share
arabic.china.org.cn | 17. 10. 2024

معايير الغرب "المزدوجة" تعرقل جهود التحول الأخضر العالمية

arabic.china.org.cn / 15:59:00 2024-10-17

16 أكتوبر 2024 / شبكة الصين / تطالب الدول الغربية الصين بتحمل مزيد من المسؤولية في التصدي للتغير المناخي من جهة، فيما تحاول من جهة أخرى تقييد صاردات الصين من المنتجات الصديقة للبيئة عبر فرض رسوم جمركية إضافية وغيرها من هذا النهج، مع اتهام للصين بقدرة إنتاج خضراء "مفرطة". وتمثل تصرفات الدول الغربية هذه المتناقضة نموذجا لـ"معاييرها المزدوجة" التي تعرقل الجهود العالمية للتحول الأخضر.

وعلقت لينا بن عبدالله، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ويك فورست الأمريكية، على ذلك بقولها إن الأمر "مثير للسخرية"، فقبل سنوات اتهم الغرب الصين بضعف إسهامها في قطاع الطاقة النظيفة، فيما تتهمها الآن بفرط الإنتاجية الخضراء.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد حضت الولايات المتحدة وحلفاؤها قبل 10 سنوات الصين على الانضمام إلى سباق "إزالة الكربون"، ولكنها تفرض الآن رسوم جمركية إضافية على التقنيات الخضراء الصينية لحماية صناعاتها من المنافسة، الأمر الذي أوقع دول ومناطق العالم الأخرى في معضلة.

ومؤخرا، لوح الاتحاد الأوروبي بـ"عصا الرسوم الجمركية" لاستهداف السيارات الكهربائية الصينية، وهددت الولايات المتحدة بحظر استخدام الأجهزة والبرامج الصينية في تصنيع السيارات المتصلة بالإنترنت داخل أرضها.

ويبدو أن هذه الدول التي كانت في طليعة مجال التحول الأخضر "غامضة" بشأن الجهود الصينية التي تظهر جليا مساعدتها على التحول الأخضر العالمي. الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة "هل يحرص الغرب على تشجيع التنمية المستدامة في العالم انطلاقا من نية حقيقية؟ أم يتخذ قضية التغير المناخي كنهج لعرقلة وإعاقة تنمية دول أخرى؟.

يبدو أن هذه الدول تولي مزيدا من الأهمية لمكانتها القيادية وحصتها من الأسواق، مقارنة مع الجهود الرامية لتحقيق التحول الأخضر الذي يمثل تطلعا مشتركا للبشرية جمعاء. وكشف موقع بروجيكت سنديكيت ما وراء هذه المعايير المزدوجة التي تنافي كل منطق وهو أن "الاقتصادات المتقدمة الكبيرة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لن تسمح لخصمها الجيوسياسي بتبوأ مكانة ريادية في القطاعات الناشئة المستقبلية".

إن قضية التغير المناخي تتعلق بمستقبل البشرية جمعاء، وبات تحقيق التحول الأخضر وتجنب الكوارث المناخية بمثابة ‏إجماع دولي منذ فترة طويلة. وقد حذر مراقبون من أن بعض الدول الغربية تعتمد "المعايير المزدوجة" بشكل تعسفي في ‏الصناعة الخضراء، سعيا لاحتواء الصناعة الخضراء الصينية بذريعة "الإنتاجية المفرطة"، في ظل أن قضية التغير ‏المناخي تحولت من تحدي في المستقبل إلى أزمة آنية ملحة، الأمر الذي لا يقوض سلسلة الصناعة العالمية فحسب، بل ‏يوسع كذلك فجوة سلاسل إمداد المنتجات الخضراء.‏

وترى وكالة بلومبرغ أن سياسة الولايات المتحدة الموجهة لاحتواء الصين تضعف جهودها لتحقيق أهدافها المناخية المنشودة، إذ أن وصول المنتجات الخضراء بأسعار معقولة إلى الأمريكيين يتحلى بأهمية بالغة بالنسبة إلى جهود "إزالة الكربون"، ويعتمد ذلك على قطاع التصنيع الصيني المتقدم في العالم.

وصرح دانييل جروس، مدير معهد تطوير السياسات الأوروبية بجامعة بوكوني الإيطالية، أن الصين، بفضل قدرتها الإنتاجية الواسعة النطاق، تخفض كلفة إنتاج مجموعة من منتجات الطاقة النظيفة، مثل الألواح الكهروضوئية والسيارات الكهربائية، وتعزز إمكانات العالم الواعدة في التحول نحو الاقتصاد المنخفض الكربون. ولكن العلاقة بين الصين والغرب التي تشهد توترا تعرقل تطور هذه المسيرة.

وتعكس "المعايير المزدوجة الغربية" في الصناعة الخضراء قلق الغرب على اتجاه تطور صناعتها الخضراء، ولكن استهداف الصين لن يعود بالنفع على تعزيز تنافسيتها.

وكما ذكر تقرير وكالة بلومبرغ، فإن الأسباب وراء تحول الولايات المتحدة من دولة "رائدة" إلى "مهمشة" في قطاع الطاقة الكهروضوئية لا تعود إلى ما تسميه "النهج التجاري الصيني غير العادل"، بل إلى سياساتها المشوشة والنظرة القصيرة للجهات الإدارية والافتقار إلى الاستثمار في الصناعة ورضاها عن نفسها.

ويرى برنارد دي فيت، رئيس اللجنة الاقتصادية والتجارية البلجيكية الصينية، أن فرض العقوبات على المنافسين لن يساعد مصنعي السيارات الأوروبيين على التعامل مع التحديات التي تواجهها في مسيرة تنميتها بشكل أفضل.

وفي الواقع، فإن جهود الصين الدؤوبة الرامية لتنشئة الإنتاجية الخضراء لا تسعى إلى التغلب على نظيرتها في عمليات التحول الأخضر. وقد أدرجت الصين التصدى للتغير المناخي في خططها الإستراتيجية العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، انطلاقا من مطالبها الداخلية لتحقيق التنمية المستدامة والمسؤولية التي تقع على عاتقها لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم زادت بـ510 ملايين كيلووات في عام 2023، تساهم الصين فيها بأكثر من النصف. كما وصلت صادرات الصين من منتجات توليد الكهرباء من مصادر الرياح والشمس إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، لتساعد الدول النامية على نطاق واسع في الحصول على الطاقة النظيفة والموثوقة بأسعار معقولة. وبلغت صادرات الصين إلى الخارج من السيارات الكهربائية 1.203 مليون سيارة، لتساهم بذلك في خفض انبعاثات الكربون بنحو مليوني طن سنويا حسب التقديرات.

وأشار موقع "نيويورك تايمز" إلى أن الصين قدمت دعما كبيرا لتحول بقية مناطق العالم نحو الاقتصاد المنخفض الكربون، وغيرت تماما قصص الجهود العالمية للتحول الأخضر.

وقال مايكل سبنس، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، إن المنتجات والتقنيات الصينية الرائدة ذات التكلفة المنخفضة تُمكن المناطق الأخرى من تسريع وتيرة تحولها الأخضر، كما أن الدول الأخرى، بما فيها الدول ذات الدخل المرتفع، تستفيد منها.

والسبب وراء ازدهار الصناعة الخضراء الصينية يعود إلى أن الصين تتمتع بمناخ سياسي مستقر، وظلت تلتزم بعقلية منفتحة وصقل نفسها في الأسواق سعيا لتحقيق الاختراقات وسط المنافسة المحتدمة.

وفي الوقت الراهن، الذي يبدو فيه أن مهمة التحول الأخضر أصبحت ملحة، يتعين على الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، انطلاقا من أهمية الأمر للبشرية جمعاء، التخلي عن معاييرها المزدوجة في الصناعة الخضراء، والمبادرة إلى قبول الإنتاجية المتقدمة، وتعزيز تنافسيتها في الصناعة الخضراء وسط الانفتاح، وتشجيع التعاون والتفاعل الإيجابي بين الصناعات الخضراء في مختلف الدول، وتمكين مزيد من المنتجات الخضراء من الوصول إلى آلاف المنازل للمساهمة في تحقيق مستقبل أخضر جميل.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号