الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
صحيفة مصرية: الصين وافريقيا تشكل معادلة قوة اقتصادية للجنوب
نشرت صحيفة ((الجمهورية)) التابعة للحزب الوطني المصري يوم 8 نوفمبر مقالا لرئيس تحريرها محمد على إبراهيم حول تشكيل مصر والصين وافريقيا معادلة قوة اقتصادية للجنوب تحت عنوان ((هل تفتح الصين أبوابها لمصر؟))
وأشار الكاتب في مقدمة مقاله إلي أن كثيرين يسألون هل يمكن للمنتجات المصرية والافريقية أن تدخل الأسواق الصينية؟ وقال إن الصينيين ينتشرون في مصر يطرقون الأبواب ويعرضون بضاعة بأرخص الأسعار ويقضون علي مصانع مصرية كثيرة. وان البضاعة الصينية قد أجبرت كثيرين علي تغيير نشاطهم أو علي أحسن الفروض أصبحوا عملاء لها يبيعونها أو يسوقونها لحساب تاجر صيني.. والأكثر من هذا أن هناك صينيين يقيمون في أحياء القاهرة المختلفة. وأعدادهم تزيد يوماً عن آخر ويشكلون تهديداً لقوة العمل المصرية علي حد تعبير الكاتب.
وأوضح رئيس التحرير أن هناك رأيا آخر أكثر جرأة يقول إن مصر لا نستطيع منافسة الصين في الالكترونيات وتكنولوجيا السوفت وير وخدمات التعهيد وغير ذلك. فما الداعي أن يجلبهم المصريون إلي عقر دارهم ويفتحوا لهم الأبواب علي مصاريعها ليحاربوهمم في أكل عيشهم؟!
وأجاب الكاتب علي هذه التساؤلات قائلا إن حجم التجارة المتبادلة بين مصر والصين حوالي ستة مليارات دولار. منها 7,5 مليار دولار صادرات صينية إلي مصر بينما الصادرات المصرية للصين لا تتجاوز 40 مليون دولار. والناس تتصور أن هذا المبلغ قاصر علي الفوانيس الرمضانية والألعاب والسلع الاستهلاكية والكمبيوترات والالكترونيات. لكن الحقيقة أن الصين بدأت تزيح أوروبا وأمريكا من صناعات ومناطق كانت راسخة فيها من قبل.
وقال رئيس التحرير إن الصين الآن دخلت مجال الصناعات الثقيلة كالسيارات التي انتشرت جداً في القاهرة ومنها الفاخر والمتوسط وماكينات الري بل وحتي المطابع. والعام الماضي كان عام السعد علي الصناعة الصينية والنمو الاقتصادي خصوصاً بعد أن ضربت الأزمة المالية العالمية الأسواق الأوروبية والأمريكية ونجت الأسواق الآسيوية وأهمها الصين من الأزمة المالية.
وأضاف الكاتب أن الصين بدأت تمد خطوط علاقاتها الاستراتيجية لافريقيا ومصر علي وجه التحديد وحدث ذلك خلال القمة الافريقية الثانية التي عقدت في بكين في نوفمبر2006 وكانت نتيجتها باهرة فالصين لديها 865 شركة في مصر 83% منها تأسس في الأربعة أعوام الأخيرة. ومن المؤكد أن زيارة الرئيس مبارك الأخيرة للصين تركت أثراً طيباً تم ترجمته سريعاً.
واستعرض الكاتب نشاط الشركات الصينية في مصر قائلا إن الصينيين لا يحضرون هنا من أجل البترول والغاز فقط وإن كان هذا المجال من أهم مجالات الاستثمار لديهم.. لكن هناك حوالي 413 شركة صينية صناعية في مصر و217 شركة للخدمات غير البترولية و39 شركة اتصالات و15 شركة إنشاءات و23 شركة زراعية وشركتين للسياحة. وبالتالي فالصين عندما جاءت للاستثمار في مصر لم يكن ذلك من أجل الفوانيس وسجاجيد الصلاة والمراوح. ولكنها توجهت لنا لتنوع الاقتصاد المصري بعكس بعض الدول الافريقية التي تعتمد فقط علي البترول مثل غينيا الاستوائية التي أصبحت من أغني ثلاث دول علي مستوي العالم نتيجة الاكتشافات البترولية والغاز بها وكذلك أنجولا التي تحولت من مستعمرة برتغالية إلي دولة لديها فوائض استثمارية وتبحث عن شركات مقاولات مصرية تتولي العمل فيها. لكن الاستثمار الآسيوي بوجه عام عندما يأتي لمصر فإنه يبحث عن أشياء أخري غير الثروة الطبيعية فضلاً عن الموقع المتميز لمصر والعمالة المدربة والتنويع الاقتصادي.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |