الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
سفير السودان لدى الصين: الدور الصيني في دارفور ثابت ومتــطور في آن واحـــدة (صور)
الصين اليوم: لا حديث عن العلاقات الصينية السودانية، دون إشارة إلى الدور الصيني في قضية دارفور السودانية. يقول البعض إن هذا الدور تراجع في الفترة الأخيرة، وإن الصين لم تعد متحمسة كثيرا لموقف الحكومة الصينية، ما تعليقكم؟
السفير ميرغني محمد صالح: الدور الصيني في دارفور ثابت ومتــطور في آن واحـــد: هو ثابت من حيث ثبات الموقف الصيني المبدئي من الأزمة، ورؤيته لجذورها ومسبباتها. وكذلك رؤيته للحلول القائمة على معالجة الأسباب، والمتمثلة في دعم جهود السودان لتنمية الإقليم اقتصاديا واجتماعيا، باعتبار أن المشكلة بالأساس مشكلة تنمية. وهو موقف متطور باعتبار استمرار الصين في بذل جهود مقدرة لتحقيق السلام في دارفور بالتعاون الوثيق مع كافة الأطراف السودانية والدولية. كما ظلت الصين تلعب دوراً عملياً إيجابياً في دعم العملية المختلطة، وتقديم العون التنموي والإنساني لمواطني دارفور.
وللتدليل علي ازدياد الدور الصيني في دارفور، فإن كافة الأطراف الدولية المهتمة بمشكلة دارفور علي اتصال دائم مع الحكومة الصينية من أجل تنسيق الجهود والتشاور المستمر لحل المشكلة.
الصين اليوم: كيف تنظرون إلى علاقات الصين مع حكومة الجنوب في السودان، وهل يمكن للصين أن تلعب دورا في الحفاظ على وحدة السودان؟
السفير ميرغني محمد صالح: الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان، كما أن حكومة الجنوب جزء من نظام الحكم الفيدرالي السوداني، الذي يعطي كافة الولايات صلاحيات واسعة في إدارة الشئون الداخلية.
والصين تتعامل مع السودان كدولة واحدة ذات سيادة. ولذلك لا نرى للصين علاقات خاصة مع حكومة جنوب السودان. وجود الصين في بعض مناطق جنوب السودان يأتي في إطار تنفيذ وتشغيل مشروعات تنموية قومية، مثل مشروعات النفط. تقدم الصين معونات لحكومة جنوب السودان في مجالات مكافحة الأمراض، الملاريا، ونزع الألغام، ومياه الشرب. كما توجد كتيبة هندسية صينية بجنوب السودان، متمركزة في مدينة واو، في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتلعب دوراً إيجابياً في تقديم الخدمات للمجتمعات المحلية.
إن مشكلة جنوب السودان قد برزت إلى الوجود لغياب التنمية. ولأن الصين تلعب، اليوم، دوراً هاماً في دعم جهود التنمية في السودان، وإزالة الفوارق التنموية التي كانت سبباً في اندلاع الحرب، فإنها مؤهلة أكثر من غيرها لدعم جهود الدولة والقوى السياسية السودانية، للحفاظ علي وحدة الأراضي السودانية، وإقناع الجنوبيين بالتصويت لصالح الوحدة في استفتاء عام 2011م.
خامسا: يعقد في نوفمبر هذه السنة المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. كيف تنظرون إلى الدور الصيني في أفريقيا بشكل عام، وفي رأيكم، ما هي نقاط القوة التي تتمتع بها الصين في علاقاتها مع أفريقيا، وما هي نقاط ضعفها أيضا؟
السفير ميرغني محمد صالح: تتمثل نقاط القوة في علاقات الصين بأفريقيا، في أنها تقوم على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة (Win- Win). ويشهد على ذلك الزيادات المطردة في حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
يتم هذا التعاون في إطار مؤسسي ثابت هو منبر التعاون الصيني الأفريقي (FOCAC) الذي أتاح فرصة عظيمة للجانبين في المجالات التجارية والاقتصادية، بشروط ممتازة بالنسبة للجانب الأفريقي في مجالات الإعفاءات الجمركية وتنمية الموارد البشرية الأفريقية. وكل هذا يرسي أساساً قوياً لاستمرار هذا التعاون وتطويره.
التعاون الصيني – الأفريقي يتطور من عام لآخر، ولديه قابلية كبيرة للترقي، بعد أن لمس الجانب الأفريقي بالذات، الفوائد العظيمة لهذا التعاون. وبالتالي لا نرى نقاط ضعف في علاقات الصين – بأفريقيا بدليل ما ذكرنا، ولحرص الجانبين الشديد على تطوير هذا التعاون.
ليس للصين ماض استعماري في أفريقيا، كما أن الصين لا تضع شروطاً سياسية في تعاملها مع الدول الأفريقية، ولا تتدخل في شئونها الداخلية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |