تشانغ ده يونغ*

8 مايو 2025 / شبكة الصين / شهدت أنشطة الاستهلاك الثقافي والسياحي نموا ملحوظا خلال عطلة عيد العمال الممتدة بين 1 و5 مايو الجاري، مع ظهور آثار السياسات التي اعتمدتها الحكومة الصينية لتعزيز الاستهلاك وتوسيع الطلب المحلي. وشهد الاستهلاك المحلي ازدهارا في عدة جوانب، حيث واصلت التصورات والأساليب والتجارب الجديدة تداخلها مع أنماط الاستهلاك التقليدية، وتنامت الفرص التجارية مع نمو تدفقات الزوار، ما أسهم في زيادة حيوية السوق الاستهلاكية الصينية ورسم صورة حية للاقتصاد الصيني ونبضه القوي.

تنامي الفرص التجارية مع زيادة تدفقات الزوار

أظهرت بيانات وزارة النقل الصينية أن عدد المسافرين في أنحاء الصين تجاوز 1.465 مليار نسمة ما بين 1 و5 مايو الجاري، بزيادة نسبتها 7.9% على أساس سنوي. فيما زادت وتيرة الإقامة والمطاعم والتسوق وغيرها من أنشطة الاستهلاك بشكل كبير، وتضاعفت الآثار التشجيعية الناتجة عن السفر خلال العطلة.

وحسب إحصائيات مركز البيانات التابع لوزارة الثقافة والسياحة الصينية، بلغ إجمالي إنفاق الزوار 180.2 مليار يوان في داخل الصين خلال فترة العطلة، بزيادة نسبتها 8% على أساس سنوي.

وأشارت بيانات رصدتها وزارة التجارة الصينية أن مبيعات المطاعم وشركات التجزئة الرئيسية في الصين نمت بنسبة 6.3% على أساس سنوي خلال العطلة، ما يعكس حيوية الاقتصاد الصيني الكبيرة في عطلة عيد العمال.

الأنماط الاستهلاكية الجديدة وتحفيز الاقتصاد

لم تجذب التصورات والأساليب والتجارب الاستهلاكية الجديدة عددا كبيرا من الزوار ومكّنتهم من التمتع بوقت عطلة جميل فحسب، بل أسهمت في الوصول إلى الكسب المشترك بين الزوار الراغبين في الترفيه والتسلية خلال العطلة والشركات الساعية لفتح مزيد من الفرص التجارية.

واعتمدت مختلف مناطق الصين "تكتيكات مختلفة" وبذلت جهودا هائلة لإبراز خصائصها وتوفير تصورات وخدمات جديدة متنوعة وعالية الجودة، من أجل استقطاب الزوار، حيث نظم عدد كبير من المجمعات التجارية أنشطة وفعاليات ثقافية ورياضية، مثل مهرجان الموسيقى والعروض التمثيلية وأسواق الأطعمة الخاصة والسلع المميزة، لجذب تدفقات الزوار.

التكنولوجيا تعزز الاستهلاك وتحفّز اقتصاد العطلات

تتطور التقنيات الرقمية بوتيرة سريعة لتصبح عاملا تحفيزيا محوريا لرفع جودة الاستهلاك وترقية مستواه تدريجيا، كما تزداد أهميتها بشكل متزايد. وخلال عطلة عيد العمال، اشتعلت حماسة تجربة أحدث التقنيات في مختلف أرجاء الصين، حيث منحت تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي الزوار فرصة للتفاعل مع سحر التكنولوجيا الجديدة. كما نجحت في إحياء لوحات ونقوش قديمة يرجع تاريخها إلى مئات السنين، ما منح الزوار فرصة لتجاوز حواجز الزمن والمكان والتواصل مع أسلافهم عن القرب وتجربة سحر التفاعل بين الماضي والحاضر. إضافة إلى ذلك، زينت طائرات بدون طيار سماء مدن صينية وجذبت الكلاب الآلية والروبوتات الشبيهة بالبشر أنظار جماهير عريضة.

وقادت هذه التكنولوجيات زخم تطور الأنشطة الاستهلاكية، ولم تسهم في تلبية حاجات المستهلكين الذين يسعون دائما للتجديد والتنويع فحسب، بل أضفت ديناميكية جديدة على اقتصاد العطلات.

زخم خاص للسياحة والتسوق في الصين

شهدت سوق السياحة الوافدة تعافيا قويا في عطلة عيد العمال، حيث نمت الحجوزات في عدة مناطق لأكثر من الضعف. وتواصل سياسات الإعفاء من تأشيرة الدخول والإجراءات الهادفة لتسهيل استرداد الضريبة عند المغادرة لعبَ دور في تحويل الزوار العابرين إلى راغبين في الإنفاق بالصين، ما يشعل حماسة الزوار الأجانب على السياحة والتسوق في الصين، ويمنحهم فرصة للشعور بأوجه تقدم الصين وتنميتها وسحر "صنع في الصين" المميز.

وتُعتبر المؤشرات الاقتصادية خلال عطلة عيد العمال نافذة مهمة لرصد نبض الاقتصاد الصيني. ومن خلالها، لم تظهر أجواء البهجة التي سادت مختلف أرجاء الصين فحسب، بل أبرزت أن اتجاه تطور الاقتصاد الصيني يسير نحو التحسن.

*باحث في معهد الإستراتيجية المالية والاقتصادية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة موقف موقع شبكة الصين الإخباري