الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الفكر الصينى المتميز (5)-- تبادل المساعدة إحدى أهم خصائص العلاقات الدولية الصينية قديما وحديثا (خاص)

arabic.china.org.cn / 10:59:55 2011-05-11

بقلم: تامر الرشدانى

11 مايو 2011 /شبكة الصين/ تبوأت الصين فى السنوات الأخيرة مراكز متقدمة على مستوى العالم فى نواحٍ مختلفة، وخاصة من الناحية الاقتصادية، حيث تتطلع الصين إلى تجاوز المركز الثالث على مستوى العالم اقتصاديا، وتعتبر الصين فى الوقت الحاضر هى مصنع العالم والمصدر الأساسى لكثير من المنتجات الى جميع أنحاء العالم . وبرغم من جميع التغيرات والتطورات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والعسكرية التى تعيشها الصين إلا أن خصائص العلاقات الدولية الصينية لم تتغير كثيرا، و لاتزال تحتفظ بخصائصها التى تنبثق من طبيعة الفكر الصينى المتميز، وتشتمل على ثلاثة محاور رئيسية "المصالح المتبادلة، الاحترام المتبادل، التعاون البناء، مع الاحتفاظ بالخصوصية والسلام الدائم " أى بعبارة أكثر شمولا "تبلدل المساعدة"

ودعونا نتعرف معا على خصائص العلاقات الدولية الصينية فى الماضى والحاضر بالإضافة إلى اظهار بعض نقاط الاختلاف التى يتميز بها الفكر الصينى عن الفكر الغربى فى أسلوب التعامل مع القضايا الدولية حيث إن الفكر الغربى قد اعتمد على استخدام القوة فى تحقيق مطامع اقتصادية أو حل بعض القضايا الدولية. وعلى الجانب الآخر اعتمد الصينيون على فكرة تبادل المساعدة للحصول على لقمة العيش.

ماضٍ مشرق للعلاقات الصينية الدولية :

بدأت مسارات طريق الحرير منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وهو عبارة عن شبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طريقين كبيرين، أحدهما شمالي (صيفي) والآخر شتوي كانوا يسلكونه في فصل الشتاء.

وكانت القوافل المتجهة من الشرق إلى الغرب، تمر في طريقها ببلدان ما لبثت أن ازدهرت مع ازدهار هذا الطريق التجاري الأكثر شهرة في العالم القديم. ولم يقتصر تأثير طريق الحرير على التجارة فقط بل أصبح معبراً ثقافياً واجتماعياً ذا أثر عميق في المناطق التي يمر بها. وانتقلت عبره (الديانات) فعرف العالم البوذية وعرفت آسيا الإسلام، وانتقل عبره (الورق) فحدثت طفرة كبرى في تراث الإنسانية. وغير ذلك الكثير من الأنشطة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية .

ولقد كان طريق الحرير مثالا واضحا يعبر عن طبيعة العلاقات الصينية الدولية فى العالم القديم، ومن دراسة تاريخ طريق الحرير يمكن أن نخرج بسمات العلاقات الصينية الدولية التي تشمل :

1 - المصالح المتبادلة " قد اعتمد الصينيون على أنفسهم فى تطوير صناعة الحرير حتى أصبع التجار يأتون من كل مكان بعيد إلى الصين للتجارة وتبادل الحرير بالسلع الأخرى وهذا مثال واضح للتبادل الاقتصادى القائم على المنافع المتبادلة، بالإضافة الى ذلك فإن طريق الحرير لم يعمل على تقدم الصين فقط بل كان سبباً فى ازدهار العديد من الدول التى كان يمر بها"

2 - الاحترام المتبادل "لقد احترم الصينيون حرية العبادات وسمح للتجار العرب والفرس بنشر الدين الإسلامى فى الصين".

3 - التعاون البناء "لم يبخل الصينيون على العالم بنشر العلم فقد انتقلت صناعة الورق من الصين إلى جميع أنحاء العالم وقد أشرق نور التبادلات العلمىة والثقافية بين الأمم الواقعة على طريق الحرير، فالصينيون يؤمنون بفكرة تبادل المساعدة" و"الخصوصية والسلام الدائم" ونلاحظ أيضا أن العلاقات الصينية الدولية كانت تتمسك بالسلام دائما، فمع أن الجيش الصينى كان قويا ومتقدما إلا أنه كان يعمل فقط على تأمين مسالك طريق الحرير والدفاع عن الصين ولم يذكر لنا التاريخ أن الصين احتلت أية دولة فى ذلك الزمان.

العلاقات الصينية الدولية الحديثة:

لم تختلف العلاقات الصينية الدولية الراهنة عن الفكر الذى كانت تنتهجة فى عصر طريق الحرير، فقد حلت السلع والمنتجات الصينية محل الحرير. ولا تزال السمات الأساسية المميزة للعلاقات الصينية الدولية موجودة حتى الآن، وعلى سبيل المثال:

1 - المصالح المتبادلة: "لاتزال الصين تسعى للتبادل التجارى على أساس المصالح المتبادلة ويظهر هذا فى تبادل السلع مع النفط، وأيضا استثمار الصين أموالها فى مشاريع عملاقة فى الدول النامية التى تعانى من مشاكل اقتصادية".

 

الآراء الواردة في المقالة المنشورة ليس بالضرورة أن تعبر عن رأى الشبكة وإنما تعبر عن رأي كاتبها فقط



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :