الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

"الإمارات اليوم": شانغهاي مدينة العجائب


نشرت "الإمارات اليوم" مقالا لسامي الريامي، رئيس التحرير لها، صحافي وكاتب عمود يومي في "الإمارات اليوم"، بعد زيارته لمدينة شانغهاي بالصين، عنوان المقال:

 

شانغهاي مدينة العجائب

قال الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، في قصيدة كتبها: «ليس إنساناً حقيقياً من لم يزر سور الصين العظيم». وأعتقد أن للزعيم الصيني كل الحق في كتابة هذه الكلمات، فالسور الذي بناه الصينيون قبل 2000 عام، يحمل في فكرته وشكله وطريقة بنائه عظمة الشعب الصيني منذ 400 عام قبل الميلاد، لكني أضيف إلى كلامه: «ومن لم ير شانغهاي فلقد فاته الكثير»!

الصينيون القدامى أذهلوا العالم القديم والحديث، حين أتموا بناء السور في منطقة جبلية وعرة لمسافة تمتد إلى أكثر من 5000 كيلومتر مربع، ويقال إنه لو تم رص الحجارة التي بني بها السد بسمك متر وارتفاع خمسة أمتار لاستطاعت أن تلف الكرة الأرضية بأسرها مرات عدة، ويبدو أن عظمة الصينيين ستستمر في الأعوام المقبلة بشكل سيذهل العالم، فهم يعملون بصمت، ويكبرون بصمت، وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي سيديرون فيه اقتصاد العالم بصمت أيضاً، خصوصاً أنهم الآن ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وأقوى دولة «بشرية» على وجه الأرض، ولو استطاع الصينيون أن يقنعوا جيشهم الجرار بالتنازل عن وجبة الإفطار لمدة أسبوع، لاستطاعوا توفير مبالغ تفوق ميزانيات دول عدة من العالم الثالث!

أكثر ما يلفت الانتباه في الصين هو إدمان العمل، والنظام، وسرعة التطور، والعمل بروح الفريق الواحد، ولعل هذا النمط هو جزء مما ورثه الصينيون من أجدادهم العظماء، حيث شارك في بناء السد 300 ألف صيني، ولعل هذه الروح هي التي حولت مدينة شانغهاي إلى واحدة من أجمل مدن العالم وأكثرها رقياً في أقل من 14 عاماً! شانغهاي مدينة عجيبة، تعكس عظمة الصين، فهذه المدينة التي تضم أكثر من 18 مليون نفس بشرية، تعتبر واحدة من أجمل وأرقى وأنظف المدن، ولن أبالغ إذا قلت إن درجة نظافة شوارعها، ورقيها، وجمال التنسيق على مستوى تزيين الطرق والأرصفة، تتفوق على كثير من دول أوروبا الغربية، وبالطبع من الظلم مقارنتها بأي من المدن العربية التي تضاهيها من حيث عدد السكان، لأنه لا مجال للمقارنة أصلاً!



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :