25 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / يؤدي الاقتصاد الرقمي دورا داعما كبيرا في تنشئة وتطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية ورفع مرونة سلاسل الإمداد والتوريد الصينية، بوصفه قطاعا يشهد أكثر الأنشطة الابتكارية وأعلى معدل نمو وأوسع تأثيرا في التنمية الاقتصادية الصينية.

ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، أصدرت الصين على التوالي وثائق عديدة خاصة بتنمية الاقتصاد الرقمي، من ضمنها "إستراتيجية تنمية الاقتصاد الرقمي" و"تخطيط تنمية الاقتصاد الرقمي خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة"، بهدف تحفيز تطور الاقتصاد الرقمي وازدهاره، حيث يقفز حجم الاقتصاد الرقمي من 11.2 تريليون يوان في عام 2012 إلى 53.9 تريليون يوان في عام 2023، ليقفز 3.8 ضعفا خلال 11 عاما.

تسارع وتيرة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي

يصادف العام الجاري الذكرى الـ30 لوصول الصين الكامل إلى شبكة الإنترنت الدولية. وقال تشاو تشي قوه، كبير المهندسين بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، إن الصين تمتلك حاليا أكثر من 1.09 مليار مستخدمي إنترنت، وتحتضن أكبر سوق للاستهلاك الرقمي في العالم، بعد 30 عاما على تطور الاقتصاد الرقمي.

وفي عام 2023، بلغت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين 15.42 تريليون يوان، لتحتل المركز الأول في العالم لمدة 11 عاما على التوالي، كما تضاعفت المدفوعات عبر الهواتف النقالة 239 ضعفا عما كانت عليه في عام 2012.

وتمثل تقنيات الذكاء الاصطناعي قوة دافعة مهمة تقود الجولة الجديدة من الثورة التكنولوجية والتغير الصناعي. وعلى مدى السنوات الأخيرة، تتسارع وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يقدم أداة حديثة وزاوية جديدة لمختلف القطاعات لتحقيق تنميتها الابتكارية وتحويل هياكلها وترقية مستواها. وحتى نهاية عام 2023، بلغ حجم القطاعات الرئيسية الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين قرابة 580 مليار يوان.

وأكد جين تشوانغ لونغ، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تضفى ديناميكية جديدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية، وتغير أنماط الحياة والإنتاج في الوقت الراهن، داعيا إلى التركيز على الروبوتات البشرية والميتافيرس وواجهة الدماغ والحاسوب والجيل التالي من الإنترنت وتقانة الكم والتصنيع على المستوى الذري وغيرها من القطاعات، وتنفيذ مجموعة من مشاريع البحث العلمي، وتحقيق اختراقات في التقنيات الحاسمة، وتشكيل مجموعة من المنتجات الرمزية.

نمو الاقتصاد الرقمي وازدهاره

تعمل الصين على تسريع تنشئة وتطوير القطاعات الناشئة، في مقدمتها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية، وترقية القدرة التنافسية الرئيسية لتجهيزات الاتصالات والدوائر المتكاملة والمكونات الإلكترونية والبرامج الحاسمة، وتهيئة بيئة ملائمة للبرامج المفتوحة المصدر تؤدي الشركات والمؤسسات فيها دورا رياديا، بهدف تعزيز تشجيع التنمية السليمة لاقتصاد المنصات والاقتصاد التشاركي.

وأظهرت البيانات أن الصين تحتضن إجمالي 3.917 مليون محطة قاعدية لشبكة الجيل الخامس حتى نهاية يونيو الماضي، فيما تتجاوز نسبة مستخدمي تقنيات الجيل الخامس 60%. وتجاوز عدد مشاريع "الجيل الخامس + الإنترنت الصناعي" قيد التنفيذ 10 آلاف مشروع.

وحقق قطاع الاتصالات إيرادات تبلغ 1.0354 تريليون يوان في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بزيادة 3% على أساس سنوي، ومن ضمنها سجلت القطاعات الناشئة، بما فيها البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء، إيرادات 258.4 مليار يوان، بنمو 11% على أساس سنوي.

شركات التصنيع تستفيد من الرقمنة

مع تطور رقمنة الصناعات على نحو معمق، تظهر أشكال وأنماط الأعمال الجديدة بشكل متواصل. وقال شين قوه بينغ، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني "ننفذ عملية التحول الرقمي لقطاع التصنيع على نحو معمق، وندفع عجلة الدمج العميق بين التقنيات الرقمية، بما فيها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والجيل الخامس، ومختلف القطاعات، ونشجع تعزيز استغلال التجهيزات الذكية، مثل الروبوتات الصناعية واللوجستيات الذكية، وندعم إنشاء مجموعة من المصانع الذكية وسلاسل الإمداد الذكية وتجمعات الصناعات الذكية".

وحتى نهاية عام 2023، نجحت الصين في تنشئة 421 مصنعا ذكيا نموذجيا على مستوى الدولة، وأكثر من 10 آلاف معمل رقمي ومصنع ذكي على مستوى المقاطعة، و62 مصنع منارة، لدفع عمليات تحويل هياكل الصناعات التقليدية وترقية مستوياتها.

وتركز الشركات في عمليات تحولها الرقمي على خفض التكلفة وزيادة الكفاءة. وبحلول نهاية عام 2023، حث قطاع التصنيع الصيني خطواته في ترقية مستوى الرقمنة لمجالاته الرئيسية. وقال شين إنه بالنظر إلى النتائج، ففي المصانع النموذجية لتصنيع الطائرات الضخمة والسيارات الكهربائية والقطارات الفائقة السرعة، تقلصت دورات بحث وتطوير المنتجات بنحو 30%، بالتزامن مع ارتفاع كفاءة الإنتاج بحوالي 30%. وبعد تزويد شركات التصنيع بالتقنيات الرقمية، أصبحت تتطور بصورة أسرع وأكثر فعالية.