الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة خاصة: السفير الفلسطينى لدى الصين: فتح تؤكد تمسكها بخيار السلام والمقاومة
بكين 31 اغسطس 2009 (شينخوا) أكد السفير ذياب نمر محمد اللوح سفير دولة فلسطين لدى الصين هنا ان المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) أكد بشكل واضح وجلي تمسك الحركة بخيار المقاومة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمة اشكال المقاومة اسلوب الكفاح المسلح، وأكد فى الوقت نفسه تمسكها بشكل صارم بخيار السلام والتسوية السلمية للصراع العربى - الاسرائيلى والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي.
واوضح السفير ذياب اللوح فى مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة انباء ((شينخوا)) فى مكتبه بسفارة دولة فلسطين ببكين، وذلك بعد عودته من بيت لحم بالضفة الغربية حيث شارك فى مؤتمر فتح، اوضح ان "التقرير السياسي، الذي ناقشته اللجنة السياسية في المؤتمر وانا كنت عضوا فيها، اكتسب أهمية كبيرة وكان النقاش حوله قد استغرق وقتا طويلا، خاصة فيما يتعلق بموضوع خيار المقاومة وخيار السلام".
وأكد السفير على ضرورة "اتاحة فرصة جادة وصادقة للمساعي والجهود المبذولة لانهاء الصراع العربى - الاسرائيلى والصراع الفلسطينى - الاسرائيلى بطرق سلمية، وبناء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط مع كافة جيراننا وخاصة مع الاسرائيليين"، مشيرا الى ان المؤتمر جدد بشكل واضح التأكيد على ان المفاوضات يجب ان تكون جادة وان يكون لها سقف محدد وليس مفتوحا.
واضاف ان "هذا يحمل رسالة واضحة للاسرائيليين تقول انه ليس لدينا المزيد من الوقت لاضاعته ، ويجب ان يكونوا جادين وصادقين وان يحترموا هذه الفرصة ويعطوا دفعة جادة لعملية السلام على اساس حل الدولتين، الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب الدولة الاسرائيلية، وعلى اساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام والاتفاقات الموقعة بين الحكومة الاسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية".
وحول اللقاء المرتقب بين عباس ونتانياهو واوباما فى نيويورك فى سبتمبر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، اعرب السفير عن اعتقاده بان هذا اللقاء قد ينعقد اذا سلمت اسرائيل ردا ايجابيا على مبادرة اوباما قبل هذا التاريخ.
وكان المؤتمر العام السادس لحركة فتح قد انعقد فى بيت لحم بالضفة الغربية خلال الفترة ما بين 4 و15 اغسطس الجاري، وهو أول مؤتمر تعقده فتح داخل الاراضي المحتلة بعد مرور عشرين عاما على آخر مؤتمر لها والذي عقد في تونس، وذلك بمشاركة 2358 عضوا فى غياب مندوبي قطاع غزة الذين منعتهم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من المشاركة. وفى المؤتمر تم انتخاب 19 عضوا فى اللجنة المركزية الجديدة و81 عضوا فى المجلس الثوري الجديد.
ووصف السفير نتائج المؤتمر بانها كانت ايجابية جدا، اذ اسفرت عن دخول اعضاء جدد كثيرين في اللجنة المركزية والمجلس الثورى، حيث بقي في اللجنة المركزية الجديدة خمسة اعضاء قدامى فقط بالاضافة الى الرئيس محمود عباس والباقى كلهم، بالاضافة الى ثلاثة اعضاء سيتم تعيينهم، من الوجوه الجديدة. وقد بقي فى المجلس الثوري 9 اعضاء من الحرس القديم وهناك حوالي 72 عضوا جدد.
وأكد السفير ان اختيار القيادات الشابة لحركة فتح يمثل التوجه العام والرغبة فى التغيير والتجديد، حيث ان فتح في حاجة الى هذا التغيير والتجديد خاصة ان اللجنة المركزية القديمة قد بقيت عشرين عاما فى موقعها، ورأى المؤتمر انه يجب اعطاء الفرصة للقيادات الشابة للصعود الى الموقع القيادى الاول للحركة وهو اللجنة المركزية.
وصرح السفير بان "نسبة التغيير في الاعضاء وصلت الى حوالى 77 فى المائة، غير ان ذلك لا يعنى انه سيكون هناك تغيير فى المبادئ والاهداف والسياسات والاستراتيجية والوثائق الكفاحية بل سيكون هناك انفتاح من حركة فتح وتفهم ووعي وادراك لطبيعة المتغيرات والتطورات المجتمعية والسياسية والاقتصادية وكل ما يجري في الساحة الوطنية الفلسطينية والاقليمية والدولية. من اجل النهوض بالواقع الفلسطيني الى واقع أفضل وأحسن بما يلبى احتياجات ورغبات الجماهير الفلسطينية".
