الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الفكر الصينى المتميز- 7:الحزب الشيوعى الصينى وانتهاج الطريق الثالث (خاص)
بقلم: تامر الرشداني
16 يونيو 2011 /شبكة الصين/ لم يكن ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع يتوقع أن ماركس أو أوغست كونت سوف يكملا مسيرته ويحددون مصير أغلب مجتمعات العالم عندما وضعا المبادئ والقوانين التى تحكم مجتمعات العالم وتقسمها إلى دول اشتراكية شيوعية أو دول رأسمالية امبريالية، إلا أن الزمن الذى نعيشه الآن يظهر بكل وضوح هذا الانقسام بين أسلوب حياة المجتمعات الإنسانية .
وبالإضافة إلى ما سبق أحب أن أوضح أن تقسيم ماركس أو كونت المجتمعات إلى اشتراكية أو رأسمالية لم يدم كثيرا ، فالتغير والتطور هما سمة أساسية من سمات المجتمعات الإنسانية ، فكما تحولت المجتمعات من الإمبريالية والإقطاعية والبيروقراطية إلى الاشتراكية والرأسمالية، فأدرك الجميع أنه إذا لم تتقدم المجتمعات وتتغير فسوف تصيبها عدوى التخلف عن مسايرة العالم، وينتج عن ذلك مشاكل اجتماعية أو اقتصادية وأحياناً سياسية .
وكان الحزب الشيوعى الصينى على مستوى عالٍ من التفهم لتطور المجتمعات ولذلك اختار ما اصطلح مفكرون وباحثون على تسميته بالطريق الثالث الذى يعتمد على الفكر الصينى الخاص فى تطبيق الاشتراكية، وقد استطاع الحزب الشيوعى الصينى أن يتأقلم مع تطور العالم ويخلق لنفسه طريقاً جديداً يجمع بين فكر الشيوعية الماركسية وفكر الشخصية الصينية. وأقصد بذلك أن الصينيين لم يتخلوا عن الاشتراكية بل أنهم وضعوا لها طرقاً جديدة تتناسب مع معطيات العصر ومع المجتمع الصينى الذى له سمات فكرية خاصة، خلقها تاريخه وثقافته العريقة. ومن نتائج اتباع الحزب الشيوعى الصينى الطريق الثالث هو التقدم الذى تشهده الصين فى الفترة الحالية ومع أن الدول التى تحكمها أحزاب شيوعية تعانى في الوقت نفسه من مشاكل اقتصادية وسياسة.
وعلى صعيد آخر نجد أن هناك أحزاباً ضلت الطريق وذلك لمحاولتها خلق طريق ثالث ، ومثال لذلك وضع بعض الأحزاب العربية، التى سعت إلي التحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية أو العكس والتى حاولت أن تتميز وتختار لها طريقاً وسطاً ولكنهم قد ضلوا الطريق، وقد يكون السبب الرئيسي فى ذلك عدم وجود اندماج ومشاركة صريحة بين الأحزاب العربية ومجتمعاتها ، وعلى العكس فإن نجاح الحزب الشيوعى فى تطبيق أسلوب الطريق الثالث كان مبنياً على التواصل والاندماج بين الشعب والحزب، حتى أثبت أنه بالامكان وجود حزب واحد يجمع كل أبناء الشعب تحت مظلة واحدة قوامها حب الوطن والمصلحة العامة.
وبالنسبة للدول الرأسمالية التي تمثلها أوربا و الولايات المتحدة ، فقد خلقت نظاماً جديداً يمكن أن نسمية "الاقطاعية الدولية" فأى حزب يحكم هذه الدول يتبع هذا النظام، وقد اعتمدت هذه الدول على دخول العالم إلى عصر العولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة، ومارست ما يشبه النظام الاقطاعى على العالم من خلال التدخل المزعج فى شؤون الدول الأخرى. وتحت ستار حماية حقوق الإنسان وحرية الفرد والمجتمع، يصدرون التقارير السنوية لحقوق الإنسان في جميع الدول، والتى لا تخلو من التضخيم وتفريق المجتمعات وتشويه الحقائق، ولذلك ينتج عنها شيئان هما اما تفكك المجتمعات واضطرابات في الدول وضعفها، أو الطاعة العمياء من المسئولين فى بعض الدول أحيانا، مما يسهل لهم دورهم كاقطاعيين دوليين فى السيطر على فريستهم و ممارسة النزعة الاقطاعية الدولىة .
ونخلص إلي أن الحزب الشيوعى الصينى قد خلق فكرا جديدا أو "الطريق الثالث" معتمداً على التقارب والاندماج بين الشعب والحزب، ويمكن أن نطلق عليه "الشيوعية الصينية " ونعتقد أن بعض الأحزاب العربية ضلت الطريق لبعدها عن شعوبها . وقد تحولت الأحزاب الرأسمالية فى الدول العظمى إلى أحزاب اقطاعية دولية، معتمدة على الضعف والتفكك الذى تعانى منه معظم دول العالم . وبعد تحول المجتمع الدولى إلى قرية صغيرة، هناك علم جديد يولد يمكن أن نسميه "علم الاجتماع الدولى " واتمنى أن يسجل التاريخ اكتشاف هذا العلم .
الآراء الواردة في المقالة المنشورة ليس بالضرورة أن تعبر عن رأى الشبكة وإنما تعبر عن رأي كاتبها فقط
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |