الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

المنتدى بعيون عربي: وزراء عرب فى منطقة للمسلمين الصينيين


بقلم : تامر الرشدانى

رغم بعد المسافة بين الوطن العربى و الصين، إلا أن العلاقات العربية الصينية ظلت على الدوام وثيقة. وعادة ما تكون علاقات تسودها مودة ومحبة. ويسجل التاريخ أن العلاقات العربية الصينية ليست وليدة اليوم بل هى علاقات ضاربة جذورها فى أعماق التاريخ. وتعود الى الرحلة التى قام بها تشانغ تشيان إلى بلاد العرب عام 139 قبل الميلاد. وقد بلغت العلاقات أوج ازدهارها فى الفترة ما بين القرنين السابع والتاسع الميلاديين، إذ كانت كل من الدولة العربية وإمبراطورية تانغ الصينية تشهد حضارة مزدهرة واقتصادا قويا وكان كل منهما يتبع سياسة انفتاح على الخارج مما فتح طرق التعاون والتبادل بين العرب والصينيين فى ذلك الوقت. وتعززت هذه العلاقات مع مرور الزمان حتى بدأت الصين سياسة الاصلاح والانفتاح والتى كانت من أهم العوامل التى ساعدت على توثيق العلاقات العربية الصينية، وفى السنوات الأخيرة أسس منتدى التعاون الصينى العربى بهدف تعزيز الحوار والتعاون ودفع التنمية والتقدم بين العرب والصين، وقد مر على إنشاء المنتدى 6 سنوات تقريبا حتى الان . و عقدت فى الأيام الاخيرة الدورة الرابعة للمنتدى ، وكان من ضمن محطات زيارة الوفد العربى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة. والتى تقع فى شمال غربى الصين، و تعتبر الموطن الرئيسى لقومية هوى المسلمة ، وهى القومية الوحيدة فى الصين من أصوال عربية وفارسية، فقد جاء أجدادهم الى الصين عبر طريق الحرير لأسباب تجارية أو دينية، واستقروا فى الصين وتزوجوا من أسرها ، و ظهرت بذلك قومية جديدة هى قومية هوى المسلمة فى الصين .

زيارة الوزراء العرب لمنطقة نينغشيا لها معانٍ كثيرة:

( ستستمر العلاقات العربية الصينية الى الأمام بلا انقطاع ) هذا العبارة هى مضمون الافكار التى شعرت بها عندما زار السادة الوزراء العرب منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة . فقد استقبلت حكومة منطقة نينغشيا ، وفدا رفيع المستوى من السادة الوزراء ممثلين عن الحكومات العربية، فى زيارة رسمية لتقوية العلاقات الودية والتجارية والثقافية بين منطقة نينغشيا و الدول العربية . ولعل هذه الزيارة ليست الأولى للضيوف العرب الى منطقة نينغشيا بل هناك لقاءات عديدة قد حدثت فى الماضى، و ذلك بسبب أن العلاقات القوية التى تربط نينغشيا بالدول العربية بالإضافة الى الطابع العربى و الإسلامى الذى تتميز به المنطقة . و جدير بالذكر أن منطقة نينغشيا هى أصغر المقطعات والمناطق فى الصين، و لكن، لماذا يزور الوزراء العرب نينغشيا بالتحديد ؟ قد تكون الإجابة هى تقوية العلاقات التجارية والثقافية والسياسية بين العرب والصين فى هذه المنطقة . ولكن من وجهة نظرى أن هذه الاجابة ناقصة ويجب أن يضاف إليها الاتى : ان منطقة نينغشيا منطقة حكم ذاتى و تسكنها أقلية مسلمة، وكانت من المناطق التى لم تصل الى مستوى التطور والتقدم فى الصين، الا أنها خلال السنوات الأخيرة استطاعت أن تتقدم بسرعة كبيرة وظهر على شوارعها و مبانيها و متاجرها وأهلها الغنى والتقدم ، و هذا يعنى أن الصين تحترم الأقليات وحرية الأديان، وأن سياسة الاصلاح والانفتاح ليست مقتصرة على بعض الأماكن و المدن بل هى سياسة تطبق فى جميع أنحاء الصين و لكن بأسلوب منظم وطريقة علمية ومنهجية.



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :