الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقالة خاصة: خبراء صينيون يتوقعون أن تواجه ليبيا تحديات داخلية وخارجية بعد مقتل القذافي
بكين 21 أكتوبر 2011 (شينخوا) أعلن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى الانتقالي الليبي فى 20 أكتوبر الجارى أن العقيد الليبي المخلوع معمر القذافى لقى حتفه، ما أشار إلى أن الحياة السياسية للعقيد وعائلته وصلت إلى نهايتها تماما وأن ليبيا دخلت مرحلة جديدة.
وربما لا يختلف إثنان من المحللين والمراقبين على أن ليبيا بعد القذافي ستواجه تحديات كبيرة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي لما لهذا البلد من خصوصيات ديمغرافية وجغرافية.
تحقيق السلام والازدهار مهمة صعبة:
أشار خبراء صينيون إلى أن مصرع القذافى له تأثير على تطورات الوضع الليبي وعلاقات ليبيا مع المجتمع الدولي فى المستقبل، غير أن هذا لا يعنى تحقيق السلام والازدهار فى ليبيا بل قد تظهر تحديات أمام الاطراف المعنية خاصة السلطات الليبية.
وقال وانغ ليان، الاستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة بكين، ان "القذافى لم يعد له تأثير قوى داخل ليبيا منذ فترة ومصرعه لن يؤثر على الوضع الليبي الحالى تأثيرا جذريا"، لكنه أشار الى أن "أنصار القذافى ما زالوا نشطين فى البلاد ولن يغيروا مواقفهم بعد مصرع القذافى، فمن المحتمل أن يتأجج الوضع ليهدد ليبيا في سبيل انتقالها الى مرحلة اعادة الاعمار ".
وقال شن جى رو، الاستاذ فى معهد الاقتصاد والسياسة العالميين بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، ان تشكيل الحكومة الليبية الجديدة قد يمر بمرحلتين الأولى هى انهاء الاضطرابات التى استمرت أكثر من نصف عام. وبعد تحقيق الهدف المشترك للمعارضين الليبيين المتمثل فى اسقاط نظام القذافى قد تصبح الصراعات على السلطة أمرا لا مفر منه نظرا لتعقد تشكيلة المعارضة.
وأضاف شن أن ليبيا "مجموعة من القبائل" وأن الخلافات بين القبائل الغربية وبعض القبائل الشرقية لم تعد سرا. ويواجه القادة الليبيون فى المستقبل مشكلة عويصة فى التوازن بين مصالح القبائل التى يملك البعض منها أسلحة فى مناطق خاصة، على حد قوله، و"قد تلجأ إلى الادارة الذاتية إذا لم ترضيها نتائج توزيع المصالح، بل من الممكن أن تضع ليبيا أمام معارك داخلية مستمرة بعد الحرب. واذا لم تتم معالجة مشكلة القبائل بشكل صحيح، فقد تكرر ليبيا فى المستقبل النموذج المضطرب فى العراق أو تتجه إلى الانقسام".
وتابع شن بقوله ان المهمات التى تواجه الحكومة الجديدة فى ليبيا فى المرحلة الثانية تتمثل فى نزع الأسلحة من طرابلس واستعادة النظام والحياة المدنية بسرعة. وقد تعهدت الدول الغربية سابقا بتقديم اغاثة لليبيا ولكن اذا استمر الوضع الداخلي هناك فى الانقسام والاضطرابات فى مرحلة اعادة الاعمار فقد لا تجدي الاغاثة المادية الخارجية أى نفع. وفى ظل عدم تحقيق الاستقرار الكامل، تحتاج القيادة بليبيا المجتمع القبائلي بامتياز إلى مسار جديد يتميز بالديمقراطية وحكم القانون الى وقت طويل.
ويتفق رأى شن فى هذا الشأن مع تشو تشاو يى، الخبير الصينى فى شؤون الشرق الاوسط ، والذي قال ان التحدى الرئيسي الذى يواجه المجلس الوطنى الانتقالى هو "كيفية لعب دور الحكم بالسرعة. فاساس الحكم غير مستقر ونقصان الخبرات يزيد من صعوبات المجلس الوطنى الانتقالي فى تطبيق السياسات. ومن أجل تحقيق الانتقال السياسي، سيقوم المجلس الوطنى الانتقالي بتأسيس الاحزاب السياسية وتشكيل الحكومة ووضع الدستور واجراء الانتخابات. كل هذه مهمات سياسية كبيرة".
"نموذج ليبيا" يؤثر على المنطقة:
فى معرض تحليله للبيئة الخارجية بعد انتهاء الحرب، قال ما شاو لين الخبير الصينى فى شئون الشرق الأوسط ان "قوات الناتو لعبت دورا حاسما فى حرب ليبيا. ومن المؤكد ان الحكومة الجديدة تضع في حسبانها موقف الناتو فى بداية تشكيلها. لكننا لا نستطيع تقدير مدى تقيد هذه الحكومة بهذا الموقف مع مرور الزمن".
وقال تشو وى ليه، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بشانغهاى، ان "تحقيق المصالحة وتجنب الانتقام مشكلة رئيسية فى مرحلة اعادة البناء بعد الحرب في ليبيا. وعند تعامل المجلس الوطنى الانتقالي فى المستقبل مع القبائل والموالين للقذافى، ينبغى له أن يأخذ بعين الاعتبار الدرس المستفاد من تجربة العراق الذي حل حزب البعث الاشتراكي العربي ما أدى إلى زعزعة أسس الحكم، ويتعين عليه أن يختار من مسؤولى الحكومة السابقة والقوات الأمنية من يدرجهم فى عملية اعادة تشكيل السياسة فى ليبيا بدلا من تهميشهم".
وقال مدير مؤسسة الدراسات الدولية آن هوى هو، ان "نموذج ليبيا"، أى دفع تغيير النظام من خلال التدخل الخارجى، قد يؤثر على الدول العربية الأخرى التى تشهد اضطرابات فى الوقت الحالى، كما يوفر للناتو سندا للتدخل العسكري في دول أخرى فيما بعد، وهذا كما أشار تشو وى ليه سابقة سيئة نظرا للتأثيرات السلبية للحرب الليبية على قضيتى حظر الانتشار النووى والارهاب .
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |