17 أبريل 2025 / شبكة الصين / أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني أن إجمالي الناتج المحلي الصيني بلغ 31.8758 تريليون يوان في الربع الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 5.4% على أساس سنوي، وبنمو قدره 1.2% على أساس شهري مقارنة مع الربع الرابع من العام الماضي.

وسجل الاقتصاد القومي الصيني أداء جيدا في بداية العام الجاري، بما أظهر أن تنمية الصين الاقتصادية العالية الجودة تتقدم صوب التحسن. ويرجع الفضل في هذه النتائج إلى السياسات التي تواصل دورها في تحفيز النمو الاقتصادي، وجهود الصين الدؤوبة في دفع عجلة الإصلاح في شتى المجالات، وإطلاق عنان الديناميكية الجديدة للنمو الاقتصادي.

ومن منظور بعيد المدى، يمكن القول إن الاقتصاد الصيني يتمتع بأساس متين ومرونة قوية، ولدى الصين طموح وقدرة وثقة بالتصدي للتحديات الخارجية وتحقيق أهداف نموها الاقتصادي.

أولا، تسرع الصين تنفيذ السياسات الاقتصادية الكلية الاستباقية التي يبرز دورها وتأثيرها الإيجابييَن في تحفيز النمو الاقتصادي.

وتعتمد الصين عدة أدوات سياسية ونقدية لخدمة تنمية الاقتصاد الحقيقي العالية الجودة، مما يقدم دعما قويا للتعافي الاقتصادي المتواصل. ومن ناحية أخرى، تركز الصين على تعزيز الدعم وتسوية المعضلات والمشاكل القائمة في الحلقات الضعيفة للتنمية العالية الجودة والدورة الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تعمل على تنفيذ السياسات بوتيرة تليق بتوقعات السوق على نحو أفضل. والاستهلاك مثال جيد، حيث زاد إجمالي مبيعات السلع الاستهلاك الاجتماعية بالتجزئة بنسبة 4.6% على أساس سنوي، بزيادة قدرها 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع العام الماضي، ليسجل نموا كبيرا.

وبالنظر إلى المستقبل، في وجه البيئة الخارجية المعقدة والخطيرة، تمتلك الصين احتياطات كافية في "صندوق أدوات السياسات النقدية"، وسوف تُقدِم على استخدامها في وقتها. فعلى صعيد السياسات المالية، خصصت الصين حيزا كافيا من حيث السياسات للتصدي للصدمات والتحديات المحتملة ظهورها.

ثانيا، تظهر آثار التكامل بين زيادة الدعم السياسي وتعزيز جهود الإصلاح. فمنذ العام الجاري، طُرحت سلسلة من السياسات لتحفيز التنمية الاقتصادية العالية الجودة بشكل مكثف. وكما تواصل مجموعة من الإجراءات الإصلاحية الراسخة إظهار دورها على نحو ثابت، لتعظيم الآثار الناجمة عن الدعم السياسي، مما يُذكى الحيوية الهائلة للاقتصاد الصيني وإمكانياته الجبارة.

وتحقق جهود الصين الرامية لزيادة الدعم السياسي وتعزيز الإصلاح نتائج حسنة، وتواصل دورها في دفع النمو الاقتصادي لتحقيق ارتقاء فعال بنوعيته وزيادة معقولة من حيث الكم، مما يضخ حيوية في النمو الاقتصادي الصيني.

وأظهرت البيانات أن السياسات الداعمة للاستعاضة عن السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة تواصل إظهار دورها. فبفضلها، زادت مبيعات التجزئة لأجهزة الاتصالات واللوازم الثقافية والمكتبية والأجهزة المنزلية والمعدات السمعية والبصرية والأثاث بنسبة 26.9% و21.7% و19.3% و18.1% كل على حدة.

وأخيرا، مع إطلاق عنان الديناميكية الجديدة للنمو الاقتصادي الصيني، يقوى الاقتصاد الصيني. فحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني، ارتفعت القيمة المضافة لقطاع التصنيع العالي التكنولوجيا بنسبة 9.7% في الربع الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 0.8 نقطة مئوية.

وبالنظر إلى أصناف السلع، زاد حجم الإنتاج لمركبات الطاقة الجديدة ومعدات الطباعة الثلاثية الأبعاد والروبوتات الصناعية بنسبة 45.4% و44.9% و26.0% على أساس سنوي كل على حدة.

وتسهم الابتكارات العلمية والتكنولوجية في تحفيز نشأة الصناعات والنماذج والديناميكية الجديدة. لذلك، تبذل الصين جهودا كبيرة لتشجيع الاندماج العميق بين الابتكارات العلمية والإبداعات الصناعية، وتسريع تطبيق نتائجها بشكل متواصل، حيث تتدفق مجموعة من الابتكارات العلمية والتكنولوجية في العالم، بما فيها نموذج ديب سيك والربوتات الشبيهة بالبشرية والطب الحيوي. ويمكن استشعار مرونة الاقتصاد الصيني القوية وإمكاناته التنموية الواعدة من خلال نتائج مميزة حققها في الربع الأول من العام الجاري.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود الشاقة لتقديم ضمانات راسخة لتحقيق أهداف النمو الاقتصادي والاجتماعي في العام الجاري، في ظل تعدد عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين في البيئة الخارجية.