رحلة مسلمي الصين لأداء فريضة الحج بعد تأسيس الدولة الجديدة (خاص)

 

بعثة الحج الصينية تغادر بكين متوجهة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج في 19 يوليو 1955

 

2 أكتوبر 2011 / شبكة الصين / تعتبر الصين من أوائل البلدان التي دخلها الإسلام، وبدأ مسلمو الصين حج البيت العتيق منذ أكثر من ألف سنة، ولكن نظرا لأن الطرق إلى بيت الله كانت محفوفة بالمخاطر فقد كان الحج صعبا بالنسبة لمسلمي الصين، وراح عدد من الحجاج الصينيين ضحايا للكوارث الطبيعية والبشرية فيما وراء البحار، وكان عدد الحجاج الصينين ليس كثيرا قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

أما بعد تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، أولت قيادة الدولة اهتماما كبيرا بشؤون الحج، وطبقت الحكومة الصينية سياسة حرية الاعتقاد الديني ودعمت إيفاد الجمعية الإسلامية الصينية للحجاج. ولم تكن الصين قد أقامت بعد علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية مما حال دون ذهاب الحجاج الصينيين إلى مكة المكرمة. وفي عام 1952 عادت بعثة الحج الصينية المكونة من 16 فردا من منتصف الطريق بسبب عدم حصول أعضائها على تأشيرة الحج في باكستان.

وعندما كان الراحل تشو ان لاي رئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق يحضر مؤتمر باندونغ سنة 1955 قابل المرحوم الأمير فيصل بن عبد العزيز، رئيس مجلس الوزراء السعودي آنذاك، والذي كان حاضرا المؤتمر ذاته وبحث معه موضوع حج المسلمين الصينيين، الأمر الذي فتح أبواب مكة المكرمة للمسلمين الصينيين من جديد. وفي نفس العام أرسلت الجمعية الإسلامية الصينية بعثة الحج الصينية برئاسة نائب رئيس الجمعية، نور محمد دا بو شين، بعد أن حصل أعضاؤها على تأشيرات الحج من سفارة المملكة لدي باكستان كما استقبل الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود بعثة الحج. وفي العام التالي أي عام 1956 سافرت بعثة الحج برئاسة رئيس الجمعية، الشيخ برهان الشهيدي، إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وقوبلت بالترحيب الحار واستقبلها الملك سعود بن عبد العزيز، وحضر رئيس بعثة الحج ورئيس الجمعية الشيخ برهان الشهيدي مراسم غسل الكعبة. وما يدل على أن المملكة تولي اهتماما بالغا بالمسلمين الصينيين ويعتبر ذلك حدثا هاما في تاريخ العلاقات الصينية السعودية ومعلما بارزا للصداقة بين البلدين والمسلمين فيهما. ومنذ ذاك الحين، ترسل الجمعية كل عام بعثة حج إلى مكة المكرمة ولكن أثناء فترة الثورة الثقافية في الصين التي امتدت من عام 1966 إلى 1976 توقفت بعثات الحج الصينية. وفي أواخر السبعينات استؤنف سفر الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج. وازداد عددهم إلى ما يفوق ألف شخص كل سنة في الثمانينيات. وتجاوز عددهم ألفي شخص كل سنة في التسعينيات. أما في القرن الجديد فبلغ عددهم ثلاثة آلاف كل سنة على وجه التقريب بزيادة أكثر من مائة ضعف مقارنة مع ما قبل خمسين عاما.

وقد وصل أكثر من 13.7 ألف من حجاج الصين هذا العام 2011 الذي يسجل عددهم رقما قياسيا جديدا في تاريخ حج المسلمين الصينين إلى مكة المكرمة لانتظار بدء أداء فريضة الحج.