(أهم الموضوعات الدولية) مقالة خاصة: الجهود الدبلوماسية المتواصلة قد تجلب فرصة لحل الأزمة السورية سلميا

أزمة شديدة التعقيد

لا شك أن الأزمة السورية شديدة التعقيد، كما أن المساعي السياسية الحميدة لن تؤتي ثمارها بين ليلة وضحاها، ولكن على المجتمع الدولي أن يتمسك بالجهود الدبلوماسية الدؤوبة.

وقد أثبتت سلسلة من الوقائع في العراق وأفغانستان وليبيا ودول أخرى أن التدخل الصارخ من قبل قوى خارجية بالوسائل العسكرية في مستقبل ومصير دول عربية واسلامية يجلب عدة نتائج مأساوية مثل الاضطرابات المتواصلة. ولحسن الحظ ما زال المجتمع الدولي لم يتخل عن الجهود المبذولة لتحقيق السلام في سوريا.

يعتبر إيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال الجهود الدبلوماسية طريقا واضحا، وقد وصل المجتمع الدولي بالفعل إلى توافق، ولكن في الوقت نفسه لا شك في أن الطريق صعبا.

ولا ينبغي أن نفرط في التفاؤل إزاء "الموقف السلمي" للولايات المتحدة وحلفائها، فلم تتخل الدول الغربية عن مطالبتها الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، كما لم تخفف لهجتها إلا بسبب مصالحها الخاصة. وكما علقت جريدة ((لوس أنجيليس تايمز)) الأمريكية قائلة "إن موقف البيت الأبيض الحالي جاء فقط نتيجة للخوف من التورط في نزاع مسلح آخر في عام الانتخابات".

موقف الصين

قال مبعوث الصين الدائم لدى الأمم المتحدة لي باو دونغ يوم الإثنين خلال كلمته بجلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، قال إن الصين ليست لديها مصالح ذاتية خاصة فى الأزمة السورية ولاتحمى طرفا معينا أو تتعمد معارضة أى طرف آخر.

وأضاف لي باو دونغ أن الصين أوفدت مبعوثين فى عديد المناسبات لتشجيع الأطراف السورية على الشروع في حوار سياسى، كما طرحت الصين مؤخرا مقترحا من 6 نقاط بشأن التسوية السياسية للأزمة السورية، داعية الحكومة السورية وكل الأطراف المعنية إلى وقف كل أعمال العنف وإطلاق حوار سياسى شامل، والاتفاق على خارطة طريق شاملة ومفصلة وجدول زمنى للإصلاح من خلال المفاوضات والقيام بذلك فى أسرع وقت ممكن.

وأضاف المبعوث الصيني أن على الأطراف ذات الصلة فى المجتمع الدولى أن تحترم سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وأن تهيئ الظروف الملائمة للفصائل السياسية المختلفة فى سوريا لإطلاق الحوار.

وأشار لي باو دونغ إلى إن الصين تدعم المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفى أنان فى قيامه بدور بناء فى التوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية. وشدد على أن الصين تتقيد بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتحترم سيادة سوريا واختيار شعبها.

وتابع قائلا "يجب ألا تتدخل قوى خارجية فى سوريا بالقوة أو تدفع من أجل تغيير النظام"، مؤكدا أن "الصين تعارض أي تدخل فى الشئون الداخلية تحت مسمى الإنسانية."

وفي معرض إشارته إلى أن الصين تدعم الأمم المتحدة فى أداء دور قيادي فى الأزمة السورية والتنسيق فى جهود الإغاثة الإنسانية والمساعدة فى تحسين الوضع الإنسانى فى بعض المناطق السورية، أكد لي باو دونغ أن الصين تعتزم منح مليوني دولار أمريكي للجنة الدولية للصليب الأحمر للمساهمة فى المساعدات الإنسانية العاجلة بسوريا.

إن صب مزيد من الوقود على نار الوضع السوري المشتعل أمر غير مقبول، واغتنام فرصة السلام العزيزة يتطلب من جميع الأطراف المعنية التحلي بحسن النية والثقة والتعقل والحكمة.