الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تحليل اخبارى: نتنياهو يسعى الى تهدئة التوترات مع ايران قبل اجتماع اوباما
القدس 27 فبراير 2012(شينخوا) اصدر رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو تعليمات لوزرائه بعدم اجراء اية مقابلات صحفية حول ايران بدون اذن صريح بذلك، على ما قالت الموقع الالكترونى لصحيفة ((يديعوت احرونوت)) يوم الاحد.
وفى الاشهر الستة الماضية، خرجت تصريحات على لسان مسؤولين سياسيين اسرائيليين فى مناسبات عدة بأن اسرائيل قد تشن هجمة عسكرية على ايران لمنعها من مواصلة برنامجها النووى.
ومن المقرر ان يجتمع نتنياهو مع الرئيس الامريكى باراك اوباما فى واشنطن فى 5 مارس المقبل ويتوقع ان تتصدر التوترات الراهنة مع ايران المحادثات بينهما.
وتعتقد الولايات المتحدة واسرائيل ان ايران تستخدم برنامجها النووى سرا فى تطوير اسلحة نووية. وروج نتنياهو للتقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه احتوى على "دليل قاطع" بأن "ايران مستمرة فى تحقيق تقدم سريع فى برنامجها النووى، فى تحدى وتجاهل صارخ لقرارات المجتمع الدولى".
بيد أن ايران تجادل بأن الهدف من برنامجها النووى هو انتاج الكهرباء فقط.
وقال بينى ميللر، الاستاذ بجامعة حيفا، لوكالة انباء ((شينخوا)) يوم الاحد، ان "الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على اسرائيل لعدم إثارة اى نشاط".
واضاف ميللر" بالتأكيد قبل الاجتماع مع الرئيس الامريكى، من المنطقى لا يكون هناك اية تصريحات تصدر من جانب وزراء اسرائيل، لأن الولايات المتحدة تشعر بقلق ازاء تصاعد التوترات مع ايران فى الخليج، ومن الواضح ان ايه تصريحات تصدر من قادة اسرائيل قد تؤجج التوترات".
-- تنسيق
بالنسبة لاسرائيل، تمثل المواجهة مع ايران "مسألة وجودية" اذ يشير قادة الدولة العبرية الى تصريحات عديدة للرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد دعا خلالها الى "مسح اسرائيل من على الخريطة". وادت مثل هذه التصريحات، اضافة الى استمرار ايران فى تطوير صواريخ بعيدة المدى لديها القدرة على ضرب اسرائيل، ادت الى ما يعتقد بأن ايران "المنافس الاستراتيجى الاكبر" لاسرائيل.
وقال ميللر من وجهة النظر الاسرائيلية انه لامر جيد مواصلة بعض الضغوط على ايران لجعلها تعرف بأن هناك خيار عسكرى محتمل، الامر الذى يعطيها حافزا اكبر لوقف برنامجها النووى.
وفى الاشهر الماضية، تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران فيما يمكن وصفه بصراع اقليمى على السلطة. وكانت النقطة المحورية بين الاثنين هو مضيق هرمز، الذى تمر من خلاله ما يقدر بـ40 فى المائة من النفط العالمى المنتج من قبل حلفاء الولايات المتحدة فى الجانب الجنوبى من الخليج. وقد هددت ايران باغلاق الممر المائى الاستراتيجى.
-- عقوبات
وفرضت الولايات المتحدة واعضاء الاتحاد الاوربى اخيرا حظرا على شراء النفط لايرانى كوسيلة لدفع ايران للتخلى عن برنامجها النووى.
ويرى بعض المحللين ان دعوات المسؤولين الاسرئيليين الى الخيار العسكرى مع ايران قدمت للولايات المتحدة حجة اضافية لتعرض على الاوربيين ضرورة فرض عقوبات اكثر صرامة على ايران ، وإلا "لن يكون هناك اى قول بشأن ما يمكن ان يفعله الاسرائيليون ".
بيد ان ميللر قال ان الامريكيين يريدون ان يروا منهم عمل "دون استفزازات غير ضرورية "، لذلك تبدو هناك حاجة بنظر الامريكيين بأن تخفف اسرائيل من لهجتها .
وقال ميللر"من ناحية، ألا تستفز ايران وتخلق مزيدا من التوترات قد تفضى الى ضربة وقائية من جانب ايران على اسرائيل فى هذه الدائرة من الفوضى . ومن ناحية اخرى، اذا اقتنع الايرانيون بأن هناك خيار عسكرى محتمل سيكون لديهم حافز اكبر للإمتثال لقرارات الشرعية الدولية".
-- خطوط حمراء
وقال الدكتور جوناثان رينهولد من جامعة بار ايلان انه فى حين ان تعليمات نتنياهو قد تبدو رسالة جيدة الى الإمريكيين ، الا إنها ليست جديدة، وقد تكون مجرد وسيلة للسيطرة على النقاش.
وردا على امكانية اصغاء الوزراء لتعليمات نتنياهو بالنظر الى ميول الساسة فى اسرائيل غالبا الى خرق خطوط الحزب من اجل تعزيز مكانتهم الشخصية ، قال رينهولد " اعتقد انهم سيصغوا لفترة قصيرة وستعود ريما لعادتها القديمة ".
وقالت صحيفة ((يديعوت احرونوت)) ان مكتب نتنياهو يعمل مع البيت الابيض للتوصل الى صيغة بيان مشترك يتم اصداره عقب الاجتماع .
وبالرغم من ان الجانبين لديهما مصلحة فى ان يظهرا فى صفحة واحدة، "الا ان الشئ الاساسى الذى يمكن ان يقود الى اتفاق هو ان تجعل الولايات المتحدة اسرائيل تشعر بانطباع قوى بأنها سوف تعمل عسكريا على ايران حتى لا تصبح قوة نووية"، على ما قال رينهولد.
واضاف "اذا شعرت اسرائيل بان ذلك سيحدث وان الامريكان لهم خط زمنى مختلف -- ببساطة لانهم يمكنهم فعل اشياء ليست بمقدور اسرائيل- ستهدأ اسرائيل فى هذه الحالة".
بيد انه لا يرجح ان تنتهى الخلافات بينهما وربما يصل الامر بهما الى قول شئ على غرار "فى الوقت الحالى يجب ان نعطى الوقت للعقوبات لتأخذ مسارها."
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |