الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مقابلة خاصة: المقداد: لم يتم التشاور مع سوريا لإرسال مبعوث خاص للأمم المتحدة إليها

arabic.china.org.cn / 09:13:58 2012-02-28

دمشق 27 فبراير 2012 (شينخوا) أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم (الاثنين) أن الأمم المتحدة لم تتشاور مع الحكومة السورية بخصوص إرسال الأمين العام السابق كوفي عنان مبعوثا خاصا إلى سوريا، مؤكدا أن بلاده ترفض سياسة فرض الاملاءات عليها.

وقال المقداد، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، " لم يتم التشاور بعد مع الحكومة السورية حول موضوع ارسال كوفي عنان مبعوثا من الامم المتحدة الى سوريا "، مشيرا إلى أن " الحكومة السورية تعالج هذا الموضوع من خلال وجهة نظرها الاستراتيجية و من خلال مفهوم السيادة "، معربا عن اعتقاده أن فرض أشياء على سوريا " أمر غير مقبول ".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان مشترك، إنهما " ممتنان لعنان لقبوله هذه المهمة الهامة في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الشعب السوري ".

وأضافا أن الدبلوماسي الغاني سيعمل الآن بموجب القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات الجامعة العربية بشأن سوريا.

وكان عنان دعا في بيان له قبل يومين جميع الأطراف في الأزمة السورية إلى التعاون معه في مهمته، مؤكدا تصميمه على إنهاء العنف وتجاوزات حقوق الإنسان.

وفي السياق ذاته، وصف المقداد مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس أخيرا بأنه " مهزلة وتمثيلية جديدة "، موضحا أن الهدف منه " هو زيادة الضغوط على سوريا، وزيادة الحملة الإعلامية التضليلية القائمة ضد بلاده، وتشويه ما يحدث فيها لخلق أرضية من أجل التدخل الغربي في الشئون السورية " .

وحول الدعوات التي صدرت عن جهات في المؤتمر لتسليح المعارضة السورية في الداخل، قال المقداد إن " تسليح أي شعب هو جريمة، وهو أمر مرفوض بالنسبة لنا "، مشيرا إلى أنه قد تم فعليا تسليح بعض أطراف المعارضة، لكنه أعتبر أن هذه المعارضة هي عبارة " مجموعات إرهابية مسلحة لاعلاقة لها لا بالامن، ولا بالسلم ، ولا بمستقبل سوريا ".

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد انسحب من مؤتمر أصدقاء سوريا، احتجاجا على النبرة المعتدلة للبيان الختامي، واصفا النظام السوري بأنه "نظام احتلال"، وطالب صراحة بتسليح المعارضة.

وثمن نائب وزير الخارجية السوري موقفي الصين وروسيا لعدم مشاركتهما في مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي وصفه بأنه " مؤتمر لأعداء سوريا " ، لافتا إلى أن الشعب السوري" لن ينسى تلك المواقف التي تقوم على العدالة، وعلى المبادئ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى ".

وكانت روسيا والصين اعلنتا رفضهما المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس، رغم الدعوة التي وجهها منظمو المؤتمر لكل من موسكو وبكين.

وأضاف المسئول السوري أن حكومة بلاده " لا تريد ان يعاني الشعب السوري بذريعة الديمقراطية الكاذبة التي يتحدثون عنها "، مشيرا إلى أن الدول التي شاركت في المؤتمر هي " ابعد ما تكون عن الديمقراطية ، ولا هم لها بما يجري في سوريا الا فرض هيمنتها عليها " .

وفيما يخص عملية الاستفتاء على الدستور الجديد، أشاد المقداد باقبال المواطنين السوريين على صناديق الاستفتاء، معربا عن اسفه لقيام بعض العصابات المسلحة بمهاجمة بعض مراكز الاستفتاء وحرقها والتي تعكس " همجية تلك العصابات ".