وعند تفسيره لمفهوم المقاومة، صرح السفير بانه "منذ البداية، قلنا ان المقاومة ليست بندقية ثائرة فقط. انما هى مشرط الجراح الذى يجرى العملية فى غرفة العمليات وريشة الفنان الذي يرسم اللوحة. والمقاومة ايضا تعيد الابناء الى البيت. ان المقاومة تعني الصمود على الارض، والتعليم في المدارس وبناء المجتمع. وليس مطلوبا من كل الشعب الفلسطينى ان يحمل السلاح.. فالمقاومة متعددة الاشكال وارقى اشكالها هو الكفاح المسلح. اما بناء مؤسسات الدولة فهو من اصعب اشكال المقاومة".
وتحدث فى هذا الصدد قائلا "ذات مرة عندما عاد الرئيس (الراحل) ياسر عرفات من مفاوضات كامب ديفيد فى اغسطس عام 2000، سألناه كيف كانت المفاوضات، قال "والله كانت علىّ اصعب من حرب بيروت منذ 1982" ومن هنا يمكن ان نقول ان المفاوضات شكل من اشكال المقاومة واهم نتيجة للمقاومة والكفاح المسلح هو ان نحصد، مثلما يقال، "الكفاح المسلح يزرع والعمل السياسى يحصد".
وعندما سئل عن رأيه فيما اعلنه سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني مؤخرا بشأن خطة اقامة دولة فلسطينية خلال سنتين، قال السفير ان خطة العمل التى اعلنها سلام فياض تتماشى مع الوعود التى قطعتها الادارة الامريكية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل خلال سنتين، مشيرا الى ان "السلطة الوطنية الفلسطينية وضعت خطة تفيد بانها ستكون خلال السنتين جاهزة لوضع البنية التحتية الكاملة لدولة مستقلة بدءا من المطار والسكك الحديدية ومؤسسات الدولة".
واضاف السفير "كنا فى السابق جاهزين قبل عام 2000، ولكن اسرائيل دمرت كل البنية التحتية التى تم اعدادها لدولة فلسطينية مستقلة. وخلال العامين القادمين سوف نكون جاهزين لاقامة الدولة بالمقاييس الدولية" .
وحول حدود الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة اقامتها، أكد السفير انه "لا أحد يملك الحق فى التنازل عن حدود 1967 الا دولة ذات سيادة. وتطالب اسرائيل بـ 6 فى المائة من مجمل اراضى الضفة الغربية بانضمام الكتل الاستيطانية الكبرى، وهو أمر نرفضه. لان الذى يملك ليعطى 6 فى المائة او 1 فى المائة لاسرائيل او يستبدل الاراضى معها يجب ان تكون لديه السيادة ونحن الان ليست لدينا السيادة فكيف يحصل الاستبدال! ان أول شئ يجب ان يتم هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على جميع الاراضى الفلسطينية المحتلة منذ 1967 ومن ثم تتفق الدولة الفلسطينية مع دولة اسرائيل على استبدال 1 او 2 او 3 فى المائة من الاراضى. هذا ما تقرره الدولة ولا تقرره السلطة الوطنية الفلسطينية لانها ليست لديها الان السيادة على الارض."
اما بالنسبة لقضية القدس الشرقية، أكد السفير انه "لا بد من ايجاد حل لها والا فلن يكون هناك سلام مع اسرائيل او استقرار فى المنطقة"، مشيرا الى انه "اذا توفرت النوايا والجدية والمصداقية من قبل حكومة اسرائيل فانه سيتم التوصل الى اتفاق. ونقول من حيث المبدأ ان القدس الشرقية هي العاصمة الابدية لدولة فلسطين ويجب ان تكون تحت السيادة الوطنية الفلسطينية. وبالنسبة لمسألة العبادة, نعى وندرك ان حرية العبادة حق مكفول لكل الديانات السماوية. من يريد ان يأتى لاداء الصلاة والطقوس الدينية اهلا وسهلا به وليست لدينا اية مشكلة، ولكن لا احد يملك التنازل عن القدس".
وعندما سئل عن رأيه فيما اعلنه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى الذي قال ان "القدس عاصمة ابدية وموحدة لاسرائيل ولن نقبل اى شكل من اشكال الحد من سيادتنا"، قال السفير ان "نتنياهو يمثل جهة الاحتلال ويتحدث بلغة القوة ولغة المحتل ونرفض هذا الحديث جملة وتفصيلا ونعتبره طرحا استباقيا لافشال واجهاض المفاوضات التى نتحدث عن استئنافها بالرعاية الامريكية وبرعاية اللجنة الرباعية الدولية. واذا اصرت اسرائيل على هذا الموقف فهذا يعنى نذير شؤم على الارض قد يؤدى الى عنف واعادة انفجار الاوضاع فى المنطقة. وعندئذ ليس الشعب الفلسطينى وحده الذي سيدفع الثمن وانما كل شعوب المنطقة".
وأردف السفير قائلا "نحن مع عودة الاستقرار وبناء السلام العادل والشامل فى المنطقة بما فيه الخير لمصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء. ونحن نخاطب اسرائيل بلغة العقل والمنطق والسلام . ونتمنى ونطالب اسرائيل ايضا بان تتحدث بلغة العقل والمنطق والسلام ، اذ ان التمسك بالارض واحتلال القدس لن يجلب السلام بل يجلب الدمار والخراب".
وفيما يتعلق بالمصالحة الداخلية والمصالحة مع حماس، قال السفير ان "حركة فتح تتمسك بتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية الشاملة وانهاء الانقسام الحاصل منذ اكثر من سنتين، وتدعم كل الجهود التى تبذل من الاخوة في مصر والدول العربية لاستكمال المصالحة وتذليل الخلافات التي تعترض التوصل الى هذا الاتفاق".
واعترف السفير بوجود خلافات حول ملف المعتقلين وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، قائلا ان حركة فتح "تتفق مع انهاء ملف المعتقلين السياسيين، ليتم توفير المناخ المناسب لتذليل الخلافات حول القضايا الاخرى الكبرى مثل منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وايضا ملف الاجهزة الامنية واعادة بناء الاجهزة الامنية الفلسطينية". واكد على ان أهم شئ ان يكرس هذا الاتفاق مبدأي الشراكة والمصالحة الوطنية والسياسية بين كل الاطراف الفلسطينية.
كما قال "نحن في مجتمع مدنى فلسطينى يقوم على اساس التعددية السياسية. وهناك حوالى 13 فصيلا فلسطينيا فى اطار منظمة التحرير الفلسطينية وهذا الاطار يعكس التعددية السياسية. والتعددية السياسية تتطلب شراكة شاملة وليست شراكة شكلية". واعرب عن امله فى اعادة ترميم واصلاح ما تعرض له البيت الفلسطينى الكبير من زلزال وتشققات وقال "اذا توافرت النوايا الحسنة لدى كل الاطراف، ووضعت امامها المصالح العليا للشعب الفلسطينى فمن الممكن ان يتم التوصل الى المصالحة وانجاز الجولة القادمة للحوار".
وعند سؤاله عن الرسالة التي تريد القيادة الجديدة لفتح ان ترسلها الى المجتمع الدولي، قال السفير انها "رسالة مفادها اننا شعب محب للسلام . ونتطلع الى السلام على اساس صيانة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى وفى مقدمتها انهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية المحتلة، واقامة دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل ودول وشعوب المنطقة والعالم. وهي رسالة السلام والتمسك بخيار السلام والتمسك بخيار المقاومة والدفاع عن النفس عند اللزوم".
وفيما يتعلق بالمبادرة الامريكية بشأن استئناف مفاوضات السلام فى الشرق الاوسط فى اقرب وقت ممكن، قال السفير ان "السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية مع انجاز هذه المبادرات وخاصة التحركات السياسية الجديدة للرئيس باراك اوباما والادارة الامريكية الجديدة. وليست لدينا شروط ونقول ان استئناف المفاوضات مع اسرائيل يجب ان يكون على اسس واضحة في مقدمتها تجميد كامل لبناء المستوطنات، وان تكون هناك جدية من قبل اسرائيل ورعاية شاملة من الادارة الامريكية لها، وان يكون لها سقف محدود ولا يمكن ان يكون مفتوحا الى ما لا نهاية. ونحن مع انجاح تحركات الادارة الامريكية الجديدة. ولدينا اعتقاد بان الرئيس اوباما صادق فى وعوده. ونريد ان نعطي فرصة له ولكل هذه التحركات لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط على اساس الرؤية الامريكية للحل، وهى اقامة دولتين، وقرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس خارطة الطريق وتفاهمات انابوليس والمبادرة العربية للسلام ، التى ترحب بها غالبية الدول وفى مقدمتها جمهورية الصين الشعبية الصديقة".
وبالنسبة لما طالبت به الادارة الامريكية فيما يتصل بتطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل، قال السفير ان "تطبيع العلاقات يجب ان يكون بخطوات متزامنة ومرتبطة بمدى استجابة الحكومة الاسرائيلية للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. ويجب ان تسبق هذه الخطوة خطوات اسرائيلية باقرار كامل بالحق المشروع للشعب الفلسطينى".
وفيما يتعلق بدور الصين فى دفع عملية السلام فى الشرق الاوسط، قال السفير ان "الصين دولة صديقة ومساندة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية. ونحن في حاجة الى دور الصين ودعمها وخبرتها في كل شيء . وقد تقدمت الصين برؤية خاصة بشأن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. والقيادة الفلسطينية تبنت ودعمت هذه الرؤية بشكل كامل. ونحرص كل الحرص على ان تلعب الصين دورا كبيرا ومتميزا في قضية الشعب الفلسطينى وفي منطقة الشرق الاوسط". (بقلم تشانغ لان هوا وخه يي بينغ )
شبكة الصين / 31 أغسطس 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |