القاهرة 12 اكتوبر /شينخوا/
اكد السفير عبد الرؤوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ان
اقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين كان حدثا بالغ الاهمية اثر
بالايجاب على مجريات العلاقات الدولية حيث تتمتع الدولتان بمكانة
مرموقة واحترام من جانب المجتمع الدولى اضافة الى ان التوافق فى الرؤى
بين البلدين ساهم فى حل العديد من القضايا الاقليمية.
وقال الريدى في كلمة القاها
امام ندوة "توسيع التعاون الاستراتيجى من اجل خلق مستقبل مشرق سويا"
التى نظمها المكتب الاقليمى لوكالة انباء الصين الجديدة /شينخوا/ فى
الشرق الاوسط بالتعاون مع مؤسسة الاهرام المصرية مساء امس / الاربعاء
/ بالقاهرة، ان اللقاء والتحاور بين المسئولين والخبراء فى مصر والصين
يأتى فى توقيت مناسب جدا حيث تحتفل مصر والصين بمرور 50 عاما على
اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وايضا فى وقت تستعد فيه
البلدين لزيارة هامة يقوم بها الرئيس حسنى مبارك الى الصين اوائل شهر
نوفمبر المقبل للمشاركة فى اعمال القمة الافريقية الصينية وايضا لعقد
لقاء قمة ثنائى مع الرئيس هو جين تاو لبحث تدعيم وانطلاق علاقات
التعاون بين البلدين الصديقين الى الامام.
واشار الريدى الى وجود
اهتمام حكومى وشعبى بتوطيد العلاقات مع الصين حيث قام فى الفترة
الاخيرة عدد من الوزراء فى مصر بزيارة الصين لاجراء مباحثات هامة مع
نظرائهم فى الصين، مشيرا الى وجود اتجاه جديد بتوجه الوزراء فى مصر
باتجاه الشرق وخاصة الى الصين بعد ان كان الاتجاه تجاه الشمال
والغرب.
واضاف الريدى "انه يوجد
ترحيبا من شعوب المنطقة وخاصة مصر بالصعود الصينى السلمى حيث ترى
الشعوب النامية احد الدول النامية وهى تشق طريقها بقوة وثبات وسط مصاف
الدول الكبرى وعلى كافة المستويات".
من جانبه قال السفير الصينى
لدى مصر وو سيكه "ان العام الجارى يعتبر غير عادى بالنسبة للعلاقات
الصينية المصرية حيث يستقبل فيه البلدان اليوبيل الذهبى لاقامة
العلاقات الدبلوماسية بينهما، ونحن نحتفل بهذا الحدث التاريخى بمختلف
الاشكال"، مشيرا الى ان الصين ومصر تجريان هذا العام التبادل والتعاون
الواسعين فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية
والتعليمية والثقافية وغيرها من الميادين حيث شهدت علاقات التعاون
الاستراتيجى بين البلدين مزيدا من التوطد والتعميق مما اسفر عن ثمار
وافرة.
واضاف وو ان العلاقات
السياسية بين البلدين تتعزز يوما بعد يوم ويزداد اساس التعاون السياسى
رسوخا ومتانة حيث قام السيد ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصينى
بزيارة ناجحة الى مصر فى شهر يونيو الماضى وقع البلدان خلالها 11
اتفاقية تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية
والتعليمية وغيرها.
واكد وو ان الصين حكومة
وشعبا تتطلع الان من صميم قلبها الى حضور الرئيس المصرى حسنى مبارك
قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الافريقى وزيارة الصين للمرة التاسعة
فى مطلع نوفمبر المقبل، مشيرا الى انه تحدوه الثقة التامة فى ان هذه
الزيارة التاريخية ستلعب دورا فعالا فى تعميق عرى الصداقة وتوسيع
الآراء المشتركة وتعزيز التعاون بين البلدين.
واشار وو الى انه فى المجال
الاقتصادى، فان التعاون بين البلدين يشهد مزيدا من التطور وان هناك
لدى الطرفين امكانات تنمية هائلة وافاق واسعة للتعاون حيث بلغ حجم
التبادل التجارى بين الصين ومصر خلال الشهور الثمانية الاولى من العام
الجارى 1.959 مليار دولار امريكى، بزيادة 47.6 فى المائة عن نفس
الفترة من العام الماضى، كما وصل عدد الشركات والمؤسسات الصينية
والصينية المصرية المشتركة المسجلة فى مصر الى 214 شركة حتى شهر يونيو
الماضي باجمالى حجم استثمارات 230 مليون دولار امريكى.
واضاف وو ان وزير التجارة
والصناعة المصرى رشيد محمد رشيد ترأس فى شهر سبتمبر الماضى وفدا الى
الصين، وتوصل الجانبان الى سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية،
معربا عن قناعته بأن حجم التجارة البينية سيسجل رقما قياسيا هذا
العام.
وحول التبادل الثقافى
والتعليمى بين الصين ومصر، قال وو انه يشهد نشاطا ملحوظا الامر الذى
يشكل جسرا لدعم التبادل والحوار بين مختلف الحضارات فى العالم واسهاما
ايجابيا لبناء عالم منسجم، مشيرا الى انه على سبيل المثال اقام عدد من
فنانى البلدين حفلة مسائية تحت عنوان "يدا بيد" تحت سفح الاهرامات
بشكل ناجح، كما فتحت الجامعات المصرية المشهورة بما فيها جامعة
القاهرة اقسام لتعلم اللغة الصينية اضافة الى التوقيع على بروتوكول
اقامة معهد كنفوشيس بين الجهات التعليمية فى البلدين.
وقال وو انه فى اواخر
سبعينات القرن الماضى، بدأت كل من الصين ومصر الاصلاحات على التوالى
من اجل رفع قوة الدولة الشاملة وتطوير الاقتصاد وتحسين معيشة شعبيهما
وفقا لمقتضيات الاوضاع والمتطلبات الجديدة التى واجهت البلدين، مشيرا
الى انه شاهد بعينه التغيرات الهائلة التى طرأت على مصر من اكثر من 30
عاما.
واوضح وو انه منذ تطبيق
الصين سياسة الاصلاح والانفتاح فى عام 1978، شهد المجتمع الصينى
الانجازات المشجعة، فمن الناحية الاقتصادية أسست الصين بنية اقتصاد
السوق الاشتراكى الامر الذى يشكل معادلة جديدة للانفتاح الخارجى
الشامل، ومن الناحية السياسية يوجد عمل بصورة ايجابية وملتزمة على
اصلاح البنية السياسية مع التمسك بقيادة الحزب الشيوعى الصينى وبناء
شريعة دولة اشتراكية.
واشار وو الى ان معدل نمو
الناتج المحلى 9.6 فى المائة سنويا من عام 1978 الى عام 2005 حيث
تزداد القيمة المعدلة من 216.5 مليار دولار امريكى الى 2.23 تريليون
دولار امريكى، وبلغت الحصة الفردية لقيمة الناتج المحلى الاجمالى اكثر
من 1.700 دولار امريكى بزيادة 7 اضعاف تقريبا كما وصل حجم الاستيراد
والتصدير من 20.6 مليار دولار الى 1.42 تريليون دولار بزيادة 67 ضعفا،
واصبحت الصين حاليا ثالث اكبر دولة تجارية فى العالم.
وطالب وو بتعزيز التواصل فى
كافة المجالات وخاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى لكى يكون هناك
تعاونا يحقق التكامل بين البلدين بافاق رحبة اضافة الى البحث عن سبل
توسيع قنوات التعاون واغناء مضامين التعاون وتعزيز التعاون الاقتصادى
والتجارى والاستثمارات المتبادلة اضافة الى التعاون فى مجال تعزيز
الحوار الحضارى لكى تكون الصين ومصر شريكى تعاون للتعليم والاستفادة
من التجارب وميزات الجانب الاخر.
من جانبه اكد السفير على
الحفنى مساعد وزير الخارجية المصرى للشئون الآسيوية ان العلاقات بين
مصر والصين شهدت منذ بداية عام 2000 طفرة كبيرة تجعل هناك فرقا فى
العلاقات بين البلدين قبل وبعد هذا التوقيت حيث تعددت اوجه العلاقات
وشهدت العديد من اوجه هذه العلاقة صعودا ونموا بهدف تلبية طموحات
الشعب المصرى والصينى، مشيرا الى ان القيادة والمؤسسات فى مصر والصين
تعكف على ان تكون المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادى بين البلدين
فى مستوى يتناسب وتوسيع حجم العلاقات التى تربط بينهما.
واضاف الحفنى ان العلاقات
بين البلدين ستشهد حدثا هاما وهو زيارة الرئيس حسنى مبارك الصين مطلع
الشهر القادم وهى زيارة مختلفة فى خصائصها ومنطلقاتها حيث تأتى فى ضوء
الاحتفال بمرور 50 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
كما تأتى ايضا فى اطار توجه مصرى قوى بشأن تفعيل علاقات التعاون
والصداقة بين مصر والصين فى جميع المجالات.
واشار الى انه تم القيام
بخطوات فى مجال التعاون الاستراتيجى بين مصر والصين وهناك آليات فى
مجالات عديدة من بينها آلية المشاورات السياسية حيث تم التوقيع على
اتفاق اقامة حوار استراتيجى على مستوى وزيرى الخارجية فى شهر يونيو
الماضى خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو .
وقال الحفنى ان العلاقات
الدبلوماسية بين البلدين والتشاور بشأن الاحداث العالمية والاقليمية
مستمران وان هناك توافقا فى الآراء حول غالبية القضايا منها الوضع فى
الاراضى الفلسطينية المحتلة والوضع فى العراق والوضع فى لبنان والوضع
فى السودان والبرنامج النووى الايرانى وغيرها من القضايا ذات الاهتمام
المشترك.
واضاف انه يوجد طموح بأن
تصل العلاقات بين مصر والصين الى مستوى كبير عام 2009 وان تكون الخطوة
القادمة هو انشاء شراكة استراتيجية بين مصر والصين.
واضاف الحفنى انه يوجد
بالفعل بداية تحول للدولة فى مصر بكافة مؤسساتها والمجتمع الاهلى
والمؤسسات الصحفية والاعلامية بالاهتمام بالعلاقات مع الصين التى تعد
من اهم الدول فى العالم والتى ترتبط بمصر بعلاقات تاريخية قوية وراسخة
تقوم على الاحترام المتبادل، مشيرا الى وجود رغبة وتوجه لاحداث توازن
فى العلاقات الخارجية للبلاد وان تكون العلاقات متجهة نحو الشرق
والغرب فى آن واحد خاصة وان القارة الآسيوية وفى مقدمتها الصين تشهد
طفرات اقتصادية كبيرة مرشحة للتعاظم فى المستقبل وان هذه الدول مرشحة
لتبؤ مكانة كبيرة فى المجتمع الدولى ولعب دور مؤثر فى القرارات
الدولية.
شارك فى اعمال الندوة كبار
المسئولين فى وزارة الخارجية المصرية وسفير الصين فى مصر وو سيكه وعدد
من السفراء السابقين والاكاديميين والخبراء فى الشأن الآسيوى
والعلاقات المصرية الصينية.
شبكة
الصين / 13 أكتوبر 2006 /
|