الصينيون يثقون في قدرتهم على التفوق

بعد أولمبياد بكين، فكر الأستاذ حسين فايق صبور، رئيس نادي الصيد ورئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة سابقا في طريقة إدارة الرياضة بالأندية كثيرا، وتساءل هل نتعلم من الدرس الصيني؟! وأكد أن الصين حققت نجاحا كبيرا لأن الصينيين يثقون في قدرتهم على التفوق.

وقال الأستاذ حسين فايق صبور في مقال له نشرته صحيفة الأخبار المصرية تحت عنوان /هل نتعلم من الدرس الصيني؟!/ إن الصين حصدت كما من الميداليات جعلها ترفع أعلامها عالية خفاقة على باقي أعلام الدول، فهل نجاح الصين كان وليد الصدفة أو وليد الحظ أم أنه كان نتيجة جهد وعرق؟ للرد على هذا التساؤل لا يسعني إلى أن أحكي حكاية أنا عاشرتها بصفتي كنت لاعبا مصريا في تنس الطاولة "بينغ بونغ". كان أبطال هذه اللعبة يأتون من دول أوروبا شرقها وغربها. وفي بطولة العالم 1955 ظهرت فجأة اليابان وحصلت على بطولة العالم وكان بطل العالم شابا يابانيا اسمه أوجي مورا لم يسبق له أن شارك في أي بطولة عالمية سابقة وبالتالي لم يسبق له أن حصل على أي ترتيب بين أبطال العالم. وعقب انتهاء بطولة العالم دعاه رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) شو آن لاي لتكريمه في الصين رغم كل الحزازات والعقد النفسية التي يشعر بها الصينيون حيال اليابانيين الذين كانوا مستعمرين الصين والذين أذاقوا الصينيين الذل والعذاب.

ومضي الاستاذ صبور قائلا إنه رغم ذلك دعا شو ان لاي رئيس مجلس الدولة الصيني أوجي مورا بطل اليابان وبطل العالم لتكريمه في بكين، وأخبره أن الصينيين يشعرون بكل الفخر أن رجلا من الجنس الأصفر استطاع أن يهزم كل رجال الجنس الأبيض وأن الصينيين الذين كانوا مستعمرين من الجنس الأبيض وذاقوا منه المر والإذلال ونشر بينهم المخدرات ولا توجد لديهم ثقة في أنفسهم.. يريد من أوجي مورا الذي هزم أصحاب البشرة البيضاء أن ينشر في الصين الثقة في النفس وأنهم ليسوا أقل من غيرهم قدرة على التفوق وفي سبيل ذلك فإنه يضع تحت تصرف أوجي مورا كل ما يريده ماديا ومعنويا وطلب منه أن يتفرغ لهذه المهمة القومية للجنس الأصفر الذي ينتميان إليه كلاهما.

وأضاف الاستاذ صبور أن اوجي مورا قبل المهمة وأمضى عاملا كاملا يجوب أنحاء الصين وبدأ يختار من يصلح للتدريب في هذه اللعبة ويدرب هؤلاء المدربين وبدورهم يقومون هم بتدريب أفراد الشعب الصيني. بعد ذلك وفي سنوات ليست طويلة تربعت الصين على عرش تنس الطاولة وأصبحت جميع بطولات العالم من نصيب الصينيين ويكفي أن النهائي في دورة بكين كان محصورا بين لاعبين صينيين حصدا الميدالية الذهبية والفضية وانتقلت نجاحات هذه اللعبة الرياضية إلى باقي منطقة شرق آسيا وأصبح أبطال العالم الآن من هذه الدول.

وأشار الاستاذ صبورالي أن الزعيم الصيني شو آن لاي نجح فيما أراده وزرع في المواطن الصيني الثقة في النفس وأنه يستطيع أن يتفوق على غيره، ولم يكن شو آن لاي يهتم أو يركز على أن يحصل لاعب صيني على بطولة رياضية بقدر ما كان يريد أن ينمي في الشعب الصيني القدرة على التفوق وعلى هزيمة كل العالم. والآن وبعد 50 سنة من هذه الواقعة نجد أن المنتجات الصينية قد غزت العالم كله وأن الصانع الصيني أصبح متفوقا لدرجة أذهلت كل العالم ولم تصبح الكثرة في تعداد هذا الشعب نقيصة ولا مشكلة.

وقال الاستاذ صبورفي ختام مقاله إن الصينيين بعد أن وثقوا في قدرتهم على التفوق وبعد أن أصبحت حياتهم جادة واصبح همهم هو التميز والإنجاز تفوقوا اقتصاديا وانتشرت منتجاتهم في كل أنحاء العالم وتفوقوا أيضا رياضيا واكتسحوا كل شعوب العالم في الدورة الأولمبية الأخيرة.

 

شبكة الصين / 7 سبتمبر 2008 /



راسلنا ان وجدت خطأ

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000