الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الفكر الصينى المميز ( 3 )-- سياسة الإصلاح والانفتاح "السهل الممتنع"
بقلم : تامر الرشدانى
لاحظ كثيرون من المتابعين للاخبار الصين فى السنوات الأخيرة تناول العديد من الكتاب والمثقفين العرب والأجانب موضع تقدم الصين، ولم يتوقف عامة الناس فى كثير من الدول النامية عن متابعة نجاحات وانجازات الصين، والدول المتقدمة تتابع أخبار الصين بعين منافس يفكر فى كيف يوقف تقدم الصين النامية حتى لا تلحق به. وبرغم اختلاف اللغات والبلاد والأديان والأجناس إلا ان الجميع عندما يتحدث عن الصين يتذكر سور الصين العظيم والتجربة الصينية التي استطاعت تحقيق التطور والتقدم السريع. والتجربة الصينية هي "سياسة الإصلاح والانفتاح". وقد يتساءل العديد من الناس، كيف استطاعت الصين ان تتقدم بهذه السرعة وتحقق مراكز متقدمة فى النمو الاقتصادي حتى احتلت المركز الثالث بعد امريكا واليابان.
الغريب ان كثيرا من المقالات لم تذكر الاسباب الحقيقة وراء هذا التقدم والتطور، ولكن فقط نقرأ هذه الجملة المختصرة "سياسة الإصلاح والانفتاح" فلم توضح لنا هذه الجملة القصيرة الأسس التي اعتمدت عليها هذه السياسة. ولذلك اسمحوا لى ان اجيب لكم عن هذا السؤال بفكر موطن عربي شاءت له الظروف ان يعيش فى الصين فى منطقة لا يتعدى عدد العرب المقمين فيها عن 10 أفراد، مما جعله يعيش مع الصينيين حياتهم الطبيعية ويتعرف على عادتهم وتقليدهم.
تتلخص هذه السياسة فى أربعة مبادئ أساسية، هي حب الوطن، والاهتمام بالتعليم، ونشر روح التعاون بين ابناء الوطن الواحد، والتطلع لسلام دائم. وهذه الأسس هي "السهل الممتنع" فهي في غاية السهولة والعمق في أن واحد، و قد يكون تنفيذها فى اماكن أخرى من العالم أسهل من تنفذها فى الصين. فى بلد مثل الصين تتعدد العادات والتقاليد والأديان واللغات والقوميات، بالإضافة إلى مساحتها الشاسعة وكثافة سكانها العالية. و لكن الصين بحب أبنائها لوطنهم وتعاونهم وطموحهم وتطلعهم لخلق مستقبل مشرق للأجيال القادمة، استطاعوا ان يتغلبوا على كل هذه الصعبات ويمحوا من قلبهم حب الذات واضعين مكانه حب الوطن والمصلحة العامة. و بذلك تمكنوا من صنع المعجزة وتحقيق "السهل الممتنع". ففي مصر يقول مثل شعبي " أنا وأخويا على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب" ووجدت أنه في الصين يطلقون على ابن العم وابن الخال أسم "أخي" فهم شعب يدعوا إلى السلام فهم يعتبرون أنفسهم إخوان فى أسرة واحدة مع اختلاف عادتهم وتقاليدهم وأفكارهم ولغاتهم وأديانهم، ويرون ان هذا الاختلاف بين الثقافات من أسباب النجاح. و ليس من أسباب التفكك.
وكما يقال قادة ومفكري الصين دائما "التنوع فرصة جيدة للتعلم واكتساب الخبرات".
شبكة الصين / 15 ديسمبر 2010 /
-الفكر الصينى المميز ( 1 ) -- مشاعر الصينيين أفكار صنعها تاريخ -الفكر الصينى المميز ( 2 )-- الصين وحوار ثقافات |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |