الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: صحيفة ((الشعب)) الصينية: ليس للولايات المتحدة حق التكلم باسم الشعوب العربية

arabic.china.org.cn / 16:44:50 2012-02-27

بكين 27 فبراير 2012 (شينخوا) يشهد الوضع في سوريا تفاقما سريعا، حيث لم تنته الصراعات الدموية بين القوات الحكومية السورية والمعارضة بعد، واعترف مؤتمر أصدقاء سوريا بشرعية المعارضة، وتستعد بعض القوى الأجنبية لتزويد المعارضة بالأسلحة ، ما يجعل سوريا تنزلق إلى حرب أهلية شاملة تدريجيا.

ومن المؤسف أن الولايات المتحدة التى تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا لم تأخذ كيفية إنهاء هذه الكارثة البشرية مأخذ الجد للوصول بالضحايا المدنيين إلى أدنى حد في أسرع وقت ممكن. وفي الوقت الذي تتباهى فيه الولايات المتحدة بسياساتها الدبلوماسية التى تنادى بـ "الديمقراطية" و"الحرية"، تلقى بالائمة على روسيا والصين باستمرار، على ما ذكر تعليق اصدرته صحيفة ((الشعب)) الصينية الرسمية في عددها الصادر اليوم (الاثنين).

وفي مؤتمر صحفي عقدته في اعقاب مؤتمر "اصدقاء سوريا"، أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون باصابع الاتهام إلى روسيا والصين، قائلة إن روسيا والصين, من خلال الفيتو المزدوج ضد مشروع قرار بشأن القضية السورية في مجلس الأمن الدولي، تعارضان تطلعات الشعب السوري وترفضان الربيع العربي ويقظة العرب، معتبرة ان البلدين لا يسمحان للشعوب العربية بامتلاك حق اختيار قادتهم.

وسأل التعليق: ما هو اعلى ما يطمح إليه الشعب السوري؟ يعتقد كل شخص عاقل ان اعلى ما يطمح إليه الشعب السوري هو الوقف الفوري لكافة اعما ل العنف ضد المدنيين الابرياء ، واستعادة استقرار الوطن والنظام الاجتماعي السليم. وهذا ما تهدف إليه السياسة الصينية إزاء القضية السورية، إذ تدعو الصين إلى حل الأزمة السورية عبر الحوار، وتضطلع بدور وساطة فاعل فى حل الأزمة دون ان تنحاز إلى أي طرف من طرفي الصراع ، وتبذل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته في أسرع وقت ممكن انطلاقا من موقفها المسئول تجاه الشعب السوري.

وقال التعليق إن الشعب الصيني يحترم التاريخ والثقافة العربية، ويحترم الطرق التنموية التي اختارتها الشعوب العربية، ويهتم بما يصب فى صالح الشعوب العربية، ويحرص على الصداقة العميقة بينه وبين الشعوب العربية. فقد صمدت الصداقة الصينية ــ العربية امام اختبارات الزمن لأنها تقوم على أساس واقعي متين، ولا يمكن لاحد ان يفسدها على الاطلاق .

وأشار التعليق إلى ان الولايات المتحدة تمثل دور "المدافع" عن الشعب العربي لأسباب معروفة. ولكن ما هي الدعامة الاخلاقية لهذا الكبرياء ؟ فقد شنت حربا على العراق بدون اية مبررات حتى ان الشعب العراقي مازال لا ينعم بالأمن والاستقرار حتى الآن وهذا الامر وحده يضع علاقة استفهام حول نية الدبلوماسية الأمريكية ودرو العم سام في العالم.

ويضيف التعليق "لا نعرف هل تجرؤ الولايات المتحدة على اجراء استفتاء عام في دولة عربية أو العالم العربي برمته لمعرفة صورتها الحقيقية لدى عامة الشعوب العربية؟ سيصدر التاريخ حكمه فى نهاية المطاف ليوضح لنا ما اذا كان التدخل الأمريكي الصارخ سيعود بالخير أم بكارثة شديدة على الشعوب العربية ".

وأكد المقال ان لكل بلد الحق في تقرير مصيره بنفسه. وليس فى امكان أي بلد فرض إرادته الخاصة ليتحكم في مصائر الآخرين.

ويرى بعض الناس انه اذا لم تذعن أي دولة لاوامر الولايات المتحدة، فانها لا تحترم بذلك مبادئ التقدم الاجتماعي البشري. وهذا منطق سخيف يقوم على الغطرسة ولكن ما ستكون تداعياته يا ترى؟

واختتم التعليق بعبارة تقول إنه من حسن الحظ انه مازالت توجد في العالم دول كبرى تتمسك بإرادتها ومبادئها ولا تسعى وراء مصالحها الخاصة وتتعامل مع الآخرين بصدق. وان التعددية القطبية في العالم تيار تاريخي ليس من شأن احد تغيير مساره أبدا.





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :