الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الاندفاع إلى بنغازي وسط أهوال الحرب (2) (خاص)
بقلم : هاو تشو المراسل الحربي لموقع هوانتشيو على الإنترنت
فندق يصبح مركزاً لتبادل إطلاق النار
في فترة تغطيتنا للأخبار في مدينة البريقة، كانت المدينة قد تبادلت السيطرة عليها القوات الحكومية والقوات المعارضة 5 مرات وعاشت ذروة القتال بعد اندلاع حرب ليبيا.
وكانت الأخطار في كل مكان، في بنغاري التي تضم المعسكر العام للقوات المعارضة، وأصبح كل مكان حتى الفندق الذي كنا نقيم فيه ميدان حرب. والمسافة بين الفندق والمقر العام للقوات المعارضة يمكن قطعها خلال 10 دقائق سيرا على الاقدام، وكان أفراد القوات الخاصة الحكومية قد دخلوا المقر العام مرات لتخريبه، فاتخذ الطرفان الفندق مركزا لإطلاق النار. وحدث عدة مرات أننا كنا في اتصال هاتفي مع بكين، وبدأ إطلاق النار بين الطرفين، فسمع زملاؤنا في بكين صوت الرصاص من خلال الهاتف. وكان إطلاق النار يستمر عدة ساعات ونبقى في دورة المياه معظم أوقات الليل. وفي ليلة يوم 18 مارس الماضي، عشت أخطر ليلة، حيث شنت القوات الحكومية هجوما مكثفا، وكانت رصاصات طائشة تطير في السماء، وأصوات البنادق والمدافع لا تنقطع.
وكان الخطر يتربص بنا في كل مكان عندما كنا نغطي الأخبار، فكان أحدنا مسئولا عن تغطية الأخبار بينما كان الآخر مسئولا عن مراقبة الأحوال حولنا، وإذا اكتشفنا مشكلة، قفزنا على سيارتنا فورا، لأننا قد اتفقنا مع السائق ليفتح باب السيارة دائما تسهيلا للقفز عليها والهروب بها.
وحدث مرة أنني كنت في اتصال هاتفي، فهبط صاروخ من السماء فجأة، فتطاير حطام شاحنتين صغيرتين من نوع "بيك آب" كانتا تبعدان عنا 4-5 أمتار وأشلاء بضعة عشر شخصا كانوا عليهما في طرفة عين. وفي مرة أخرى، بعد 10- دقائق من تغطيتنا للأخبار، أصيب ضابط برصاص ومات.
وكنا نرى الموت كل يوم، ونشهد تشييع الموتى كل يوم، نعوش بسيطة ومراسم بسيطة، ثم الدفن. في طريقنا إلى تغطية الأخبار، شاهدنا ناسا كثيرين يحفرون في الصحراء، حيث كانت هناك عملية دفن لقتلى.
-الاندفاع إلى بنغازي وسط أهوال الحرب (1) (خاص) |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |