الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ماذا فعل الإصلاح بنساء قومية هوي؟ (صور)
جيانغ شياو هونغ
سيدتان من قومية هوي تصنعان مشغولات يدوية ذات نكهة قومية
تغيرت مفاهيم المرأة الصينية المسلمة كثيرا، وانفتحت لها مغارة الفرص، بعد أن تخلصت من أصفاد عادات وتقاليد أعاقت مشاركتها في الحياة الاجتماعية العامة والاندماج ركب في الحضارة الحديثة. ظهرت نساء قومية هوي المسلمات في المجتمع الصيني بشكل جديد. أما السر في كل ذلك فهو سياسة الإصلاح والانفتاح التي تبنتها الصين في أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي.
التنمية الاقتصادية تؤدي إلى تغيرات على مستوى المجتمع وعلى مستوى الفرد نفسه. ولكن المستوى التعليمي والثقافي لنساء قومية هوي متأخر بشكل عام، ويقف ذلك حجر عثرة أمام ارتقائهن مكانة اجتماعية عالية. ورفع المستوى الثقافي والتعليمي للمرأة من هوي يتطلب تهيئة بيئة اجتماعية مواتية، واجتهادا ذاتيا. منذ أن انتهجت البلاد سياسة الإصلاح والانفتاح، صارت نساء هوي أكثر وعيا بمشاكلهن وشرعن في الدراسة الذاتية فواجهن تحديات جمة، ولكن تلك التحديات وفرت لهن في الحقيقة فرصا نادرة للارتقاء بالذات ورفع المستوى الثقافي والتعليمي.
سيدة من قومية هوي تعرض عملا فنيا
نزول نهر التجارة
كان البيت هو عالم نساء هوي في الماضي، إذ لم يكن يمارس التجارة منهن إلا ما ندر، وذلك نتيجة الثقافة التقليدية الصينية التي تُعلي من شأن الرجل في المجتمع وتحقر من دور المرأة. ولكن مع تغير النظام الاقتصادي في الصين بدأت المرأة المسلمة من هوي الانخراط في النشاط التقليدي لأبناء هوي- التجارة. تغير دور نساء قومية هوي في المجتمع مع تغير النظام الاقتصادي، وكن أيضا قوة دافعة لتغير النظام الاقتصادي. خرجت النساء من البيوت إلى الأسواق، وتوسع دورهن من البيت إلى المجتمع. ما أسباب هذا التحول؟
أولا: أن بعض النساء يحرصن على العمل لتوفير دخل ينفقن منه على أسرهن، فالمرأة ترغب في أن يكون لها دخل مستقل وأن تشارك في شؤون المجتمع. يختلف ذلك تماما عما كان في الماضي، عندما كانت الزوجة تبقى في البيت وتعتمد ماليا على الرجل، دون سعي إلى مكانة اجتماعية أو دور خارج نطاق الأسرة. ولكن مع تعاظم التطور الاجتماعي لم يعد دخل الرجل يكفي نفقات الأسرة، وصار التحدي الذي تواجهه المرأة هو: لا عمل، لا دخل، ومن ثم لا حيلة لمساعدة الأسرة. لقد صارت متطلبات الحياة الحديثة متعددة، ويشمل ذلك شراء المسكن والسيارة وتربية الأطفال ولذا لم يكن بد من أن تخرج نساء هوي إلى العمل. وقد أصبح عمل المرأة، قبل الزواج وبعده، عرفا مستقرا في المجتمع الصيني، ونساء قومية هوي لسن استثناء.
ثانيا: تنوع وتعدد الاختيارات أمام نساء قومية هوي في التعليم والعمل. يزداد عدد النساء من قومية هوي اللاتي يتعلمن في الجامعات والمعاهد ويرتفع مستواهن التعليمي، فمنهن الحاصلات على البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه. وقد عاصرن فترة التحول الاقتصادي والاجتماعي في الصين وتوجه المجتمع نحو هدف التنمية الاقتصادية، وما رافق ذلك من وجود أنماط جديدة من الأعمال، خاصة في قطاع الخدمات. كان العمل في قطاع الخدمات منبوذا من نساء هوي في الماضي، ولكن الفتيات من الجيل الجديد لهن نظرة مختلفة، فكل فرد في هذا المجتمع التجاري يقدم خدمة للآخرين. انخرطت نساء هوي في قطاع الأطعمة والخدمات، وولجن مجالات جديدة فأقمن محلات لبيع الزهور والهدايا وصالونات تجميل الخ. تعيش نساء هوي في مجتمع منفتح ومتطور، لا تعوقهن عادات أو تقاليد، ويوفر لهن المجتمع ساحة رحيبة للتطور والتنمية، بشكل لم يسبق له مثيل.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |