الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير اخباري : سوريا ترد على مقترحات أنان وسط تزايد لوتيرة العنف
دمشق 14 مارس 2012 (شينخوا) أعلنت دمشق ، اليوم (الأربعاء) ، أنها ردت بـ"ايجابية" على مقترحات المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا التي تطوي غدا عامها الأول في وقت تتزايد فيه وتيرة العنف في بعض مناطق البلاد.
وتشهد سوريا منذ عام احتجاجات انطلقت شرارتها من محافظة درعا جنوب البلاد بعد أن قامت مجموعة من الطلاب بكتابة عبارات على جدران احدى المدارس مناهضة للنظام السوري ، جرى اعتقالهم ورفضت الجهات الأمنية اطلاق سراحهم.
وزار أنان دمشق يومي السبت والأحد الماضيين واجتمع مع الرئيس بشار الأسد مرتين لبحث سبل انهاء العنف المستمر فى البلاد فورا والسماح لوكالات الاغاثة الانسانية بتسليم المساعدات الى المتضررين واطلاق حوار دبلوماسي في إطار عملية سياسية تعيد الاستقرار لسوريا وتحقق طموحات الشعب السوري.
وقال أنان فى أنقرة الثلاثاء ، انه ينتظر ردا من الحكومة السورية على المقترحات الملموسة التى عرضها ، مضيفا أن رد الفعل سيحدد على أساس رد السوريين.
واليوم ، أعلنت سوريا أنها ردت بـ"ايجابية" على ما قدمه المبعوث الدولي من مقترحات ، وأكدت حرصها على انجاح مهمته.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده ردت على "اللاورقة" التي قدمها أنان "بلاورقة" سورية "ايجابية" بمضمونها ، مشيرا الى أن ما قدمه أنان عبارة عن مقترحات غير رسمية لتبادل الرؤى حولها.
واعتبر مقدسي ، في تصريحات صحفية اليوم ، أن موضوع العنف لا يمكن الإجابة عليه بـ "نعم أو لا " ، لافتا الى أن العنف هو علاج أمني ، وليس حلا أمنيا ، مشددا على أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون "سياسيا".
وأكد المتحدث أن بلاده حريصة على انجاح مهمة أنان ، مشيرا الى انخراطها الجدي ، وتعاونها بشكل ايجابي مع مهمة المبعوث الدولي.
وأضاف " إذا ما أريد لمهمة أنان النجاح ، وهذا ما نريده خاصة في موضوع العنف ، يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن العنف متبادل ، وليس من طرف واحد ، وان الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس ، وليس بحالة هجوم على أحد ".
وأشار الى أن وجود المسلحين على الأرض السورية لم يعد أسطورة ، بل أصبحت هناك وثيقة من قبل بعثة المراقبين العرب بذلك.
وكرر مقدسي قائلا " لانجاح مهمة أنان في مجال وقف العنف ، فان الأمر يتطلب وجود جهود كبيرة لوقف دعوات التسليح " ، مشيرا الى أن " دعوات التسليح لا تتناسب مع مهمة أنان ، ولا ينبغي ان يطلب من الحكومة السورية لوحدها هذا الأمر دون اقناع الآخر بالتخلي عن العنف".
واتهمت الحكومة السورية مرارا دولا لم تسمها بتمرير أسلحة للمجموعات المسلحة في سوريا اضافة الى تقديم الدعم المالي.
ووجهت دمشق بداية مارس الجاري رسالتين الى رئيس مجلس الأمن الدولي وأمين عام الأمم المتحدة، أكدت فيهما " أن عملية تسليح المعارضة بدأت منذ وقت طويل" الا ان الجهات الداعمة أنكرت ذلك لشهور ، واصفة القرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والأمم المتحدة بأنها "ستار دخاني للتعبير عن هذا الدعم غير المشروع".
وتتهم المعارضة في الداخل والخارج النظام في سوريا بممارسة العنف المفرط في قمع الاحتجاجات أو كما تسميه " الحراك الشعبي السلمي" ، وقيامه بارتكاب مجازر بحق المدنيين.
في المقابل، تحمل السلطات السورية المجموعات المسلحة مسؤولية القيام بأعمال القتل ضد المدنيين والعسكريين في العديد من المحافظات السورية.
ميدانيا ، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن ان عشرة أشخاص قتلوا في أعمال عنف في سوريا، لاسيما في محافظة ادلب شمال غرب البلاد ، وفي درعا جنوبا حيث نفذت القوات السورية عملية اقتحام ومداهمات.
وذكرت صحيفة (الوطن) القريبة من الحكومة السورية اليوم أن " وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن أنهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة فيها".
وأضافت أن "معظم المسلحين انسحبوا من هذه الأحياء قبل يوم أو يومين من وصول هذه الوحدات، وأن التفتيش تم بشكل هادىء ومن دون أي مقاومة تذكر".
وأشارت ، من جهة ثانية ، إلى أن "عمليات الجيش تتواصل بشكل واسع في ريف ادلب في مدن معرة مصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي ، إضافة إلى عدد من قرى جبل الزاوية حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية".
وتشن وحدات من الجيش السوري حملة عسكرية واسعة النطاق بدأتها في ريف دمشق في فبراير الماضي ، وامتدت الى حمص لـ"تطهير" بعض أحياء حمص ، (160 كم) شمال دمشق ،ممن تصفهم السلطات بالمسلحين.
وشملت العملية العسكرية كذلك محافظتي ادلب وحماة .
وكانت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ذكرت الثلاثاء أن 15 شخصا قتلوا بينهم امرأة وأطفالها الأربعة في مجزرة ارتكبها مسلحون بحي كرم اللوز بمدينة حمص بعد اقتحام المنازل ونهبها بالكامل.
في حين قالت الجهات المختصة انها ألقت القبض في حمص على عدد من "الإرهابيين" ممن ارتكبوا مجزرة في حي كرم الزيتون بحمص ، فيما تم العثور على مقابر جماعية في أحياء كرم الزيتون والنازحين.
وتطالب المعارضة السورية في الداخل بضرورة وقف العنف من قبل قوات الجيش السوري كأولوية ، قبل أي خطوة أخرى ، واطلاق سراح المعتقلين ، وبعدها يتم التفاوض على مرحلة انتقالية.
ورأى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون بعد لقائه أنان في تركيا أمس الثلاثاء ، أن الأزمة السورية وصلت الى "منعطف خطير " ، متهما الجيش السوري بقتل المواطنين السوريين.
وقالت الأمم المتحدة مؤخرا ان أكثر من 7500 شخص قتلوا فى سوريا منذ اندلاع العنف قبل عام، فيما قالت الحكومة السورية ان "الجماعات الارهابية المسلحة" قتلت ما يزيد على 2000 من عناصر الأمن والجيش اثناء الاضطرابات.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |