(أهم الموضوعات الدولية) تقرير اخباري: الصين تسعى إلى دفع تسوية سلمية للأزمة فى سوريا

دمشق 21 فبراير 2012 (شينخوا) أكد مبعوث الصين الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سي كه خلال اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى رام الله يوم الاثنين أن الصين لا تسعى وراء مصلحتها بخصوص موقفها تجاه قضية سوريا، وانما تتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كموقف ثابت وباعتباره أحد بنود ميثاق الأمم المتحدة.

وقال المبعوث الصيني انه يجب على الأطراف في سوريا كافة التعبير عن مطالبها السياسية من خلال السبل السلمية، داعيا الى الشروع في حوار سياسي شامل دون أي شرط مسبق على الفور من أجل دفع تسوية الأزمة بشكل مناسب.

وأضاف أن الصين ملتزمة بثبات بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى، وتشجع على تسوية أي نزاع في المنطقة عبر الطرق السلمية.

كان تشاي جيون، مبعوث الحكومة الصينية ونائب وزير الخارجية الصيني، قد زار سوريا فى يومي 17 و18 فبراير الجاري وأجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وبعض قادة المعارضة لتبادل وجهات النظر معهم.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل تخفيف الوضع المتوتر في بلاده، قد أصدر أوامر باتخاذ سلسلة من الاجراءات للاصلاح السياسي، واعلن عن القيام باستفتاء حول مسودة الدستور الجديد فى 26 الشهر الجاري. لكن المعارضة اعلنت بشكل واضح انها لن تشارك فى الاستفتاء .

تصاعدت وتيرة أعمال العنف فى سوريا خلال الفترة الاخيرة. وشن إرهابيون فى 17 فبراير الحالي عددا من الهجمات بما فيها هجمات بالسيارات المفخخة والقصف بالمدافع واطلاق النار فى عدة مدن سورية، ما أودى بحياة 12 شخصا وتسبب في خسائر فادحة في البنية التحتية.

وفى اليوم نفسه، تبادلت قوات الأمن السورية ومسلحون اطلاق النار فى جنوب غرب العاصمة دمشق، حيث لقى خمسة أشخاص مصرعهم .

وأشار محللون إلى انه يتعين على الأطراف المعنية التوسط بين الحكومة السورية والمعارضة لبدء حوار ولتخفيف حدة النزاع الجاري بالبلد العربي.

والصين تتابع عن كثب تطور الوضع السوري، وتشعر بقلق بالغ إزاء تفاقم الأزمة وسقوط ضحايا في صفوف المدنيين وكذلك تأثير الأزمة على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ولذا، تأمل أن يتم التوصل لحل سلمي وعادل للأزمة السورية.

وأكد تشاي جيون خلال اجتماعاته مع الأطراف المعينة في سوريا ان الجانب الصيني يحث بقوة الحكومة السورية والفصائل السياسية المختلفة على الوقف الفوري والكامل لجميع أعمال العنف، وفتح حوار سياسي شامل دون شروط مسبقة على الفور، واجراء مفاوضات حول برامج وآليات الاصلاح السياسي الشامل.

ويؤيد الجانب الصيني جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية من أجل حل سياسي للأزمة السورية، ويدعو الأطراف المعنية إلى تعزيز الاتصالات والمشاورات في إطار جامعة الدول العربية وعلى أساس الحلول السياسية التي طرحتها الجامعة،والعمل معا من أجل حل الأزمة السورية بصورة سلمية وعادلة.

وأكد تشاي جيون ان الصين تتمسك بموقف موضوعي وعادل ومسؤول تجاه الأزمة السورية، وبكين على استعداد للحفاظ على التواصل مع الحكومة السورية والفصائل السياسية المختلفة في سوريا والدول العربية، ولعب دور بناء وايجابي مع المجتمع الدولي من أجل ايجاد حل سلمي للأزمة السورية.

وأطلع القادة والمسؤولون السوريون الجانب الصيني على وجهات نظرهم ازاء الوضع السوري الحالي، وقالوا انهم يقدرون الموقف الصيني العادل تجاه الملف السوري، كما أعربوا عن شكرهم للصين للجهود التي تبذلها لتخفيف حدة التوتر في سوريا،وقالوا انهم يعلقون أهمية كبيرة على ارسال الصين مبعوثا خاصا للمنطقة وتقديمها اقتراحات وثيقة الصلة.

كما أعرب معارضون سوريون عن مطالبهم لحل القضية السورية، وأكدوا معارضتهم للعنف والتدخل الأجنبي، وقالوا انهم يعلقون أهمية كبيرة على دور الصين المهم في حل القضية السورية، وانهم على استعداد لمواصلة الاتصال الوثيق مع الجانب الصيني.

وزار الصين وفد من مجلس التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا برئاسة حسن المانع، نائب المنسق العام ورئيس القسم الخارجي للمجلس، تلبية لدعوة معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية خلال الفترة من 6 الى 9 فبراير الحالي. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول وضع سوريا الحالي.

وبدأ المسئول بوزارة الخارجية الصينية لي هوا شين زيارة لمصر والسعودية وقطر في 10 فبراير، حيث تبادل مع المسؤولين المعنيين في البلدان الثلاثة وجامعة الدول العربية وجهات النظر حول الوضع في سوريا وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا السياق، أشار رئيس المركز العربي للمعلومات وسفير فلسطين السابق لدى الصين الدكتور مصطفى السفاريني، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في 18 الشهر الجاري، أشار إلى أنه في قضية سوريا، لم تتحيز الصين إلى أي طرف بل تلعب دورا ايجابيا وواقعيا وبناء لتسوية الأزمة.

وقال مدير المركز السوري للدراسات الإستراتيجية عماد الشعيبي لمراسل ((شينخوا)) إن موقف الصين تجاه قضية سوريا يعد مسؤولا وتصرفاتها الدبلوماسية جدية، والأمر سيساهم في الحفاظ على أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأسرها.