الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
خبير صيني: يجب تقديم المزيد من الدعم لدول الربيع العربي (خاص)
16 مارس 2012 / شبكة الصين / دخلت العلاقات الدولية برمتها في مرحلة جديدة تختلف جذرياً عن مراحل عديدة سبقتها منذ عقود، فتداعيات الأحداث في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا لن تنحصر في مكان وزمان معينين بل قد تطال النظام العالمي، فالتغيرات والإضطرابات التي تشهدها هذه المنطقة شكلت مفاجأة واوقعت المراقبين وصناع القرار في حيرة حول كيفية التعاطي مع هذه المتغيرات، وما هي آفاقها، وأي انظمة ستكون البديلة. وللإجابة عن هذه الأسئلة يرى وو بينغ بينغ نائب مدير قسم اللغة والثقافة العربية بجامعة بكين أنه يجب تناول أوضاع منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا الراهنة من ثلاث زوايا لتكوين صورة واضحة عنها:
الأولى "فهم وتحليل الربيع العربي" فرياح التغيير في تونس ومصر حملت نبض الشارع وتطلعاته المشروعة نحو الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والتخلص من الأنظمة التي لم تحقق اهدافه، بينما الوضع في ليبيا وسوريا أظهر رغبة الغرب في الإطاحة بالنظامين واتخاذها من الصراعات على الهويات السياسية والدينية ستاراً للتغطية على حقيقة نواياها الساعية إلى فرض هيمنتها على المنطقة.
الثانية "رائد الاتجاه الحقيقي للتغيير في الشرق الأوسط" يعتقد البعض أن دول خليجية بعينها هي رائدة التغير في العالم العربي كونها لم تصبها مواسم الربيع العربي، لكن الحقيقة عكس ذلك فالمشاكل التي تواجهها هذه البلدان أكثر خطورة، فحظر إنشاء أحزاب سياسية مستقلة وارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي وانتشار البطالة، يجعلها غير قادرة على تقديم نموذج تنموي فعال تتصدر به موقع ريادي بين الدول العربية.
أما الزاوية الثالثة والأخيرة فهي "نموذج الديمقراطية الإسلامية" فقد دل فوز أحزاب وتيارات إسلامية كحزب الحرية والعدالة في مصر وحركة النهضة في تونس وحزب العدالة والتنمية في المغرب، خاصة بعدما جاءوا بشكل ديمقراطي وفقاً لاختيار الناخبين، دل على دور الإسلام في العملية السياسية في دول تتمتع بأغلبية مسلمة.
ويعتقد وو بينغ بينغ نائب مدير قسم اللغة والثقافة العربية بجامعة بكين أنه على الصين أنتهاج مبدأ التنسيق والملاءمة والتخلي عن سياسة "مقاس واحد يناسب الجميع" لإقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الدول العربية، مقترحاً أن تنشأ الحكومة الصينية صندوقاً مماثلاً لصندوق التنمية العربي لدعم استكشاف طرق التنمية الوطنية المستدامة في دول الربيع العربي، ومساعدتها على تطوير الصناعات كثيفة العمالة وتعزيز تنمية الزراعة بالتقنية الجديدة وتنفيذ مشاريع البُنَى التحتية، عن طريق تقديم قروض بدون فوائد تسدد على المدي الطويل، لمساعدة هذه الدول على الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتوسيع نطاق العمالة لرفع قدرتها على حل مشاكلها بنفسها.
وأكد بينغ بينغ أن تقديم المزيد من المساعدات لدول الربيع العربي بشكل خاص والمنطقة بشكل عام سيعود بالنفع على الصين، ويساهم في خلق فرص جديدة ومتنوعة للاستثمار أمام الشركات الصينية تدفع بدورها بشكل غير مباشر تطوير اقتصاديات دول المنطقة ويرفع ذلك القوة الشرائية لسكانها ويخفض المخاطر الاقتصادية على المستثمرين، مشيراً إلى أن إرساء السلام في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا مهم جداً للعالم، وسيسهم تقديم يد العون لها بشكل كبير في تحقيق الاستقرار وتهيئة بيئة مواتية لتنمية الصين على المدى الطويل.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |