13 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / يفضل تشانغ فنغ، المرشد السياحي في بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين، اصطحاب الزوار بسيارته الكهربائية لزيارة ضفاف نهر اليانغتسي للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة هناك.

وأنفق تشانغ حوالي 18 ألف دولار أمريكي على شراء سيارته، في وقت يكون فيه سعر أرخص سيارة كهربائية في الولايات المتحدة أعلى من 29 ألف دولار.

ويبدو أن التأثيرات المشتركة للعوامل العديدة تُمكِّن الشركات الصينية من إنتاج سيارات كهربائية اقتصادية، بما في ذلك المنافسة المحلية المحتدمة، وتكلفة العمالة المنخفضة نسبيا، وكذلك سلاسل التوريد المتكاملة.

وتمتلك الصين حاليا حوالي 100 علامة سيارات كهربائية. ولا شك أن حرب الأسعار المستعرة داخل الصين تلعب دورا كبيرا في خفض أسعار المنتج المعروض، ما يشجع بعض الشركات على التوجه إلى الخارج لإيجاد موطئ قدم.

واتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا الصين باكتساب منتجاتها المزايا من خلال الدعم الحكومي، في وقت ترفض فيه بكين هذه الاتهامات، وردت عليها بإجراء تحقيق مكافحة إغراق، كان أحدثه ضد واردات بذور اللفت من كندا.

وقالت متحدثة باسم وزارة التجارة الصينية إن الشركات الصينية تكتسب مكانتها البارزة بين منافسيها بفضل الجهود الدؤوبة، حيث بدأ الاستثمار في قطاع الطاقة الجديدة وتنفيذ التخطيط الصناعي قبل 20 عاما، وشكلت الشركات مزاياها الفريدة بعد جهود متواصلة في الابتكار التقني وسلاسل الصناعة والتوريد وبيئة السوق.

وليست الشركات الصينية وحدها التي تستفيد من تلك المزايا، فقد قدمت الحكومة الصينية ظروفا تفضيلية لإنشاء شركة تسلا مصنعها في بلدية شانغهاي. وبفضل ذلك، حققت الشركة الأمريكية اختراقات كبيرة وأظهرت قدرتها على كسب الأرباح في الصين.

وسبب آخر وراء قدرة تسلا والعلامات التجارية الصينية على إنتاج مزيد من السيارات الكهربائية العالية الجودة والمقبولة الأسعار يكمن في أن الصين تمتلك عددا كبيرا من العمالة المجتهدة والمنخفضة التكلفة نسبيا. فيوميا، يتوافد عدد كبير على مركز التوظيف التابع لشركة "بي واي دي" للسيارات الكهربائية بمدينة تشانغشا وسط الصين، ويحمل البعض أغراضه الشخصية، إذ يمكن الإقامة في مساكن الشركة وبدء العمل فورا في اليوم الثاني من التوظيف.

وقال عامل جديد في شركة "بي واي دي" إنه يمكن جني حوالي 7 آلاف يوان شهريا. وهذا الراتب غير منخفض، خاصة في مدينة تشانغشا التي شهدت انخفاضا في تكاليف المعيشة.

ومع انخفاض نسبة الشباب الراغب في العمل بالمصنع، قررت الشركات التوجه نحو تحقيق الأتمتة تدريجيا، بالتوازي مع زيادة رواتب الموظفين، رغم تأثير ذلك العكسي في فقدان الصين ميزة العمالة الرخيصة نسبيا بشكل تدريجي.

وتتمثل أكبر مزايا الصين في إنجاز بناء سلاسل توريد متكاملة أو تحقيق ما يسمى بـ"التكامل الأفقي بين منبع ومصب سلاسل التوريد". ويرى عاملون في القطاع أن هذه المزايا الكبيرة جعلت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية موردين لقطع الغيار الرئيسية في السيارات، ما يمكنها من ضبط الأسعار، بسبب قدرتها على إنتاج أهم قطع غيار السيارات.

وفي الوقت نفسه، تجذب السيارات الكهربائية الصينية المشترين الذين يولون مزيدا من الأهمية للتقنيات، حيث تكون مزودة بمجموعة كاملة من التجهيزات الذكية، لكنها تظل أرخص مقارنة مع نظيراتها الأجنبية.