الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد: خطوة مهمة في مسار الاصلاح لكن غير كفيلة لحل الأزمة

arabic.china.org.cn / 14:27:06 2012-02-28

بكين 28 فبراير 2012 (شينخوا) أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار يوم الاثنين نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد للبلاد حيث بلغت نسبة الموافقين عليه 89.4 بالمائة من عدد المشاركين، في حين كانت نسبة الذين لم يوافقوا 9 بالمائة.

يعتبر الإستفتاء، الذى جرى وسط مقاطعة المعارضة، اهم اجراء اتخذته السلطات السورية فى عملية الاصلاح السياسي منذ اندلاع الازمة فى مارس الماضى. كما يعتبر خطوة مهمة تجاه ارساء الديمقراطية في البلاد، لأنه يضع رسميا حدا لحكم الحزب الواحد الذى امتد لنحو نصف قرن فى سوريا امتلك خلالها حزب البعث مفاتيح السلطة.

بيد ان سوريا بحاجة الى اكثر من مشروع دستور جديد واصلاحات سياسية اخرى لحل الازمة، على ما قال محللون لوكالة انباء ((شينخوا)).

وكانت السلطات السورية قد خصصت أكثر من 14الف مركز اقتراع على الاستفتاء ، وذلك لاتاحة المجال أمام أكثر من 14 مليون سوري يحق لهم التصويت من اصل عدد السكان الاجمالي الذي تجاوز 23 مليون نسمة. وينص الدستور الجديد على انتخاب رئيس الجمهورية لولاية مدتها سبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

وأعد الدستور الذي سيحل محل دستور 1973 في اطار الاصلاحات التي وعدت بها السلطات السورية في محاولة لتهدئة الاحتجاجات .

ولكن تشهد بعض المناطق في سوريا وخصوصا مناطق محافظات حمص وحماة وادلب أوضاعا أمنية مضطربة، وهو ما اعاق عملية الاستفتاء في تلك المناطق.

وأعلنت تيارات في المعارضة السورية في الداخل والخارج مقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، مؤكدة أن الأولوية هي لـ "وقف العنف الدائر في البلاد".

وقال لي قوه-فو، الخبير بشئون الشرق الاوسط فى معهد الصين لابحاث القضايا الدولية, ان تأييد الاغلبية السورية لمشروع الدستور الجديد يدعم سلطة بشار الاسد ويزيدها ثقلا . ويؤكد تأييدهم للعملية الديمقراطية واتمامها بشكل سلمى بعيدا عن العنف، ما يضعف من موقف المعارضة والدول الداعمة لها.

بيد ان لي اعرب عن تخوفه ازاء تدهور الوضع قائلا ، "قد يكون هذا الاستفتاء حقق فوزا لبشار الاسد ، لكن من الواضح ان الدول الغربية لن تتوقف عن فرض ضغوطها على الاسد بشكل قد يصل الى حد تقديم الدعم العسكرى المباشر للمعارضة للاطاحة به، بعدما اثبتت نتيجة الاستفتاء ان الاغلبية مع استكماله لفترته الرئاسية".

ومن جانبه، قال الخبير الصيني فى شؤون الشرق الأوسط شي جا ان مشروع الدستور الجديد يعد خطوة مهمة في مسار الاصلاح الديمقراطي، اذ انه حقق تعديلات كبيرة في كثير من الجوانب مثل النظام الانتخابي ومدة الرئاسة.

واضاف "على سبيل المثال، حذف مشروع الدستور الجديد مادة محددة تعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي قائدا للدولة والمجتمع، كما ينص على نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب على أساس القانون الاسلامي، ويكرس مبدأ التعديدية السياسية وانتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع الشعبى المباشر وتحديد مدة الرئاسة، وكل هذه الاجراءات هى تقدم هائل يستحق التقدير".

واعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني هونغ لي يوم الاثنين عن امله فى "ان يساعد الاستفتاء فى دفع عملية الاصلاح في سوريا وفتح حوار سياسي، والاستجابة لطلبات الشعب السوري المشروعة فى التغير والحفاظ على مصالحه الخاصة.ونرجو من الأطراف السورية المعينة ان تعمل معا من أجل تخفيف حدة التوتر في أسرع وقت ممكن."

وحول انتقادات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لموقف الصين وروسيا ازاء "الربيع العربي"،أكد هونغ لي ان "الصين لا تقبل ذلك مطلقا، وظلت تتمسك بموقف موضوعي ونزيه ومسؤول من اجل الحفاظ على المصالح الأساسية والطويلة للشعب السوري والشعب العربي، والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

دعت الصين مرارا الى احترام خيار الشعب السوري المستقل. وتقف بثبات ضد التدخل الخارجي وأى برامج تفرض قسرا على الشعب السورى لحل الازمة .

ويرى شي جا ان الأزمة السورية الحالية معقدة جدا وتنطوي على عدد كبير من أصحاب المصالح. وقال "ان حل الازمة فى البلاد يحتاج الى اكثر من دستور وحزمة اصلاحات اخرى. يستحيل ان تحل السلطات السورية الأزمة فقط باجراء استفتاء أو اصلاحات سياسية اخرى".

ووفقا لنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس قبل أيام، فشلت المعارضة في الحصول على دعم متوقع من الأسلحة، حتى لو تم الاعتراف بشرعيتها. وبالنسبة للدول الغربية الكبرى ما زال يمثل حل الأزمة السورية فى جامعة الدول العربية خيارها الأول،لأن هذه الدول تعرف تماما ان سوريا ليست ليبيا، وليست مصر أيضا،على الرغم من ان تشابه القصص في البداية.

و تختلف سوريا تماما من حيث الوضعين الجيوسياسى والداخلى مقارنة مع الدول العربية الأخرى . وتتمتع بموقع استراتيجي مهم وتعتبر "قلب الشرق الأوسط". وفي حال بدأت الدول الغربية تدخلا عسكريا مباشرا فى سوريا، من المرجح ان تتعرض اسرائيل لهجمات صاروخية من الجانب السوري وربما هذا السبب يفسر الصمت الاسرائيلى المطبق ازاء الوضع السوري وتنديدها بالتهديد النووي الإيراني فى وقت يهتم العالم بأسره بما يجرى فى سوريا.

وأشار شي جا الى ان حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة الرئيس بشار الأسد، على الرغم من انه يحكم البلاد منذ فترة طويلة، لكنه يعتبر قوة حديثة مهمة في العالم الاسلامي. لا يخلط السياسة بالدين ومنفتح نسبيا على التبادلات الخارجية. واضاف قوله "ربما تنحى بشار الأسد عن منصبه ليس صعبا، لكن إذا احتلت قوة مثل جماعة الإخوان المسلمين الفضاء السياسي السوري بعد ذلك مثلما حدث في مصر، لن تعيش اسرائيل في مأمن فقط، وانما ستتأثر العراق وتركيا سلبا أيضا".

وقال شي جا ان مفتاح تسوية الوضع في سوريا في الشهور المقبلة لن يكون بيد بشار الأسد فقط بالنظر الى المواجهة بين جامعة الدول العربية وبشار ، وسرعة ونمو المعارضة السورية والتنسيق والتكامل بينها, وقوة التراشق بين الجانبين الأمريكي والروسي.

وقال "لا يجب ان ننسى اللحظة الحاسمة حين وقفت الأزمة الليبية فى مفترق طرق وارتدت روسيا عن موقفها وأيد المجتمع الدولى المعارضة الليبية وزودها بالأسلحة".





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :