الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
التوسع الحضري في الصين على نطاق غير مسبوق
يقول شهيد يوسف "من أعظم النجاحات التي حققتها الصين في تحولها الحضري السريع هو نجاحها في احتواء هذه العملية في نطاق الظروف المعيشية المزدحمة ولكن مع تراجع أعداد البيوت والأحياء الفقيرة بصورة كبيرة للغاية. وهذا يُعد إنجازاً مهماً لبلدٍ نامٍ" ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المدن الأكبر حجماً تتساهل بصورة متزايدة في تطبيق قواعد تسجيل الأسر المعيشية، وهناك نقاش دائر حول الدور المستقبلي لهذا النظام، وما ينبئ به بشأن توفير الخدمات الحضرية للمهاجرين.
انخفاض معدلات الفقر والبطالة في المناطق الحضرية. مع النمو السريع للاقتصاد الصيني، تم احتواء معدلات الفقر والسيطرة عليها في المناطق الحضرية، حيث تقدر ما بين 4 و6 في المائة من تعداد السكان. كما أن هناك انخفاضاً في معدلات البطالة في هذه المناطق حيث تتراوح نسبة البطالة ما بين 3 إلى 4 في المائة.
اللامركزية. ثمة عنصر رئيسي آخر في نجاح التوسع الحضري في الصين يتمثل في انتقال الخدمات العامة والعديد من الوظائف الإدارية إلى أجهزة الحكم على مستوى المدن. ففي عام 2005، ارتفعت درجة رضاء المواطن الصيني عن أداء أجهزة الحكم المحلي إلى 72 في المائة، وهي نسبة أعلى بصورة كبيرة مقارنة بعديد من البلدان الأخرى، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
احتواء الزحف الحضري العشوائي. أضحت الصين مقتصدة في استخدامها لمساحات الأراضي من أجل التنمية الحضرية- حيث تحتل المدن الآن حوالي 4.4 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي.
يقول توني سيش على الجانب السلبي، "ثمة فجوة شاسعة في الدخول بين القرى والمدن، ويعتبر تلوث الهواء والمياه في المناطق الحضرية مشكلة خطيرة، ويتعين التصدي بصورة كافية للمشكلات الخاصة بالخدمات التي تُقدم للمهاجرين، وكذلك شبكات الأمان للفقراء وكبار السن".
متطلبات وأعباء المدن الكبرى
على الرغم من تكيّف الصين ونجاحها بصورة أكثر فعالية، مقارنة بالعديد من البلدان، مع متطلبات التوسع الحضري، إلا أن ثمة عدداً من القضايا يتعين التصدي له بصورة عاجلة.
توفير فرص عمل، وبنية أساسية. فيما بين الآن وعام 2025، من المرجح أن يهاجر إلى المدن الصينية من 200 إلى 250 مليون نسمة آخرين إضافة إلى السكان المتنقلين الحاليين الذين يبلغ عددهم حوالي155مليون نسمة. ومن ثم فإن توفير فرص عمل وبنية أساسية لهذا التدفق السكاني المتوقع إلى الداخل يفرض تحديات كبرى. وسيظل النمو الاقتصادي السريع عنصراً حاسم الأهمية، مع الحاجة إلى زيادة تعميق أسواق رأس المال للمساعدة في تمويل التوسع الحضري.
طاقة. يستخدم سكان المناطق الحضرية كميات من الطاقة أكثر مما يستخدمه سكان المناطق الريفية بواقع 3.6 مرة؛ مما يشير إلى أن استهلاك الطاقة بعيد عن الذروة. كما أن كثافة استهلاك الطاقة (استهلاك الطاقة لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي) تبلغ 7 أضعاف كثافة الاستهلاك في اليابان، و3.5 مرة مقارنة بالولايات المتحدة.
استخدام المركبات الآلية. على الرغم من أن الحكومة حددت المركبات الآلية (السيارات) كقطاع فرعي مهم، إلا أن الصين بحاجة إلى التفكير ملياً في مزايا وعيوب المزيد من استخدام المركبات الآلية، الأمر الذي يؤدي إلى الزحف الحضري العشوائي، وزيادة استهلاك الطاقة والتلوث.
الأرض من أجل الزراعة. ثمة ضرورة لاحتواء الزحف الحضري العشوائي نظراً لأهمية وجود أراضي كافية صالحة للزراعة في الصين، وذلك على ضوء ارتفاع أسعار السلع، وزيادة الاستهلاك.
المياه. تعاني الصين من ندرة المياه، حيث أن النصيب المتوفر للفرد من المياه يتجاوز قليلاً 2100 متر مكعب، وهو ثلث المتوسط العالمي. ويعتبر الموقف أكثر خطورة في الجزء الشمالي من البلاد، إذ ربما يؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم الظروف المناخية الجافة.
تغيّر المناخ. سوف يؤثر تغيّر المناخ على المناطق المنخفضة المكتظة بالسكان، ومن المرجح أن تزداد الحاجة إلى أعمال البنية الأساسية على نطاق واسع لحماية هذه المناطق من ارتفاع منسوب البحر والفيضانات.
ويختتم شهيد يوسف قائلاً "إن إدخال تعديلات وتغييرات على المدن بعد أن يتم بناؤها أمر مكلف للغاية، وعلى الصين والبلدان الأخرى التي تشهد توسعاً عمرانياً سريع الوتيرة أن تدخل في حساباتها ندرة الموارد على الفور، وتستفيد من التكنولوجيات المتاحة بصورة إستراتيجية".
شبكة الصين / 11 سبتمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |