حل الأزمة السورية، وان تحقيق السلام في البلاد يتوقف على عوامل أخرى.

أولا ، هل من الممكن ان تنفذ المعارضة السورية خطة السلام المؤلفة من 6 نقاط التي وضعها أنان قبل أيام؟. فمن المعروف للجميع أن فصائل المعارضة السورية كثيرة وبينها خلافات داخلية عديدة. فقد أعرب المجلس الوطني السوري، وهو مجموعة معارضة رئيسية في البلاد ، عن رفضه للدخول فى مفاوضات مع الحكومة في ظل الوضع الحالي من العنف المتواصل .وبعدما سيطر جيش الحكومة السورية على معظم المناطق التي استولت عليها المعارضة، بدأت المعارضة فى شن هجمات إرهابية في مناطق الحضر، ومن الواضح انه ليس لديها نية لوقف اطلاق النار.

غير ان مزيدا من الدول ادركت أهمية وضرورة ايجاد حل للصراع السوري بالطريقة السلمية، لذا تبنى مجلس الأمن الدولي بيانا رئاسيا لتسوية الأزمة سلميا. ولكن بعض الدول لم تتخل عن محاولة التدخل العسكري وتغيير النظام السوري .ودعت بعض الدول علنا إلى تسليح المعارضة وبدأت فى تقديم أسلحة للمعارضة.وتعتقد روسيا انه ذلك سيرسل بإشارة خاطئة إلى المعارضة ويحرضها على مواصلة المواجهة مع الحكومة ، وبالتالى يصعب انتهاء الاشتباكات العنيفة.

وبالاضافة إلى ذلك، تواصل الدول الغربية فرض ضغوط على الحكومة السورية بشكل احادى الجانب بعدما اصدر مجلس الأمن الدولي البيان الرئاسي. فقد قرر الاتحاد الأوروبي قبل أيام توسيع العقوبات على سوريا، وأكد المسؤولون الأمريكيون مرارا ان بشار الأسد فقد شرعيته ، مما يكشف رغبة في تخريب النظام السوري.

وتعتقد وسائل الإعلام ان مضى هذا الوقت الطويل دون تسوية الأزمة السورية يرجع إلى تدخل بعض الدول ودعمها للمعارضة بشكل أحادى الجانب. وإذا لم تغير هذه الدول نهجها ، فسيصبح من الصعوبة بمكان تنفيذ مبادرة السلام التى طرحها أنان ، وسيصبح تحقيق السلام في سوريا امرا بعيد المنال.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :