الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
زيارة للاجئين الفارين من ليبيا بمنفذ في السلوم (الحلقة الثانية)
المقدمة : تنشر /شبكة الصين/ سلسلة مفكرات ومذكرات تحت عنوان "رؤية صينيين" بما فيها سلسلة "مفكرات مراسلين" تضمن مقابلات مع مراسلين صينيين مقيمين في الدول الأجنبية ويتحدثون فيها عن تجاربهم الخاصة خلال أعمالهم ويستعرضون حصادهم وشعورهم وأفكارهم في الفترات التي يمضونها خارج البلاد. أما مفكرة صحفي بعنوان ((أنا في مصر)) فهي قصة جديدة يجلبها إلينا مراسل جديد وصل إلي مصر مؤخرا للاقامة هناك.
بقلم: تشانغ منغ شيوي من صحيفة الشعب اليومية
ومكث بعضهم في السلوم نحو شهر واحد، ولم يأت أحد من سفارات دولهم ليأخذهم إلى أوطانهم، فبقوا على فضاء أمام المنفذ ليلا ونهارا. وكان غذاؤهم الطعام الذي يقدمه لهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مجانا، ومساكنهم قطعة من الأرض وفراش بسيط. ومدينة السلوم قريبة من الصحراء، لذلك فإن فرق درجة الحرارة كبير بين النهار والليل فيها، وأصيب كثير من اللاجئين بأنواع مختلفة من الأمراض الحادة بسبب نومهم في العراء، لكن ماذا يمكنهم أن يعملوا تجاه آلة الحرب القوية؟ كان الهروب خيارهم الوحيد. ويولي المجتمع الدولي اهتماما بالغا لوضع اللاجئين. وأرسل عديد من المنظمات الدولية مساعدين متخصصين إلى هذا المنفذ لتقديم الطعام والعلاج وغيرهما من الخدمات الأساسية. ونسقت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مع الدول ذات الصلة، متمنية أن تستقبل لاجئيها بأسرع وقت ممكن.ولكن بعض العاملين في المفوضية أخبروني أن عدد اللاجئين الذين يمكن إجلاؤهم من هنا 500 لاجئ يوميا فقط، بينما يتدفق من ليبيا 2000 لاجئ إليه يوميا، لذلك تتفاقم صعوبات إنسانية يوما بعد يوما. ولا تزال الضربات العسكرية التي توجهها الدول الغربية مستمرة، ولا يعرف اللاجئون متى ستنتهي حياتهم كلاجئين.
ومن المحتمل أن يؤدي قرار للساسة الغرب إلى سلم أو حرب، لكن هذا القرار يؤثر على حياة الناس واحدا تلو الآخر. وكان حظ بعض اللاجئين سيئا في طريق الفرار، فبينما تغيرت مسارات حياة اللاجئين الذين فروا من ليبيا تماما، حيث فقدوا ما كسبوه بجهودهم المضنية في السنوات السابقة، مما منح الحرب والسلم أهمية أكثر واقعية، ولا يمكنهم التطلع إلى المستقبل بدون السلم. وقبل أكثر من شهر أجلت الصين رعاياها من ليبيا بالوسائل البحرية والجوية والبرية بحجم غير مسبوق، وأجلت نحو 40 ألف صني وأجنبي في وقت يقل عن نصف الشهر . وكنت في رحلة عمل بالبحرين، فلم استطع أن أغطي الحدث ميدانيا. وقد مضى على ذلك أكثر من شهر، لكن اللاجئين من البلدان الأخرى الذين لا يزالون في السلوم عبروا عن إعجابهم بالصين وقدرتها على إجلاء رعاياها في زمن قياسي وتحسرهم على أوضاعهم، وشكوا لماذا يمكن إجلاء الصينيين من ليبيا في عدة أيام فقط، بينما يبقون هم في منفذ السلوم أكثر من شهر ولو يروا أثرا لشخص يأخذهم إلى بلادهم. وفي ظل هذه الأوضاع شعرت بقوة بلادنا، وقوة الوطن وعلاقتها بمصير كل مواطن بها.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |