الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
جريدة ((الأخبار)) المصرية: مؤتمر شرم الشيخ والأبعاد الاستراتيجية للعلاقات المصرية ـ الصينية
نشرت جريدة ((الأخبار)) المصرية في 6 نوفمبر، قبيل المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي مقالا للسفير المصري السابق لدى الصين والباحث في الشؤون الدولية د. محمد نعمان جلال بعنوان مؤتمر شرم الشيخ والأبعاد الاستراتيجية للعلاقات المصرية ـ الصينية حيث أشار في مستهل مقاله إلي أن العلاقات المصرية الصينية تأسست في 30 مايو 1956 وكانت مصر أول دولة عربية وافريقية تعترف بالصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها، وترتب علي ذلك ان حظيت العلاقات مع مصر بأولوية واضحة من قبل القيادات الصينية علي مدار مراحل التاريخ الحديث، وان العلاقات المصرية ـ الصينية هي من نمط العلاقات الفريدة بين الدول. وطرح الكاتب بعض الأفكار لتطوير للعلاقات المصرية الصينية والفكرة الأولي منها تمثلت في أن الصين في مرحلة ما بعد الانطلاق تتوافر لديها رؤوس أموال تبحث عن سوق للاستثمار. ومصر تعد أرضا خصبة لمثل هذا الاستثمار حيث ان مناخ الاستثمار في تحسن مستمر، وإمكانات السوق الواعدة كبيرة فضلا عن موقعها المركزي في الإطارين العربي والافريقي. ومن ثم فإن عائد الاستثمار يكون مضمونا من حيث مردوده المالي ومن حيث تأمين مخاطره في مناخ الاستقرار السياسي المصري وهذا يحتاج إلي بيئة قانونية واقتصادية ملائمة وتستطيع اجتذاب هذه الأموال وما يتصل بها من خبرة صينية في تجربة التنمية علي أسس وطنية وركائز محلية.
ولخص د. محمد نعمان جلال فكرته الثانية لتطوير للعلاقات المصرية الصينية في أن الصين وهي في مرحلة ما بعد الانطلاق انفتحت علي المجتمعات الأخرى للتعرف علي ثقافتها وحضارتها، وقال الكاتب ليس هناك أضخم وأعرق وأكثر ثراء من الحضارة المصرية، وهذا يمثل قوة جذب سياحي لمصر للمواطن الصيني. ونفس الشيء بالنسبة للحضارة الصينية في اجتذابها للسائح المصري خاصة والعربي عامة.
وحول المطلوب من الجانب الصيني في هذه المرحلة دعا الكاتب المصري أولا إلي فتح فروع للبنوك الصينية في مصر ودخول سوق البورصة المصرية وسوق المال المصري. وأشار إلي أن البورصة المصرية هي من البورصات الواعدة، وان اتجاه الخصخصة المصري للشركات يتعزز بصفة دائمة، وقال لقد أدرك ذلك مستثمرون كثيرون تمتعوا بالجرأة والإقدام من دول أمريكا اللاتينية، وعلي وجه الخصوص البرازيل، فجاء احدهم ليشتري مصنعا للاسمنت في محافظة اسيوط في عام ٢٠٠٢ واستطاع تحويله إلي مؤسسة صناعية ناجحة. كما ادرك ذلك مستثمرون عرب ومستثمرون أوروبيون وأمريكيون بل ومستثمرون من الهند. وثانيا هو تعزيز خطوط الاتصالات وبخاصة الطيران مع مركز من محاور ومراكز الالتقاء الدولي في خطوط الطيران وهو مطار القاهرة الدولي. ولقد افتتحت شركة مصر للطيران خطها مع الصين في عام ٢٠٠٢، والمطلوب ان تفتح الصين خط طيران لها مع القاهرة، وكذلك تعزيز الاتصالات السياحية والثقافية، وهي تتطور بسرعة كبيرة حيث تم افتتاح مكتب سياحي لمصر في الصين فضلا عن المكاتب التجارية والإعلامية وغيرها. كما تم افتتاح المركز الثقافي الصيني في مصر "مركز كونفوشيوس" فضلا عن مكتب وكالة انباء الصين الجديدة، وتلفزيون الصين باللغة العربية ومكتب مجلة الصين اليوم باللغة العربية، وكل هذا يعزز الفهم المشترك بين الشعبين.
وأوضح الكاتب أن فكرته الثالثة تتمثل في ان مصر تطور العديد من صناعاتها ومنها صناعات التكنولوجيا والمعرفة وهذا مجال مفيد للصناعات الالكترونية وصناعات التكنولوجيا العلمية الصينية. فالمدارس المصرية تتجه للكمبيوتر والشركات والوزارات والحكومة الالكترونية أصبحت هي المطلب الملح ويولي الرئيس حسني مبارك شخصيا هذه القضية جل اهتمامه كما برز ذلك في مشاركته في المؤتمر الدولي للاتصالات في جنيف في أوائل ديسمبر ٣٠٠٢ وفي اختياره رئيس وزراء متخصصا في التكنولوجيا. وقال الكاتب إن هذا ميدانا خصبا لتطوير علاقات البلدين من خلال التجارة وأيضا من خلال إنشاء صناعات صينية في مصر فهناك أكثر من ٥٢ ألف قرية مصرية في كل واحدة منها علي الأقل مدرستان، وهذا يمثل سوقا للسلع الإلكترونية الصينية، ولكن في نفس الوقت ينبغي ان نفكر في الاستفادة من تجربة الصين في توطين التكنولوجيا والمعرفة وتطوير وبناء الكوادر الفنية والعلمية والبحثية وتوسيع نطاق ما يسمي بالقرية الذكية لتشمل مختلف أقاليم الجمهورية ولا تقتصر علي العاصمة فقط.
شبكة الصين / 9 نوفمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |