13 فبراير 2025 / شبكة الصين / تطورت السوق الاستهلاكية في الصين بأشكال جديدة خلال عطلة عيد الربيع لعام الأفعى حيث انطلقت نحو أفق جديدة بتنمية جودتها، وتجاوز عدد المسافرين 2.3 مليار شخص، وإجمالي حصيلة شباك التذاكر 11 مليار يوان، فيما استقبلت المطاعم فترة ذروة الأعمال. ويعتبر الرأي العام الدولي أن النمو النشط للسياحة والاستهلاك في الصين خلال عطلة عيد الربيع يبعث برسائل إيجابية، كما يبرز اقتصاد عيد الربيع حيوية الصين التنموية الهائلة.

وأظهر ازدهار اقتصاد عيد الربيع الديناميكية الهائلة للتنمية العالية الجودة للاقتصاد الصيني. ويُعتبر التركيز على توسيع الطلبات المحلية المهمة الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى أعمال الاقتصاد في الوقت الراهن والفترة المستقبلية. وأشارت بيانات صادرة عن إدارة الضرائب الوطنية إلى أن متوسط الإيرادات اليومية للقطاعات المعنية بالاستهلاك في الصين زاد بنسبة 10.8% على أساس سنوي خلال عطلة عيد الربيع، ومن بينها ارتفع الإنفاق على السلع والخدمات بنسبة 9.9% و12.3% كل على حدة.

وبفضل دعم السياسات لتحفيز استبدال أجهزة جديدة بالقديمة، سجل الإنفاق على الإلكترونيات والأجهزة المنزلية نموا كبيرا، حيث ارتفعت مبيعات المعدات السمعية والبصرية بنسبة 226.8% على أساس سنوي، وحقق الاقتصاد الصيني بداية جيدة.

وأشارت مجموعة سيتي جروب إلى أن تقارير المؤسسات المالية الدولية بشأن التوقعات الاقتصادية لعام 2025 أكدت أن الصين سجلت نتائج تدريجية في التنمية العالية الجودة، حيث أصبحت قطاعات الاقتصاد الأخضر والصناعات العالية التقنية نقاط نمو جديدة، فيما من المرتقب ارتفاع نسبة قطاعي الاستهلاك والخدمات بشكل متزايد.

وأظهرت الأشكال المبتكرة لاقتصاد عيد الربيع الزخم الجديد للتنمية العالية الجودة للاقتصاد الصيني. فقد نظمت مختلف المناطق الصينية أنشطة متنوعة خاصة بالتراث الثقافي الوطني غير المادي أثناء عيد الربيع، بوصفه الأول من نوعه بعد إدراجه في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي، لإشعال مزيد من حماسة الزوار الأجانب للتمتع بسحر عيد الربيع. وفي الوقت نفسه، جذبت الألعاب الشتوية مزيدا من الزوار والسياح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الشتوية الخلابة وثقافة الجليد المميزة في الصين. كما أن المهرجانات الثقافية المتنوعة التي تجمع بين الثقافة والتقنية استقطبت المزيد من الزوار.

ويبدو أن أنشطة الاستهلاك المكثفة تضفي حيوية جديدة على الاقتصاد الصيني أثناء عطلة عيد الربيع، لتصبح صورة حيوية تعكس التعزيز المتبادل بين الازدهار الثقافي والتطور الاقتصادي نحو التحسن.

وواصلت الثقافية الصينية جذب المزيد من الزوار الأجانب بفضل جاذبيتها، فيما تزداد حماستهم لزيارة الصين بشكل متواصل، ومن المرتقب إسهام ذلك في توسيع حجم تجارة الخدمات في الصين.

وأشار موقع "ترافل آند تور وورلد" الأمريكي، إلى أنه من المتوقع تسجيل عدد السياح الدوليين الوافدين إلى الصين نموا متواصلا، وهو ما يسهم في تعزيز تنمية قطاع السياحة بالصين، ويعود كذلك بتأثيرات اقتصادية إيجابية واسعة النطاق.

علاوة على ذلك، عاد اقتصاد عيد الربيع بالفائدة على العالم أجمع، ما يظهر الآثار الإيجابية الناجمة عن جهود الصين الرامية لتوسيع انفتاحها على مستوى عال. فبحسب إحصاءات الهيئة الوطنية الصينية للهجرة، سجل عدد الدخول والخروج أثناء عطلة عيد الربيع 14.366 مليون شخص، بزيادة قدرها 6.3%.

وأظهرت بيانات المنصات السياحية أن المقاصد التي توجه إليها الزوار الصينيون شملت أكثر من 2100 مدينة في الخارج، وتعافت حماسة السياح الصينيين للسياحة الخارجية بشكل متواصل. كما حظيت الملصقات الإحتفالية ووجبة "جياوتسي" وغيرهما من مظاهر الاحتفال بعيد الربيع بشعبية كبيرة في مراكز تسوق العديد من الدول ومنصات التجارة الإلكترونية، لتبرز القدرة التنافسية الشاملة والتأثيرات الثقافية المميزة للسلع الصينية.

وفي الوقت نفسه، تتنوع احتياجات الصين إلى السلع الاستهلاكية بشكل متزايد وتتحسن هياكل الاستهلاك، حيث حظيت المنتجات الأجنبية بإقبال كبير في السوق الصينية. ومع جهود الصين الرامية لتوسيع انفتاحها على مستوى عال، ستتيح السوق الصينية مساحة أوسع للمنتجات النوعية من مختلف الدول.

وجلب ازدهار اقتصاد عيد الربيع بداية جيدة للعام الجاري، ما يرفع ثقة الصين في تحقيق هدف النمو لهذا العام. ومع إبراز التأثيرات الناجمة عن مختلف السياسات لتحفيز النمو الاقتصادي، سوف تحفز الصين نمو سوق الاستهلاك بشكل متزايد، وتوسع انفتاحها على الخارج، وتعمل على حشد مزيد من القوة لتعزيز تطور الاقتصاد نحو التحسن، لمواصلة أداء دور بوصفها أكبر قوة محركة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي.