الصينيون يستقبلون عام التنين باللون الأحمر والألعاب النارية (خاص)

بقلم : حسام المغربي

 

تعد عيدية الأطفال أهم ما يميز العيد حيث يقدم الكبار للصغار عشية رأس السنة الجديدة ظروفا ورقية حمراء كتب عليها بعض عبارات التهاني، وفيها بعض النقود

 

29 يناير 2012 / شبكة الصين / وسط أجواء من الفرحة والسعادة أحتفل الصينيون الاثنين 23 يناير 2012 بأول أيام السنة القمرية الجديدة "عيد الربيع"، حيث ودعوا عام الأرنب واستقبلوا عام التنين حسب تسلسل الأبراج الصينية. وينظر الصينيون إلى التنين على أنه حيوان قوي يرمز للحظ والرخاء والعظمة، ويعتقدون أن مواليد هذا البرج يتمتعون بصفات القوة والشجاعة والذكاء والحكمة والقيادة. ويعتبر عيد الربيع (أو عيد لمّ الشمل كما يسميه الصينيون، حيث يعود المسافرون إلى مساقط رؤوسهم ليجتمع جميع أفراد الاسرة) من أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها في الصين، حيث يعمل الجميع على اختلاف عرقياتهم ومذاهبهم ومستوياتهم الإجتماعية، على تهيئة أجواء احتفالية لإدخال البهجة والسعادة في قلوب جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء. وكالعادة، نظمت العاصمة الصينية بكين المهرجانات وزينت الشوارع والميادين بفوانيس حمراء ومصابيح ملونة، حرصا منها على مشاركة المواطنين فرحة العيد وابتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة. كما شهدت الأسواق رواجا في منتجات الأعمال اليدوية التقليدية كفنون الورق المقصوص والعقد الصينية والتطريز، والملصقات المطبوع عليها عبارات التهنئة ورسوم وأشكال التنانين بمناسبة العيد، حيث يتفاءل الصينيون بها ويلصقونها على أبواب منازلهم كي تحل السعادة والبركة في العام الجديد.

ومن طقوس الاحتفال بعيد الربيع، وجبة جياوتسي (فطائر مسلوقة محشوة باللحم والخضراوات) على مائدة الأسرة البكينية عشية العام القمري الجديد، وترمز الجياوتسي إلى الخير والرزق الوفير والسعادة ولم شمل الأسرة، ومن عادتهم أن يتشارك أفراد الأسرة في إعدادها، وكذلك الألعاب النارية بألوانها الزاهية وأصواتها العالية وأشكالها المتعددة الجميلة، واللون الأحمر الذي طغى على الملابس والزخارف وامتازت به الحضارة الصينية حيث يرتبط الحظ السعيد والبركة والوئام والبهجة في اعتقاد الصينيين بهذا اللون، ويحرص مواليد برج التنين هذا العام على إرتداء الملابس ذات اللون الاحمر من أجل جلب الحظ وابعاد الشر. كما تعد عيدية الأطفال أهم ما يميز العيد حيث يقدم الكبار للصغار ظروفا ورقية حمراء كتب عليها بعض عبارات التهاني، وفيها بعض النقود، عشية رأس السنة الجديدة.

والجدير بالذكر أن أصل الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة يعود إلى أسطورة قديمة، تحكي أن عابر سبيل مسن أشار على أهل قرية يشتكون من وحش عملاق يدعى (نيان) يسكن أعماق البحار يخرج كل 12 شهرا يهاجم الناس ويلتهمهم أبقارهم وأغنامهم، بأن يلصقوا على ابواب بيوتهم أوراقا حمراء تحمل عبارات الخير، ويعلقون فوانيس ومصابيح، ويطلقون الألعاب النارية لإرهاب ذلك الوحش، ومنذ ذلك الحين جعل الناس هذا اليوم عيدا لطرد الارواح الشريرة وجلب الحظ والسعادة.