الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير اخباري : سياسيون وباحثون لبنانيون : الموقف الصيني بشأن سوريا مسؤول وجدي
بيروت 3 مارس 2012 (شينخوا) عبر سياسيون وباحثون لبنانيون عن تقديرهم للموقف الصيني العادل تجاه الملف السوري المتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وضرورة الشروع في حوار سياسي شامل دون أي شرط مسبق.
وووصف هؤلاء الموقف الصيني بأنه مسؤول وجدي ويساهم في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وقال رئيس المجلس الوطني للاعلام في لبنان عبد الهادي محفوظ، لوكالة انباء ((شينخوا)) إن الموقف الصيني هو الموقف السليم الذي يزاوج بين الاصلاح والحوار.
وتابع محفوظ ان موقف الصين يقارب مايجري في سوريا من زاوية أن الأزمة السورية باتت تدخل في سياق النزاع الدولي باعتبار أن هناك أطرافا دولية واقليمية لاتعمل باتجاه تغليب الحوار الداخلي.
واكد ان الموقف الصيني مهم جدا لأنه يقف مع مطالب الشعب السوري التي تأخذ بها القيادة السورية ولأن الصين تعارض السعي الامريكي للاستمرار في سياسة الاحادية القطبية التي أثبتت أنها مصدر للنزاعات الدولية.
ورأى ان الموقف الصيني يحاول أن يصل الى نوع من الوفاق الداخلي السوري خصوصا بعد مباشرة سوريا عملية الاصلاح الدستوري والسياسي والاعلامي.
واقر السوريون في استفتاء جرى الاحد الماضي بنسبة 89.4 في المائة من الناخبين الذين شاركوا مشروع دستور جديد.
ويحدد الدستور الجديد مدة ولاية الرئيس بسبع سنوات لولايتين، ما يعني ان تجديد الولاية سيكون لمرة واحدة فقط.
كما الغى المادة الثامنة التي تعتبر حزب البعث "حزبا قائدا للدولة والمجتمع".
واعتبر محفوظ ان اجراء استفتاء حول دستور جديد لسوريا يفسح في المجال أمام التعددية الحزبية وتداول السلطة هو مؤشر للاستجابة السورية لما تريده الصين.
ورأى ان الموقف الصيني من شأنه المساعدة على اخماد الصراع الذي تؤججه قوى دولية واقليمية بهدف تفكيك سوريا واحداث فتنة تمتد الى خارجها باتجاه كل من لبنان والاردن والعراق، واصفا اياه بانه موقف مجرد من المصالح ويأخذ بالاعتبار واقع المنطقة وخصوصياتها.
كما رأى ان الموقف الصيني الذي يرفض الترويج للفتنة وللحرب في سوريا يخدم المنطقة كلها، مشيرا الى ان مفاعيل وصحة موقف الصين سوف تظهر بوضوح عندما يستتب الوضع في سوريا.
وتطالب الصين كافة الاطراف السورية بوقف فوري للعنف، وتدعو الى اطلاق فوري لحوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة.
وكانت بكين قد استخدمت مع روسيا في الرابع من يونيو الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي - أوروبي بشأن سوريا يدعم خطة للجامعة العربية تطالب بتغيير النظام في الدولة الشرق اوسطية.
بدوره، رأى مدير مركز (الشرق الجديد) للأبحاث والدراسات غالب قنديل، ان الدعم الصيني لمبدأ الحوار الداخلي قد قطع الطريق على حلف المتدخلين الخارجيين في الشؤون السورية، وفي طليعتهم الولايات المتحدة.
وقال قنديل إن المضمون الفعلي لتعاطي الولايات المتحدة وحلفائها مع الازمة السورية يتمثل في محاولة اشعال الفتنة من خلال التدخلات التي سعت الى تعطيل الحوار الوطني السوري.
وتابع ان المنطق والموقف الصيني - الروسي الرافض للغطرسة الامريكية قد شكل عنصرا حاسما لمتانة الموقف الوطني السوري الذي عكسه الاستفتاء الشعبي على الدستور.
ونوه بموقف الصين الرافض لتحويل سوريا الى بؤرة حرب أهلية مدمرة، معتبرا أنه ساهم في تحقيق المشهد السوري الجديد المتمثل بدعم الغالبية الشعبية للدولة الوطنية السورية وبمحاصرة الارهاب.
من جانبه، وصف الوزير اللبناني السابق ورئيس حزب (الكتائب) سابقا كريم بقرادوني، الموقف الصيني تجاه سوريا بأنه "الموقف الدولي الصحيح المبني على شرعة الامم المتحدة والقانون الدولي العام المتعلق بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى الداخلية".
وقال بقرادوني إن الصين ترفض تدخل الخارج في شؤونها وتمتنع عن التدخل بشؤون الخارج، مضيفا ان "الموقف الصيني له مصداقية كبيرة ويدفع الى حل سياسي سوري- سوري وهو الحل الأفضل لأن أي حل خارجي لن يشكل حلا وهذا ماتدعو اليه الصين كمبدأ عام وتطبقه في الحالة السورية".
واعتبر ان الفيتو الصيني - الروسي في مجلس الامن قد غير المعادلة وأفهم الاطراف الدولية الأخرى انهما أمام دولتين عظميين وأنه لايمكن لأي دولة تجاهل الموقفين الصيني والروسي وبالتالي حصل نوع من اعادة حسابات وتأقلم عربي مع الموقف الصيني - الروسي.
وقال بقرادوني ان "مفاعيل الفيتو ومفاعيل السياسة الحكيمة والواعية للصين مضافا الى توجهات الادارة السورية قد أدى في اليومين الماضيين الى دفع قوى دولية واقليمية كثيرة الى اعادة قراءة حساباتها على الايقاع الصيني - الروسي".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |