الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

في مقال بصحيفة الأهرام المصرية : منحي جديد للعلاقات الأمريكية ـ الصينية يبشر بحقبة مختلفة


نشرت صحيفة ((الأهرام)) المصرية في 12 أغسطس مقالا بعنوان ((منحي جديد للعلاقات الأمريكية ـ الصينية)) بقلم بشير عبد الفتاح ويقول الكاتب في بداية المقال: تكاد تشير التطورات التي تعتري العلاقات بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة بتحول لافت في مسارها الذي ألفه طرفاها واعتاد عليه العالم‏،‏ فخلال العقدين الماضيين‏،‏ عمدت بعض الدوائر الأمنية والاستخباراتية الأمريكية إلي استعداء الصين في إطار البحث عن عدو بديل توجه إليه الولايات المتحدة طاقاتها الصراعية والتنافسية التي كانت مصوبة إزاء ما كان يسمي بالاتحاد السوفيتي‏،‏ الأمر الذي أفضى إلي تسميم العلاقات الأمريكية ـ الصينية بفيروسات انعدام الثقة وسوء الفهم المتبادلين‏.‏.

وتطرق الكاتب إلي العلاقة بين الاستراتيجية الأمريكية وإقامة الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين قائلا: إن عمليات المراجعة المستمرة للاستراتيجيات الأمريكية قد تمخضت أخيرا عن تبلور اتجاه جديد يبرز أهمية تلافي استعداء القوى الدولية الصاعدة مثل الصين‏،‏ كآلية فاعلة للإبقاء علي الريادة الأمريكية وتمكين واشنطن من مواجهة التحديات العالمية الجديدة بنجاح‏،‏ بما فيها الصعود المتنامي والمقلق للتنين الصيني‏،‏ فوفقا لهذا الطرح‏،‏ بوسع إصرار واشنطن على اعتبار الصين عدوها المستقبلي أن يثير حفيظة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم للمواجهة علي نحو أشبه بالنبوءة التي تتحقق ذاتيا‏،‏ ما من شأنه ان يؤجج جبهات للصراع الطائل من وراء الانجرار إليها سوى استنزاف الموارد وإهدار الطاقات‏،‏ وبمقدور الولايات المتحدة والصين‏،‏ واستنادا لهذا الطرح‏،‏ تجنب هذا عبر تسريع عملية بناء الثقة بينهما..

ويرى الكاتب أن صناع القرار في واشنطن لم يدخروا وسعا في الأخذ بتلك الطروحات‏،‏ حيث جنحت إدارة بوش الابن في أواخر سني حكمها لإعادة صياغة العلاقات مع بكين علي أسس جديدة تركز جل اهتمامها في قضايا الاقتصاد والطاقة والبيئة والإرهاب والأمن وفي العام ‏2006‏ بدأ الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأمريكي بوش الابن تدشين آلية مهمة لتفعيل التفاهم المشترك وتعزيز بناء الثقة بين البلدين علي مختلف الأصعدة‏،‏ عرفت بـ الحوار الاقتصادي الاستراتيجي وهكذا أضحى الاقتصاد مرتكزا أساسيا للتفاهمات الجديدة بين واشنطن وبكين خصوصا في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي ألمحت الصين في أعقابها إلي قلقها علي استثماراتها داخل الولايات المتحدة وأموالها التي كانت تمد بها الحكومة الفيدرالية من خلال سندات واذون الخزانة‏،‏ وقد عكست طمأنة أوباما الصين علي أموالها لدي بلاده مدي الاحتياج الأمريكي للتنسيق مع بكين للخروج بالاقتصاد الأمريكي والعالمي من نفق الأزمة المظلم‏،‏ ومن بعد الاقتصاد جاءت مسألة الطاقة‏،‏ التي يوليها الجانبان الأمريكي والصيني أهمية ملحوظة ليس فقط لأن التعاون في هذا المجال سيمنح علاقاتهما مزيدا من الزخم‏،‏ ولكن لأنه سيساعد علي بلورة آلية عالمية ناجحة لمواجهة تغير المناخ‏،‏ والذي يسهم البلدان معا بالنصيب الأكبر في احداثه بعد أن تخطت الصين المعدلات الأمريكية في الانبعاثات الغازية‏..

ويقول الكاتب أيضا أنه بمجيء أوباما‏،‏ اكتسبت مساعي التفاهم الجديدة بين واشنطن وبكين لاسيما آلية الحوار الاستراتيجي الاقتصادي‏،‏ زخما هائلا بعد اذ بات يعقد بقيادة ممثلين خاصين لرئيسي البلدين‏،‏ وابان الجولة الأخيرة من ذلك الحوار نهاية شهر يوليو الماضي في واشنطن‏،‏ والتي تناولت قضايا الأزمة المالية‏،‏ الطاقة والبيئة والتجارة والاستثمار‏،‏ سلامة الغذاء وجودة الإنتاج أبدي اوباما حرصا فائقا علي التقارب مع الصين منحيا اية قضايا خلافية معها جانبا‏،‏ اذ أعلن ان العلاقة بين بكين وواشنطن ستحدد شكل العالم في القرن الحادي والعشرين باعتبارهما قوتيه العظميين‏.‏

وأشار ألكاتب إلي أن تخلي إدارة أوباما عن التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو ممارسة الضغوط علي الأنظمة الحاكمة فيها لحملها علي تحسين سجلاتها في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والاقليات‏،‏ قد ساعد كثيرا علي تجسيد التفاهم الجديد بين واشنطن وبكين‏،‏ وهو ما وضح جليا أبان زيارة كلينتون الأولي للصين في شهر فبراير الماضي ثم خلال الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبكين في شهر يوليو الماضي‏،‏ حيث تحاشت الوزيرة الأمريكية خلال هاتين المناسبتين التعرض خلال المباحثات مع المسئولين الصينيين أو حتى في المؤتمرات الصحفية‏،‏ لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والاقليات‏،‏ في الوقت الذي ركزت فيه علي التماس تعاون بكين في التصدي لتحديات عالمية مهمة وملحة كإصلاح الاقتصاد الدولي وانقاذ البيئة العالمية فضلا عن مناهضة الإرهاب والحيلولة دون انتشار أسلحة الدمار الشامل الأمر الذي يبشر بحقبة مختلفة للعلاقات بين واشنطن وبكين‏.‏

 

شبكة الصين / 15 سبتمبر 2009 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :