:كاتب مصري يدعو الى استخلاص الدروس من الدورة الأولمبية الأخيرة

نشرت صحيفة الأهرام المصرية في 2 سبتمبر مقالا لدكتور سليمان عبد المنعم بعنوان: لكي نأخذ بجدية دروس الدورة الأولمبية، وتحدث الكاتب عن أهمية الرياضة في الحياة الاجتماعية وتحدث أيضا عن التجربة الصينية.

وقال د. سليمان عبد المنعم إن الدروس كثيرة التي يمكن أن نستخلصها من دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي جرت في الصين بخلاف المسائل الفنية الأخرى التي لاشك أنها ستشغل النقاد الرياضيين، ولربما يري البعض أن الأمر لا يعدو أن يكون لعبة‏!!‏ لكن لو ندري ما هي والدروس الجادة وراء هذه اللعبة والدلالات المهمة التي تشي بها لاتضح لنا أن الرياضة نشاط إنساني جامع لجوانب اقتصادية وثقافية بل وسياسية في غاية الأهمية‏.‏ فقد أصبح قطاع الرياضة في العالم كله قطاعاً اقتصادياً بامتياز ولم يعد مجرد هواية للترفية والتسلية‏.‏

 

دعوة لدراسة النهضة الرياضية الصينية

وحول الدروس التي يجب الاهتمام بها قال د. سليمان عبد المنعم إنه من الضروري أن نعكف علي دراسة التجربة الصينية المثيرة للدهشة بكل المقاييس‏، والبداية أن نقوم فورا بإرسال بعثة إلي الصين تضم عددا من الرياضيين والمسئولين عن رسم السياسات وصناعة القرار في المجال الرياضي بعثة لا تكون مهمتها فقط مشاهدة منجزات البنية التحتية التي شيدها الصينيون للألعاب الأولمبية وبهروا بها العالم‏،‏ بل تكون مهمتها أيضا معرفة كيف تحققت النهضة الرياضية الصينية من خلال إعداد أبطال علي هذا المستوي الرفيع في مختلف الألعاب الرياضية‏، وكان من بينها لعبات ظلت حتى سنوات مضت بعيدة عن الحلم الصيني‏!‏ مطلوب من مثل هذه البعثة أن تعرف ما هي الوسائل والأدوات والتقنيات التي استخدمها الصينيون؟ هل استقدموا خبراء من الخارج أو أرسلوا بعثات إليه؟ هل كان ذلك ثمرة لتخطيط سابق علي المستوي المتوسط أو الطويل؟ ومنذ متي وضعوا هذه الخطط؟ هل لديهم مجلس قومي للرياضة أم هي سياسة رياضية غير مركزية تفرضها ظروف بلد شاسع المساحة مكتظ بالسكان؟ لابد أن لدي الصينيين أفكارا وسياسات وخططا مدهشة، الاطلاع عليها ضروري لمعرفة ما الذي ينقصنا لكي تتقدم الرياضة في بلادنا‏.‏

واختتم الكاتب مقاله قائلا إنه في الواقع ليس غريبا علي الصين أن تتصدر المشهد الرياضي وهي التي أدهشت العالم في تحولها الاقتصادي الذكي والهادئ وتقدمها التكنولوجي المبهر ومعدلاتها التنموية المذهلة التي بدأت منذ ربع قرن من الزمان ووصلت في بعض السنوات إلي ‏13%‏ فيما كان متوسط النمو العالمي السنوي لا يتجاوز‏3‏% أو‏4%‏ خلال هذه الحقبة‏.‏ نحتاج إذن لأن نتوجه شرقا إلي الصين لكي ندرس ونعرف ونتأمل ليس علي الطريقة القديمة التي كنا نتوجه فيها شرقا أو غربا وفقا لمؤشر بوصلة أيديولوجية أو سياسية‏!!‏ ولكن لكي نستخلص الدروس والعبر من تجربة دولة قديمة ونامية وفقيرة ومكتظة بالسكان ونحن أيضا دولة قديمة ونامية وفقيرة ومكتظة بالسكان ثمة خواص مشتركة إذن بين مصر والصين تجعل من دراسة تجربة نهوضهم وتقدمهم أمرا مطلوبا ومفيدا‏.‏

 

شبكة الصين / 4 سبتمبر 2008 /



راسلنا ان وجدت خطأ

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000