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري ان الدستور هو " خطوة مهمة في مسيرة الاصلاح، لكن ذلك لا يعني ان الدستور وثيقة مقدسة "، مشيرا إلى أن الانقسام بين السوريين حول بعض مواد الدستور هو "أمر طبيعي" يرمز إلى الاجواء الديمقراطية التي رافقت عملية صياغة الدستور والاستفتاء عليه.

وأعرب المقداد عن توقعاته بأن يحظى هذا الدستور بموافقة نسبة عالية من السوريين ذلك ان هذا الدستور يلبي طموحات شرائح واسعة من المواطنين.

وكان السوريون توجهوا إلى مراكز الاستفتاء أمس الأحد للاستفتاء على الدستور الجديد الذي يشمل على 157 مادة، ويخلو من المادة الثامنة التي تقول إن حزب " البعث " هو الحزب القائد للدولة والمجتمع.

وفيما يخص الاوضاع في مدينة حمص (160 كم) شمال العاصمة، نفى المسئول السوري وجود مظاهرات سلمية في المدينة متهما من وصفها بالعصابات الارهابية بعمليات " القتل والتخريب "، مؤكدا أن هذه العصابات " تتلقى المال والسلاح من الخارج ويصرف عليها مليارات الدولارات ".

وأضاف المقداد إن هذا الدعم الخارجي " انما يعبر عن ضغوط حقيقية من اجل تغيير النهج السياسي في سوريا الذي يطالب بتحرير الاراضي العربية المحتلة، وانسحاب اسرائيل من هذه الاراضي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس " .

وبين المسئول السوري ان بلاده مع مبدأ التداول السلمي للسلطة وان صناديق الانتخاب هي التي تحدد من سيحكم البلاد، مشيرا إلى أن اطراف المعارضة يرفضون هذا المبدأ ويرفضون الخوض في اي حوار، مبينا ان الحكومة السورية على استعداد للتحاور مع المعارضة الوطنية.

وحول جهود الحكومة السورية مع الصليب الاحمر لاجلاء الصحفيين الاجانب من حمص، تساءل المقداد عن كيفية دخول هؤلاء الصحفيين إلى الاراضي السورية، مؤكدا انهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية وتجاهلوا الحكومة، والحدود، والانظمة والقوانين السورية، مضيفا انه بالرغم من ذلك " تعاطفنا مع الجرحى والقتلى لاننا نؤكد ان من قتل هؤلاء هم العصابات المسلحة ".

يشار إلى أن جثتي الصحفية الامريكية والمصور الفرنسي مازالتا في حي بابا عمرو بحمص، ولم تنجح جهود الصليب الأحمر الدولي والحكومة السورية في إخراج الجثتين وبعض الجرحى من الصحفيين الغربيين الذين اصيبوا بقصف تعرض له الحي المذكور يوم الأربعاء الماضي.

وأعرب المقداد عن اعتقاده بأن الاوضاع في البلاد تسير نحو الافضل، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تبذل الجهود الصادقة في سبيل إنهاء هذه الازمة وتجنيب سوريا من اية مخاطر محتملة.

ودعا كل قوى المعارضة الشريفة و الوطنية التي لا تحمل السلاح إلى ان الانضمام في حوار وطني من أجل بناء سوريا ، ووضع اسس جديدة لتطور سوريا ، معربا عن امله في ان يتكلل مثل هذا الحوار بعملية مصالحة وطنية شاملة تعيد الامن والاستقرار وتكفل لجميع السوريين المساواة والحرية والعدالة.

وجدد المقداد نية بلاده في العمل على تشكيل حكومة موسعة تضم كل القوى والتيارات السياسية السورية، لافتا إلى ان المشاورات بهذا الخصوص قد بدأت، ومن المؤمل أن ترى هذه الحكومة النور في غضون الاسابيع المقبلة.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد دعا في خطابه الاخير على مدرج جامعة دمشق إلى تشكيل حكومة موسعة من التقنيين والسياسيين.

تشهد سوريا منذ أكثر 11 شهرا احتجاجات مناوئة للنظام ترافقت بسقوط قتلى من المدنيين والعسكريين.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :