كان الخامس والعشرون من إبريل يوما ربيعيا
جميلا. في هذا اليوم جاء مجموعة من الشباب المصريين المفعمين بالحيوية
والنشاط إلى سفارة الصين الواقعة على ضفة نهر النيل للاشتراك في
نشاطات "دخول السفارة- يوم الافتتاح للجماهير". الشباب هم معلمون
وطلاب من جامعة القاهرة وجامعة الأزهر وقسم اللغة الصينية بجامعة عين
شمس، يقودهم د. حمدي نائب رئيس جامعة القاهرة
سابقا.
في البداية زاروا أفنية السفارة برفقة
الدبلوماسيين الشبان بالسفارة الصينية. من أجل إحياء الذكرى السنوية
الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، وأيضا من أجل
تحسين بيئة العمل، قامت السفارة مؤخرا بترميم وإصلاح المرافق
الداخلية، فتبدو النافورة والأرض الخضراء والعلم والوطني الوطني
والملعب منتظمة ومنسقة ومتناغمة وودية تحت أشعة الشمس
الجميلة.
أقيمت السفارة الصينية عام 1956، تم اختيار
موقعها بعناية ودعم من الحكومة المصرية. اليوم تنمو بها أشجار المانجو
باسقة ووارفة الأوراق، مما يبشر بعلاقات صداقة وتعاون أكثر رسوخا
وعمقا بين الصين ومصر. زار المعلمون والطلاب أولا جوانب بناية المكاتب
الرئيسية الخارجية، ليستمعوا إلى شرح "المرشد" لهم عن تاريخها.
العمارة عبارة عن بناية حمراء من 3 طوابق، يعمل فيها السفير الصيني
والدبلوماسيون الصينيون لمدة 50 سنة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية،
بها عمل لصمت وجهد كل الدبلوماسيين الصينيين المجتهدين ومقدمي العطاء
للدولة الذين يكنون مشاعر عميقة تجاه مصر، كما أنها شاهدة على علاقات
الصداقة القديمة والمتجددة يوميا في مدة 50 سنة منذ إقامة العلاقات
الدبلوماسية بين الصين ومصر. عند المرور بالأرض الخضراء والملعب،
تعرفوا على جانب من حياة الدبلوماسيين الصينيين بعد العمل
والاسترخاء.
في قاعة الاجتماعات الصغيرة بالسفارة، زاروا
"جدار السفراء" الذي تعلق عليه صور جميع سفراء الصين لدى مصر،
مستعرضين معا تاريخ تطور العلاقات الصينية المصرية، وعبروا عن
احترامهم وتقديرهم لهؤلاء الدبلوماسيين الذين قدموا إسهاما في
العلاقات الصينية المصرية.
كان أهم برنامج في الزيارة "الحوار وجها
لوجه بين المعلمين والطلاب المصريين والدبلوماسيين الصينيين". عبر
السفير الصيني وو سي كه عن ترحيبه الحار لزيارة الضيوف، وقدم أحوال
الصين العظيمة التي تسلك طريق التنمية السلمية وبناء مجتمع متناغم.
حيث قال إن كلا من الصين ومصر حققتا الاستقلال بعد فترة طويلة من
النضال، في خمسينات القرن الماضي، وأثناء تيار حركة التحرر الوطني
التي هبت هبوب العاصفة وتدافعت تدافع الغيوم، فتحت إقامة العلاقات
الدبلوماسية بين الصين ومصر صفحة تاريخية جديدة للعلاقات الصينية
المصرية والعلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الأفريقية.
للصين ومصر تاريخ متشابه، شهدت العلاقات الثنائية تطورا متواصلا خلال
الخمسين سنة، وصبت مضمونا جديدا في الصداقة الصينية
المصرية.
ومن خلال عرض وشرح "مجموعة الصور التاريخية
حول العلاقات الصينية المصرية" على شاشات العرض، استعرض السفير الصيني
مع الدبلوماسيين الصينيين والمعلمين والطلاب التبادلات الثنائية
والصداقة العميقة بين مختلف أجيال القادة الصينيين والمصريين. قال
السفير إن الصين ومصر من الدول ذات الحضارات العريقة التي يعود
تاريخهما إلى آلاف السنين، وقدمتا إسهاما بارزا لتنمية البشرية، ويسهل
على الشعبين التواصل والتفاهم، الأمر نفسه يعتبر أساسا راسخا لتوارث
الصداقة الصينية المصرية جيلا بعد جيل، لذلك حتى عندما يتقابل صيني
ومصري غريبان، يشعر كل منهما بأن الطرف الآخر صديق قديم له. تزداد
رغبة الشعب المصري في معرفة الصين أكثر فأكثر، ويتأجج حماسه في تعلم
اللغة الصينية، الأمر الذي يجسد الزيادة المتواصلة لطلب التبادل بين
البلدين، وذلك أمر جدير بالاحتفاء. عبر السفير الصيني عن احترامه
العميق لكل المعلمين الحاضرين الذين يمارسون تعليم الصينية، وعبر عن
تمنياته القلبية لأن يحقق كل الطلاب تقدما باستمرار، ويجتهدوا في
الدراسة وينجزوا مهمة الدراسة بصورة رائعة ليقدموا إسهاما في الصداقة
الصينية المصرية.
هذه النشاطات وضعت آلية للتبادل وتعزيز
المعرفة بين الشبان المصريين والدبلوماسيين الشبان بالسفارة الصينية،
قام الشبان من الطرفين بالتواصل والمناقشة حول "كيف يعزز الشبان
الصينيون والمصريون الحركة المتبادلة" و"كيف يظهرون دورهم في دفع
علاقات الصداقة الصينية المصرية" والتبادلات الصينية المصرية في
السياسة والثقافة التعليم والاقتصاد والتجارة. كان جو المناقشة مرحا
ونشيطا، وأبدى الطلاب حماسا كبيرا، وكانوا متدفقين في إبداء الآراء،
وعبروا عن سعادتهم لإيجاد فرصة للحوار وجها لوجه مع السفير وو سي كه
والدبلوماسيين الصينيين الشبان، وقالوا إن النشاطات زادتهم معرفة عن
الصين والعلاقات الصينية المصرية، وسوف يولون اهتماما أكثر للصين
ليقدموا إسهاما في دفع تطور العلاقات بين البلدين، ويتمنون أن تقيم
السفارات مزيدا من منصات التبادل بين الشبان الصينيين
والمصريين.
من أجل تعزيز معرفة المعلمين والشبان بالصين
عُرضت أفلام القصيرة مثل "بكين الجديدة، الدورة الأولمبية الجديدة"
و"بكين الجذابة" و"جاذبية الصين تبقى دائما". جذبت المشاهد الرائعة
انتباه المعلمين والطلاب، وصفقوا معجبين بين حين وآخر. وعبروا عن
احترامهم وإعجابهم بالثقافة التقليدية الصينية، وإعجابهم أكثر
بالنجاحات العظيمة التي حققتها الصين في البناء الاقتصادي في السنوات
الأخيرة، عبروا عن تمنياتهم بالتوفيق لدورة بكين الأولمبية، وتمنياتهم
بالسفر إلى الصين ليشاهدوا بعيونهم نمو التنين الصيني إذا أتيحت لهم
فرص.
اشترك في النشاطات وكالة أنباء شينخوا ومحطة
التلفزيون المركزية وصحيفة الشعب وصحفية الاقتصاد ومجلة الصين اليوم
وغيرها من وسائل الإعلام الصينية المقيمة في مصر وغطت كل
النشاطات.
شبكة الصين / مايو 2006
/
|