8 أبريل 2025 / شبكة الصين / يبدو أن "الرحلات العفوية" دون الكثير من التخطيط أصبحت شكلا عاديا من حياتهم بالنسبة إلى كثير من الصينيين. وشهدت أسواق السياحة الخارجية للصينيين مزيدا من الازدهار، مع تنامي تسهيلات الرحلات الدولية وتعزيز سياسات الإعفاء من التأشيرة ومساعي الصينيين إلى جودة سفر عالية من خلال "استكشاف العالم".

وأظهرت بيانات منصة تونيو الصينية للحجوزات السياحية أن عدد الزوار الصينيين إلى الخارج من المرجح أن يسجل رقما قياسيا في عطلة عيد تشينغ مينغ (كنس القبور) الممتدة بين 4 و6 أبريل الجاري مقارنة مع نفس الفترة من الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وقال مدير التشغيل بوكالة فليجي للسياحة أن السياحة الفردية هو الوسيلة الرئيسية التي يتبناها الزوار الصينيون خلال جولاتهم الخارجية، حيث يفضلون تصميم برامج سفر حسب المعلومات التي نشرها مستخدمو الإنترنت حول تجاربهم السياحية، وكذلك حجز تذاكر الوجهات السياحية أو الأنشطة الترفيهية في المقاصد السياحية عبر الإنترنت.

وزادت حجوزات تذاكر المنتجات السياحية في اليابان خلال عطلة عيد تشينغ مينغ عبر منصة فليجي بنسبة 60% على أساس سنوي.

وتسهم الأدوات الرقمية الجديدة في تحسين رحلات السياح الصينيين، حيث طرحت عدة تطبيقات صينية معنية بالسياحة حلولا ذكية لدعم تصميم برامج رحلات خاصة، وتوفير خدمات حجز تذاكر المقاصد السياحية في وقتها، ما أتاح للسياح مزيدا من الاحتمالات لتحقيق "الرحلات الفجائية" التي تشهد إقبالا كبيرا من بين الشباب في الوقت الراهن.

وعلاوة على ذلك، مع انخفاض تكلفة الطيران الجوي وارتفاع فعالية العبور، من المحتمل للسياح الصينيين السفر إلى الخارج بسهولة مثلما يتنقلون بين أجزاء الصين. وأظهرت بيانات معهد أبحاث "سي تريب" أن أسعار تذاكر الطيران إلى بانكوك وسنغافورة انخفضت بقرابة 10%.

وأشار تقرير موقع "سكيفت" (Skift) الأمريكي في مارس الماضي إلى أن عدد السياح الصينيين المسافرين إلى الخارج سيتجاوز 200 مليون بحلول عام 2028. لذلك، تتنافس المقاصد السياحية حول العالم لكسب حصة من هذه السوق التي تشهد توسعا متواصلا.

ومن أجل استقطاب مزيد من السياح الصينيين، تعمل المقاصد السياحية حول العالم على تسهيل الإجراءات الخاصة بتأشيرة الدخول وإطلاق أنشطة تسويقية متنوعة، حيث نُظمت أنشطة ترويجية لمهرجان كوبا السياحي الدولي وهيئة سريلانكا السياحية في الصين بشكل مكثف، وقدمت عدة دول، بما فيها كازاخستان وأوزبكستان وجنوب أفريقيا ومصر وكينيا، مزيدا من الخدمات لجذب المزيد من السياح الصينيين.

وحتى عام 2025، أعفت أكثر من 80 دولة المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول أو نفذت سياسة التأشيرة عند الوصول.

ومع توسع قائمة الدول التي أعفت المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول، تتنامي طلبات المدن الصينية المتوسطة والصغيرة على السياحة الخارجية الجماعية.

وتسهم السياحة الخارجية في تحفيز تدفق منافع الاستهلاك من السوق الصينية الضخمة إلى الخارج. وقال داي بين، مدير معهد أبحاث السياحة الصيني أن مزيدا من السياح الصينيين على استعداد لسداد فواتير جودة حياتهم الراقية. لذلك، يفضلون الفنادق والمطاعم والفنون عالية المستوى، ونهج تجربة السيناريوهات والحياة في الخارج هذا سوف يعود بمزيد من الفوائد على المقاصد السياحية الدولية.

وأوضح لي هونغ، عميد كلية علم السياحة بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أن ازدهار السياحة الخارجية يعكس تنامي طلب السياح الصينيين على تسهيلات السفر وتعميق تجاربهم السياحية، وتحويل هيكل الاستهلاك وترقيته. مضيفا أنه مع تسهيل السياسات وتنويع المنتجات السياحية، ستتوسع هذه الموجة لتشمل المزيد من الشرائح، مما يضفي حيوية جديدة على الأسواق السياحية الدولية.

وأظهر "تقرير بحث اتجاه تطور الاستهلاك في السياحة العابرة للحدود 2023/2024" الصادر عن تحالف السياحة العالمي في بودابست أن الصين أحد أكبر الدول المصدرة من حيث السياحة عبر الحدود، وقد ازداد عدد سياحها عبر الحدود وإنفاقهم خلال الرحلات بشكل ملحوظ، كما تظهر تغيرات واتجاهات جديدة في معادلة السوق والعلاقات بين العرض والطلب وعادات المستهلكين.